السعودية تكتب التاريخ في مونديال قطر من بوابة الأرجنتين

نجحت السعودية في تحقيق واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ نهائيات كأس العالم بفوز تاريخي على الأرجنتين ضمن منافسات المجموعة الثالثة من مونديال قطر 2022.
لوسيل (قطر) - فجّرت السعودية مفاجأة كبيرة في نهائيات كأس العالم بفوز تاريخي على الأرجنتين ونجمها الخارق ليونيل ميسي 2 – 1 على ملعب لوسيل، ضمن منافسات المجموعة الثالثة من مونديال قطر 2022. وسجل صالح الشهري وسالم الدوسري هدفي السعودية في الدقيقتين الـ48 والـ53، بعد أن منح ليونيل ميسي التقدم للأرجنتين من ركلة جزاء في الدقيقة العاشرة أمام 88 ألف متفرج. وكسرت السعودية نحسا لازمها في مشاركاتها الخمس السابقة في المباريات الافتتاحية عندما فشلت في الفوز في أي منها (4 هزائم وتعادل واحد)، قبل أن تحقق نصرا مدويا. وهذا رابع فوز للسعودية في تاريخها بكأس العالم، بعد المغرب (2 – 1) وبلجيكا (1 – 0) في 1994، ومصر (2 – 1) في 2018.
رقم قياسي
ومنعت السعودية أيضا الأرجنتين من معادلة الرقم القياسي في عدد المباريات من دون خسارة، حيث توقف رصيد “البيسيلستي” عند 36 مباراة، علما بأنها كانت ستعادل الرقم القياسي المسجل باسم إيطاليا لو تحاشت الخسارة في المباراة. ودخلت الأرجنتين البطولة وهي من أبرز المرشحين لإحراز اللقب بقيادة نجمها ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم 7 مرات، الذي يخوض على الأرجح آخر مشاركة له في النهائيات بعد خمس مشاركات فيها. وتعود الخسارة الأخيرة للأرجنتين إلى الثاني من يوليو عام 2019 عندما سقطت أمام غريمتها التقليدية في أميركا الجنوبية البرازيل 0 – 2 في نصف نهائي كوبا أميركا، وحققت بعدها الفوز في 25 مباراة وتعادلت في 11.
وخاض ليونيل ميسي مباراته رقم 20 في كأس العالم ليعادل إنجاز خافيير ماسكيرانو كأكثر اللاعبين الأرجنتينيين مشاركة في المونديال، وبفارق مباراة واحدة عن الأسطورة الراحل دييغو مارادونا. وأنهى منتخب التانغو الأرجنتيني مشواره في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة للمونديال دون أي هزيمة، ليرفع رصيده من المباريات المتتالية التي لم يعرف خلالها طعم الخسارة إلى 36 مباراة متتالية، بواقع 25 انتصارا و11 تعادلا.
وكان المنتخب الأرجنتيني على بعد مباراة واحدة فقط لمعادلة الرقم القياسي للمنتخب الإيطالي الذي خاض 37 مباراة دون هزيمة بين عامي 2018 و2021، لكن الأخضر السعودي نجح أخيرا في إلحاق الهزيمة الأولى منذ فترة طويلة بالمنتخب الأرجنتيني المتوج بكأس العالم في 1978 و1986. وعلى الجانب الآخر يشارك منتخب السعودية في المونديال للمرة السادسة. وجاءت أفضل محصلة للأخضر السعودي في نسخة 1994 عندما بلغ الدور الثاني. وشارك الفريق السعودي في جميع نسخ كأس العالم من 1994 إلى 2006، قبل أن يغيب عن النسختين التاليتين، لكنه عاد إلى المحفل العالمي في مونديال روسيا 2018.
وصرح الفرنسي هيرفي رينارد مدرب السعودية في المؤتمر الصحافي قائلا “جميع النجوم كانت مبتسمة لنا في السماء.. كانوا يرغبون في تقديم أفضل ما لديهم في المونديال الأخير لليونيل ميسي. هذه هي الرياضة. يمكن أن تلعب هذه المباراة عشر مرات ولا تحقق النصر سوى في مباراة واحدة. كنا نستحق الفوز”. وتابع “للأسف في الشوط الأول، لم يضغط مهاجمونا على المدافعين.. لو دخل شباكنا هدفا ثانيا لاختلفت الأمور كثيرا. لكن في الثاني قدموا أداء أفضل وصنعوا الفارق”.
وواصل “احتفلنا بهذا الفوز على مدى 20 دقيقة، لكن يجب ألا ننسى بأننا سنخوض مباراتين صعبتين. تستطيع الفوز في المباراة الأولى ثم تخسر المباراتين التاليتين وتودع، دعونا نحتفل بهذا الانتصار، لكن يتعين علينا أن نكون مستعدين للمباراة المقبلة. فعندما تخوض كأس العالم، كل شيء يمكن أن يحصل في كرة القدم”. وختم “صنعنا التاريخ. سيبقى ذلك إلى الأبد، لكن نحتاج إلى التطلع قدما ونبقي أقدامنا على الأرض، ما أستطيع أن أقوله نريد المزيد من الأنصار في المدرجات، نريد دعما إضافيا”. وقال سعود عبدالحميد “تعبنا ثلاث سنوات وفزنا اليوم على المرشح الأول للفوز بكأس العالم. أن تلعب ضد الأرجنتين وأفضل لاعب في العالم يعطيك دافعا قويا لأن تتأهل، وهذا الأمر سيكون موجودا. سنفرح اليوم وننسى غدا لنفكر بالمباراة المقبلة. بإذن الله سنتأهل”.
طعم الفوز
وفي لقاء آخر فرض منتخب تونس تعادلا سلبيا ثمينا على نظيره الدنماركي في مستهل مشواره في المونديال ضمن منافسات الجولة الأولى من المجموعة الرابعة. ويأمل المنتخب التونسي في التأهل للمرة الأولى بتاريخه إلى الأدوار الإقصائية. وجاء التعادل بطعم الانتصار، حيث سيجعل نسور قرطاج يدخلون المباراة الثانية أمام أستراليا بمعنويات مرتفعة. وحصد المنتخب التونسي النقطة الأولى في المجموعة وهو ذات رصيد الدنمارك.
وباتت تونس في مونديال الأرجنتين 1978 أول دولة أفريقية وعربية تفوز بإحدى المباريات في نهائيات كأس العالم بإسقاطها المكسيك 3 – 1 في روساريو، قبل أن تحقق فوزها الثاني في مونديال روسيا 2018 على حساب بنما 2 – 1. والتقى المنتخبان التونسي والدنماركي مرّة واحدة خلال مباراة ودية تحضيرا لمونديال كوريا الجنوبية واليابان، حيث كانت الغلبة للدنمارك 2 – 1 في مايو 2002. وتشارك الدنمارك للمرة السادسة في النهائيات، لكنها المرة الثانية فقط التي تحجز مقعدها إلى المونديال مرتين تواليا (2018 و2022) بعد مونديالي 1998 و2002.
وتلقى منتخب الدنمارك ضربة قوية خلال لقاء تونس. وغادر لاعب الوسط توماس ديلاني، بعد مرور 42 دقيقة من عمر اللقاء. وتأثر ديلاني بضربة قوية تعرض لها في الركبة، بعد التحام في وسط الملعب. وغادر توماس ديلاني غاضبا من حكم المباراة الذي رفض في البداية إيقاف اللعب لاستبداله. وخرج الشوط الأول من عمر اللقاء بالتعادل السلبي دون أهداف، بعد إلغاء هدف سجله عصام الجبالي مهاجم منتخب تونس، بداعي التسلل.