السخرية سلاح الأفغان في وجه طالبان

باريس - في مقطع فيديو لرسوم متحركة هزلية على يوتيوب، يقابل مسلح من طالبان نجمة البوب الأفغانية أريانا سعيد ويحاول عرض الزواج عليها، قائلا “ستكون لدي لحية وشارب ودبابات. وسأبني لك ناديا ليليا”.
وهذا المشهد الساخر ورد في برنامج للرسوم المتحركة على يوتيوب، بدأ يحظى بشعبية لدى الأفغان في الأسابيع الماضية.
في هذا المقطع، تظهر سعيد في أحلام المسلح، لكن يستيقظ الرجل الذي ينام مع بندقية الكلاشنكوف ليكتشف أنه يعانق مقاتلا آخر.
في مقطع آخر، يظهر المسلح في شوارع كابول وهو يستعرض بفخر كيف تغيرت الحياة هناك منذ استيلاء طالبان على السلطة.
ويقابل المسلح سيدة ترتدي نقابا أسود اللون. ويسألها “هل أنت من الجن أو البشر؟”، في ما يعكس ارتباك السكان من العباءة والنقاب اللذين يغطيان الرأس والجسم بالكامل واللذين فرضتهما حركة طالبان على النساء.
وإنتاج أعمال فنية مماثلة خطر في أفغانستان حيث يختبئ الكثير من الفنانين، بينما يقوم الناس العاديون أيضا بإزالة أي مواد قد تعتبر ضارة من هواتفهم الذكية.
ويقوم المهاجر الأفغاني يظ أفضلي (34 عاما) والذي غادر بلاده سنة 2000 ويقيم في فنلندا بإنتاج هذه المقاطع الساخرة.
وتعلم أفضلي بنفسه التصميم ثلاثي الأبعاد، بينما يأخذ دروسا إضافية في جامعة هلسنكي لتحسين مهاراته.
وسمح له ذلك بإنتاج أكثر من مئتي مقطع فيديو كرتوني، بدأ فيها بانتقاد الحكومة الأفغانية المخلوعة الموالية للغرب والتي يتهمها معارضوها بالفساد.
ولكنه يركز حاليا على طالبان. وأكد “بنادقهم قد تكون مليئة بالرصاص ولكن قلوبهم فارغة”.
وتجاوز عدد مشاهدات بعض أعماله على يوتيوب الـ1.7 مليون.
وقال أفضلي “الناس يفهمون الرسالة لأنها مرئية”، مؤكدا “أرغب في توجيه رسالتي إلى قيادة طالبان والتابعين لها بأننا بشر أحرار، ولن نقبل بهذا الحكم. أعتقد أن الغالبية لا تريد القبول بذلك”.
ويتفق مع ذلك الفنان الهزلي موسى ظفر، ويوضح “الفنانون الهزليون يجعلون الناس يضحكون”.
ويرى ظفر الذي ينشر أعماله الساخرة تحت اسم “الإمام موسى” أن السخرية قد تشجع المسؤولين السياسيين على “التفكير مرتين” في أسلوب حكمهم والإجراءات التي يقومون باتخاذها.
ونشر مؤخرا نكتة تقول إنه “تم تشكيل لجنة جديدة في وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لبحث شكل الخيار والباذنجان واليقطين”، لبحث إن كانت تشبه الأعضاء التناسلية. ولهذه الأسباب “يملك الخبازون مهلة أسبوعين لإنتاج خبز لا يكون طويلا أو مستديرا”.