السعودية تؤجل مهرجان "رجال الطيب"

تأجيل الدورة الثانية من المهرجان الذي ساهم بنشر ثقافة "عصائب الورد" "اللويات" التي يرتديها سكان المنطقة حرصا على زوار المهرجان التراثي من سكان المنطقة ومرتاديها.
الاثنين 2020/06/15
عرض لرجال الطِّيب في أجواء مفعمة بعبق التاريخ والتراث

الرياض – أعلنت وزارة الثقافة السعودية عن تأجيل الدورة الثانية من مهرجان “رجال الطيب” حتى إشعار آخر بعد أن كان مقررا انعقادها خلال هذه الفترة في محافظة “رجال ألمع” بمنطقة عسير جنوبي المملكة.

وقالت الوزارة الأحد إن ذلك يأتي لأسباب احترازية وتماشيا مع جهود السعودية للوقاية من فايروس كورونا، وحرصا على سلامة زوار المهرجان التراثي من سكان المنطقة ومرتاديها.

وشهدت الدورة السابقة من مهرجان رجال الطيب التراثي التي أقيمت في أغسطس 2019، عرضا مكثفا للثقافة الغنية لرجال الطِّيب في أجواء مفعمة بعبق التاريخ والتراث وسط قرية “رُجال” التراثية في محافظة “رجال ألمع” بمنطقة عسير.

وساهم المهرجان بنشر ثقافة “عصائب الورد”، “اللويات”، التي يرتديها سكان المنطقة، من خلال عرضه لطرق صناعتها وأشهر أنواعها وأشكالها، مقدما لزائريه فرصة تجربة صناعة عصائب الورد الخاصة بهم.

ويضع رجال عسير على رؤوسهم عصابة ورد تضفي عليهم رائحة عطرية، خاصة في المناسبات الاجتماعية والذهاب إلى الصلاة وخاصة صلاة الجمعة، وتعبيرا عن عشقهم لزهور ورياحين المنطقة، ويرون أن ربط الرأس بعصابة الورد تقليد ضارب في القدم لدى أبناء المنطقة، الذين ولدوا وتربوا منذ طفولتهم عليها كعادة رجالية.

“اللوية” أو”العُصابة” اشتقت تسميتها من طريقة وضعها على الرأس، فهناك من “يعصبها” على رأسه فتسمى “عُصابة”، وهناك من “يلويها” فقط على الرأس وتسمى في هذه الحالة “لوية”.

يقول يحيى الشبرقي، وهو أحد المهتمين بتراث منطقة عسير جنوب السعودية، إن “العُصابة” و”الهامة” تتكون من خليط من الزهور تتحكم في تشكيلة مواسمه التي ينبت فيها، وإن كانت لهم طرائقهم وأساليبهم في حفظه لأزمنة متواصلة.

ويضيف الشبرقي بأنه وجد بينهم ابتكارات وموضات لها فما يلبسه الشباب غير ما يلبسه الكبار والشيوخ ومنها ما تتفاعل رائحته نهارا عند تعرضه للشمس، وعادة ما يجعلونها للأسواق ومناسبات النهار، ومنها ما تفوح رائحته ليلا للحفلات والسهرات التي يقيمونها على ضوء النار، وقد كانوا في السنين الماضية يلزمون أنفسهم بألا تلبس هذه العصابة دون تكامل الزي التهامي البدوي المكون من إزار وقميص، ويزيد بأن “العُصابة” تلبس بشكل دائري على الرأس، حيث تنظف بواسطة ورق السدر والدهانات الجيدة، ويلفها على شكل حلزونات دائرية، بعد أن يفرق شعره من مقدمة رأسه إلى نهايته نصفين من الشعر الحلزوني الذي يسمونه في لغتهم (زقر)، بل إن البدوي لا يمل أن تجده طول يومه يتسلى بتلفيف شعره على أصابعه، مثلما يسلي البعض نفسه بالمسبحة.

24