السنغال تفتتح مشوار المونديال بلقاء هولندا

الدوحة - يستهل منتخبا هولندا والسنغال اليوم الاثنين مسيرتهما في بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في قطر ضمن منافسات الجولة الأولى للمجموعة الأولى، التي تضم أيضا منتخبي قطر والإكوادور.

ويطلق رجال أليو سيسيه مدرب السنغال حملتهم في قطر بصفة أبطال أفريقيا، وهو اللقب القاري الأوّل في تاريخ البلاد، في حين التحقوا بركب المنتخبات المتأهلة إلى النهائيات للمرة الثالثة في تاريخهم عبر الملحق الأفريقي بالفوز على مصر (0 - 1 و1 - 0 ثم 3 - 1 بركلات الترجيح)، حالمين بتكرار إنجاز 2002 عندما بلغوا ربع النهائي.

غير أنهم سيفتقدون في الملاعب القطرية مانيه بسبب الإصابة، وهو أفضل لاعب في القارة السمراء وثاني أفضل اللاعبين في جائزة الكرة الذهبية ومسجل ركلتين ترجيحيتين حاسمتين في الفوزين القاري والعالمي.

وتلقت السنغال ضربة موجعة عقب الإعلان عن عدم قدرة مهاجم بايرن ميونخ الألماني على التعافي في الوقت المناسب، ليتأكد رسميا قبل 5 أيام من انطلاق المونديال غيابه عن المنافسات، ما دفع عضو مجلس إدارة الاتحاد المحلي للعبة عبدالله سوو للقول إنه سيتعين على أبطال أفريقيا “التأقلم من دون أفضل لاعبيهم”.

كما تحوم الشكوك حول مشاركة مدافع لايبزيغ الألماني عبدو ديالو بسبب مشاكل في ركبته. وفي غياب مانيه سيحمل غاليدو كوليبالي شارة القيادة، غير أن مدافع تشيلسي الإنجليزي البالغ 31 عاماً يعيش بداية موسم صعبة توزّعت بين تعرضه للإصابات وتبديل المدرب.

وتوقع المراقبون أن يفرض كوليبالي نفسه كأحد عمالقة الدفاع في الدوري الإنجليزي، غير أن انطلاقته تأخرت بعد انضمامه إلى نادي غرب لندن بعد 8 أعوام قضاها في نابولي الإيطالي.

ولا تبدو حالة المنتخب الهولندي وصيف بطل العالم 3 مرات أعوام 1974 و1978 و2020، أفضل من نظيره السنغالي، إذ يستهل مشاركته الأولى منذ عام 2014 والحادية عشرة بصفوف مثقلة بالإصابات.

ولكن بخلاف بطل أفريقيا تصل “الطواحين الهولندية” بحالة ذهنية جيدة، حيث لم يذق المنتخب طعم الخسارة في 15 مباراة وتحديداً منذ تعيين لويس فان غال صعب المراس والبالغ من العمر 71 عاما، العام الماضي مدرباً للمرة الثالثة في مسيرته.

وستنهي هولندا حالة انتظار دامت 8 أعوام ونصف العام منذ آخر مباراة لها في نهائيات كأس العالم والتي قادها أيضاً فان غال وحقق خلالها الفوز على مستضيفة مونديال 2014 البرازيل 3 - صفر.

ويعاني هداف المنتخب ديباي من مشكلة في أوتار ركبته منذ مشاركته مع المنتخب البرتقالي في سبتمبر، فيما أكد فان غال أن مهاجم برشلونة الإسباني لن يبدأ المباراة الافتتاحية لكأس العالم بينما يواصل تعافيه. كما خسرت هولندا جهود لاعب إنتر الإيطالي دنزل دامفريس جراء تعرضه لإصابة في ركبته خلال مشاركته مع ناديه أمام أتالانتا في الدوري الإيطالي قبل ثمانية أيام فقط من المواجهة المنتظرة أمام السنغال.

هل سيؤدّون النشيد الوطني أم لا؟ هل سيحتفلون في حال سجلوا؟ هذا النوع من الأسئلة سيكون محور الاهتمام قبل انطلاق مباراة إيران الاثنين على ملعب خليفة الدولي مع إنجلترا الطامحة إلى مجد طال انتظاره، وذلك في افتتاح منافسات المجموعة الثانية من مونديال قطر 2022 في كرة القدم.

وفي مجموعة تضم الولايات المتحدة وويلز اللتين تتواجهان على ملعب أحمد بن علي في اليوم ذاته، تبدو إنجلترا مرشحة قوية لحسم تأهلها عن المجموعة.

لكن مشوار “الأسود الثلاثة” الذين بلغوا المباراة النهائية لكأس أوروبا صيف 2021 قبل الخسارة على أرضهم أمام إيطاليا بركلات الترجيح، قد لا يكون سهلاً أمام جارتهم ويلز، فيما تحمل مواجهة الجولة الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران نكهة سياسية.

وعلى الورق، تهدف إنجلترا، المصنفة خامسة عالميا ورابعة مونديال 2018، إلى الحصول المركز الأول في المجموعة. لكن بعد دوري أمم كارثي، تبدو تشكيلة المدرب غاريث ساوثغيت أقل إقناعا، فضلا عن إصابات هدّدت الاستقرار الدفاعي.

وهجوميا، احتفظ الإنجليز بقوتهم الضاربة بقيادة هداف النسخة الماضية هاري كاين (6)، والبعيد هدفين عن الرقم القياسي الإنجليزي لواين روني (53). وفي الصراع المنطقي على البطاقة الثانية المؤهلة إلى دور الـ16، تتنافس الولايات المتحدة (مصنفة 16)، مع ويلز (19) وإيران (20). بعد غيابها عن النهائيات طيلة 64 عاما، تسجل ويلز عودتها إلى كأس العالم لأول مرة منذ 1958 بمواجهة الولايات المتحدة التي تعود بدورها إلى البطولة بعدما غابت عن نسخة 2018.

ومنذ خسارتها أمام البرازيل في ربع نهائي نسخة 1958 في مشاركتها الوحيدة بهدف وحيد للأسطورة بيليه، غابت ويلز عن النهائيات رغم مرور نجوم مثل إيان راش، راين غيغز، مارك هيوز وغاري سبيد.

لكن غاريث بيل الذي يسعى للتعافي من الإصابة وآرون رامسي حققا ما فشل فيه النجوم السابقون، أولاً بقيادة ويلز إلى نصف نهائي كأس أوروبا 2016 ثم إلى نهائيات المونديال لأول مرة منذ 64 عاماً.

وكي يعزز رجال المدرب روب بايغ حظوظهم بتتويج هذا التأهل ببطاقة ثمن النهائي، يتوجب عليهم الخروج بنتيجة إيجابية أمام الأميركيين لكن المباراة لن تكون سهلة ضد فريق يعج بالمحترفين في أوروبا، على غرار سيرجينيو ديست (ميلان الإيطالي)، وستون ماكيني (يوفنتوس الإيطالي)، جيوفاني رينا (بوروسيا دورتموند الألماني) وكريستيان بوليسيك (تشيلسي الإنجليزي).