الزمالك يواصل التنكر للمدارس الأجنبية رغم التتويجات

أعلن رئيس الزمالك المصري مرتضى منصور الجمعة، في خطوة لم تكن مفاجئة بالنسبة للكثيرين، عن عدم تجديد عقد المدرب السويسري كريستيان غروس والطاقم المعاون له. وطرح هذا القرار عديد الاستفسارات لدى الخبراء والمهتمين لجهة أزمة النادي مع المدرسة الأجنبية التي لا تعمر طويلا في الفريق المصري.
القاهرة- يطرح ملف المدربين الأجانب الذين مروا بفريق الزمالك المصري أكثر من سؤال، حول ما مشكلة النادي مع المدرب الأجنبي، ولماذا تتم التضحية بالمدير الفني في أول منعرج للفشل والسقوط في أزمة النتائج، وهل هناك أزمة ثقة في المدرب الأجنبي أم أن أمورا أخرى تحدد رغبة الرئيس في الرضا عن هذا ومباركة ذاك.
وأعلن رئيس الزمالك مرتضى منصور عدم تجديد عقد مدرب فريقه السويسري كريستيان غروس والذي ينتهي الجمعة مع إقالة الجهاز المعاون له. وعين مرتضى منصور خالد جلال مديرا فنيا للفريق اعتبارا من مباراته المقبلة ضد حرس الحدود المقررة الاثنين المقبل والمؤجلة من المرحلة الثلاثين مع منحه صلاحيات اختيار الجهاز المعاون.
وأهدر الزمالك نقطتين ثمينتين في الصراع على لقب الدوري المصري في كرة القدم بسقوطه في فخ التعادل مع ضيفه الإنتاج الحربي 1-1 على ملعب بتروسبورت في القاهرة في مباراة مؤجلة.
واكتفى الزمالك بنقطة واحدة رفع بها رصيده إلى 67 نقطة من 30 مباراة في المركز الثالث بفارق 7 نقاط عن الأهلي المتصدر الذي خاض 32 مباراة، في حين ضمن الإنتاج الحربي البقاء بعدما رفع رصيده إلى 38 نقطة في المركز الحادي عشر.
وجاء قرار منصور بعد 4 أيام على قيادة غروس للنادي الأبيض للتتويج بكأس الاتحاد الإفريقي على حساب نهضة بركان المغربي. ولم تكن العلاقة بين منصور وغروس جيدة خصوصا في الفترة الأخيرة بسبب تدخل الأول في اختصاصات المدرب وانتقاده الشديد له. ومن المؤكد أن مشجعي نادي الزمالك المصري ليسوا في قمة الرضا عن المدرب غروس المدير الفني السابق للفريق بسبب بعض التحفظات الفنية والنتائج المهزوزة في بطولة الدوري.
ورغم حصده لقب كأس الكونفيدرالية الأفريقية إلا أن المدرب يواجه بعض الانتقادات من أصغر مشجع لرئيس النادي نفسه الذي أعلن في الساعات الماضية رحيل غروس وعدم تجديد عقده مع الفريق. ورغم كل هذه الانتقادات إلا أن المشهد الأخير لغروس في الزمالك لا يليق على الإطلاق بما قدمه المدرب السويسري في موسمه الصعب مع القلعة البيضاء.
ولم يكن يتخيل أحد أن تتحول أفراح الفوز بالكونفيدرالية الأفريقية ما بين ليلة وضحاها إلى أحزان وحرب إعلامية يقودها مرتضى منصور رئيس النادي نفسه ضد المدير الفني. وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورة للمدرب السويسري وهو يحمل حقائبه بعد نهاية لقاء الإنتاج الحربي بالدوري بالتعادل بهدف لكل منهما.
ورغم تأكيدات مصادر من داخل النادي أن الصورة كانت قبل اللقاء وليست بعده إلا أن تفاعل الجماهير معها والتصريحات المسيئة التي هاجم فيها مرتضى منصور المدرب السويسري صاحب الإنجاز الفريد بحصد الكونفيدرالية لأول مرة في تاريخ النادي، جددت ذكريات النهايات السوداء للمدربين الأجانب في الزمالك خلال عهد مرتضى منصور.
وبالعودة إلى ذاكرة الفريق نجد أن هناك 7 مدربين أجانب عرفهم الزمالك في عهد مرتضى منصور، بعضهم قاد الفريق إلى بطولات مميزة لم تشفع لهم لدى رئيس النادي، فالمشاهد تكاد تكون متشابهة مع اختلاف الأشخاص والتصريحات معلبة ومكررة ما بين التدخل في التشكيل وتجاهل البدلاء.
وكانت البداية مع المدرب البرتغالي جايمي باتشيكو والذي نجح في تحقيق طفرة في نتائج الفريق بعد عثرة واضحة مع المدرب حسام حسن بالدوري موسم 2014-2015.
لعب باتشيكو 10 مواجهات متتالية فاز في 8 لقاءات وتعادل مرتين مع وادي دجلة والإسماعيلي قبل أن يتلقى الهزيمة أمام إنبي بثنائية دون رد، ليفاجأ بهجوم جارف من رئيس النادي، الذي نزل إلى غرف الملابس وانتقادات علنية أمام اللاعبين وتدخلات واضحة في التشكيل، ليقرر المدرب الهروب ومغادرة مصر بعد أن حصل على جميع مستحقاته ويوقع بعدها للشباب السعودي.
ويعد المدرب البرتغالي جيسوالدو فيريرا أحد أعظم المدربين في تاريخ الزمالك، بعدما حقق الثنائية المحلية موسم 2014-2015، ولكن هذا لم يشفع له لدى رئيس القلعة البيضاء الذي دخل في صدام شرس مع المدير الفني القدير.
لم يتخيل أحد أن تتحول أفراح الكونفيدرالية الأفريقية إلى حرب إعلامية يقودها مرتضى منصور نفسه ضد المدير الفني
وكان أوج الأزمة بعد لقاء الأهلي في بطولة السوبر المصري بالإمارات في أكتوبر 2015، والذي خسره الأبيض بنتيجة 2-3 وخرج بعدها مرتضى ليهاجم فيريرا بضراوة ويطلق مقولته الشهيرة “سأتدخل في التشكيلة ومن لا يعجبه يشرب من أي..”. ووصف مرتضى المدرب البرتغالي بالفاشل وخاض بعدها الزمالك 4 لقاءات تحت قيادة فيريرا قبل أن يرحل الأخير مستغلا عدم حصوله على مستحقاته ويوقع للسد القطري.
وتكرر المشهد بعد ذلك عدة مرات فلم يقض البرازيلي ماركوس باكيتا المدير الفني الأسبق سوى أقل من شهر وخاض 5 مباريات وخرج رئيس النادي ليعلن رحيله بداعي أنه يتسلم هدايا من اللاعبين أثناء تجاربه السابقة. ودخل مرتضى في صدام مع المدرب الاسكتلندي أليكس ماكليش بداعي عناده وسوء معاملته للاعبين.
وازداد المشهد سوءا في تجربة المدرب البرتغالي أوغوستو إيناسيو الذي قاد الزمالك 3 أشهر تقريبا ووصل الحال لتبادل التصريحات النارية من جانب إيناسيو في مباريات البطولة العربية 2017 ومرتضى منصور الذي رفض تسليم المدرب مستحقاته وترددت أنباء عن احتجازه داخل مقر النادي، واستنجاد المدرب بالسفارة.
وتكرر الصدام مع المدرب الصربي نيبوشا، والذي رحل بعد هجوم شديد من رئيس الزمالك وحديث بأنه سيتدخل في التشكيلة البيضاء. وكانت الأمور مختلفة في تجربة غروس لأن المدرب السويسري حصل بالفعل على راتبه مقدما من تركي آل الشيخ رئيس الاتحاد العربي وممول الصفقة.