السد يخطط لاستعادة هيمنته على كأس قطر

سيكون نهائي كأس أمير قطر سبيل السد لاستعادة السطوة على البطولة ونظيره فريق قطر لإنهاء جفاء دام 48 عاما.
الخميس 2024/05/23
وقفة الأبطال

الدوحة- يسعى السد لاستعادة فرض السطوة على بطولة كأس أمير قطر لكرة القدم، عندما يلتقي الجمعة مع قطر الباحث عن إنهاء جفاء طويل مع اللقب دام 48 عاما. ويأمل "الزعيم" في طي صفحة نسختين ماضيتين مخيّبتين عندما فشل في بلوغ العرض الأخير في 2022 واكتفى بالوصافة في العام التالي أمام العربي 0-3، من أجل معاودة تكريس الهيمنة على البطولة التي أحرز لقبها 18 مرّة. ويملك السد أرقاما استثنائية في البطولة، بإرث عريق وحاضر جسّده بالتأهل للمباراة النهائية للمرة الـ29، منها أحد عشر وصولا منذ العام 2012 حصد خلالها خمسة ألقاب.

حقبة طويلة

بالمقابل، يستحضر "الملك" تاريخا عريقا من أجل إنهاء حقبة طويلة منذ آخر تتويج عام 1976 ليحصد آنذاك البطولة الثانية والأخيرة له بعد الأولى عام 1974. ويسجل التاريخ أن اللقب الأول لنادي قطر في البطولة كان على حساب السد 2-1 في النسخة الثانية عام 1974، لكن السدّ رد بعد 27 عاما وتحديدا عام 2001 في نهائي النسخة الـ29 بالفوز 3-2، في النهائيين الوحيدين بين الفريقين تاريخيا.

وكانت الكأس قد عاندت قطر في أربع مناسبات بلغ فيها النهائي أعوام 1981 عندما خسر أمام الأهلي 1-2، و1989 أمام العربي 0-2، و2001 أمام السد 2-3، و2004 أمام الريان 2-3 أيضا، ليدوّن في النسخة الحالية الوصول السابع للنهائي. ويملك نادي قطر دافعا إضافيا من أجل الظفر باللقب الذي سيمنحه مقعدا مباشرا في دوري أبطال آسيا للنخبة التي استحدثها الاتحاد الآسيوي لتنطلق نسختها الأولى اعتبارا من الموسم المقبل بمشاركة أفضل 24 ناديا في القارة، في حين كان السد قد ضمن المشاركة المباشرة في البطولة بصفته بطلا للدوري.

وتبدو كفة السد أرجح لنيل اللقب في ظل الإمكانيات الكبيرة التي يتملكها والتمرس الواضح لجل نجومه في التعامل مع المباريات النهائية، على العكس من منافسه، ما يشكل دافعاٍ نحو فريق المدرب وسام رزق لحصد ثنائية الدوري والكأس بعد موسم صفري.

وقال رزق "تفصلنا خطوة عن تحقيق لقب ثان يحمل الكثير من الخصوصية، لكن حذار من تقاعس وثقة مفرطة، وجب أن نكون حاضرين ونستعد كما يجب من أجل تحقيق هدفنا. وأضاف "نعم نريد اللقب التاسع عشر في الكأس، لكن ذلك يتطلّب بذل مجهود كبير أمام منافس صنع الحدث وأقصى فرقا كانت مرشحة فوق العادة للوصول بعيدا". وحول المستوى في المباراة الأخيرة، أوضح " ظهرنا بصورة جيدة أمام منافس تقليدي بحجم الدحيل، وتجاوزنا ضغوطا تعرّضنا لها لأسباب نعلمها في البيت الداخلي، لكننا استطعنا التعامل مع كل التحديات وتبقى لنا الخطوة الأخيرة".

ومرّ السد بمحطات صعبة خلال مسيرة الوصول إلى المباراة النهائية، خصوصا عقب ضغوطات الخروج المفاجئ من نصف نهائي كأس قطر بالخسارة أمام الوكرة، ليستهل المشوار بفوز صعب على المرخية 3-2. وثار السد من الوكرة في الدور ربع النهائي من الكأس وفاز 1-0، قبل أن يطوي عناد الدحيل بذات النتيجة في نصف النهائي رغم صعوبات البداية بأفضلية المنافس الذي أهدر ركلة جزاء.

إنجاز تاريخي

في المقابل، فاجأ قطر الجميع بمستويات راقية في البطولة، فكانت كلمة السر في المدرب المؤقت يوسف النوبي الذي جاء بعد إقالة البرتغالي هيليو سوزا الذي ترك الفريق في خضم تهديد الهبوط والملحق في الدوري. وحقق النوبي انتصارين في الجولتين الأخيرتين أبعد بهما الفريق على إرهاصات التهديد، ثم واصل النجاح بتجاوز الوعب في ثمن نهائي الكأس 2-0، قبل أن يحدث المفاجأة الأولى بإقصاء الريان بركلات الترجيح 5 - 4 بعد التعادل 4 - 4 في الوقتين الأصلي والإضافي في ربع النهائي.

وكبر طموح نادي قطر محققا مفاجأة جديدة لا تقل شأنا على الأولى بعدما أبعد الغرافة المرشح للمنافسة على اللقب وبركلات الترجيح أيضا 4-3 بعد التعادل بهدفين لمثلهما في نصف النهائي. وقال النوبي "الإنجاز الذي تحقق بالوصول إلى النهائي يُعدّ تاريخيا بعد غياب عن العرض الأخير لعشرين عاما، وفخورون بما تحقق، ولكن الطموح بات اكبر".

وأضاف " نحلم بأن نعود إلى منصة التتويج بعد 48 عاما، ونملك كل الدوافع التي تشحذ الهمم لتحقيق ذلك، فالروح القتالية التي أظهرها اللاعبون في البطولة تعد مثالا يحتذى". وعن المنافس المتمرس، قال المدرّب "لا شك في أن السد يملك الإمكانيات وقبل ذلك التقاليد العريقة في البطولات، لكننا نملك العزيمة والإصرار وندرك أن كرة القدم لا تعترف سوى بحقيقة الميدان، وبالتالي سنبذل قصارى جهدنا من اجل الظفر باللقب".