الروبوتات تزاحم الموظفين في أمازون

بعد أن صارت الروبوتات تقاسم البشرية الوظائف بمختلف أنواعها، فهل ستحتل الأرصفة والشوارع؟ تساؤل صار يطرحه المتشائمون من دور الروبوتات المتزايد، مثل روبوت “سبيرو” التابع لشركة أمازون والقادر على تحديد حوالي 65 في المئة من إجمالي مخزونها، ما جعل الموظفين يخافون من تسريحهم مع سياسة عملاق التجارة الإلكترونية في الضغط على المصاريف كبقية الشركات التكنولوجية.
سياتل (الولايات المتحدة) – كشفت شركة أمازون المتخصصة في التجارة الإلكترونية عن روبوت يستخدم الذكاء الاصطناعي، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح عدد كبير من موظفي الشركة كونه يؤدي عملهم، كما كشفت عن مُسيرة لتوصيل الطلبات في الأجواء الممطرة.
ونشرت أمازون على موقعها الرسمي صورة للروبوت الضخم الذي قالت إنه قادر على التعامل مع الآلاف من البضائع المختلفة.
وأضافت أن الروبوت الذي يحمل اسم “سبيرو” يبسّط عملية تعبئة البضائع التي يطلبها الزبائن، عبر تحريكها قبيل عملية تعبئتها وإرسالها.
وعلى الرغم من أن الشركة لطالما تميزت بمجموعة من الأتمتة المختلفة في مراكز الإنجاز العملاقة الخاصة بها، فإن “سبيرو” هو أول روبوت قادر على تمييز الكثير من العناصر، وعلى هذا النحو يمكن أن يجعل العديد من عمال المستودعات شيئاً عفا عليه الزمن في المستقبل.
وفي العام الماضي قام موظفو أمازون، بمساعدة الأدوات التكنولوجية والأتمتة، باختيار أو تخزين أو تعبئة ما يقرب من 5 مليارات حزمة، بمعدل أكثر من 13 مليون حزمة يوميًا.
وقالت الشركة إن الذراع الآلية يمكن أن تحدد حوالي 65 في المئة من إجمالي مخزون أمازون، وقبل هذا الاختراع، كان بإمكان العمال البشريين فقط توفير هذا النوع من التحديد الدقيق للمنتجات.
وفي رسالة طمأنة للموظفين اعتبرت أمازون الاختراع الجديد تطورا تكنولوجيا كبيرا يدعم موظفيها لكي يعملوا بطريقة أكثر ذكاءً وكفاءة وأمانا، ويجعلهم يركزون وقتهم وطاقتهم على أمور أخرى.
وقالت الشركة “من خلال العمل مع موظفينا، سيتولى ‘سبيرو’ مهام متكررة، مما يمكّن موظفينا من تركيز وقتهم وطاقتهم على أشياء أخرى، مع تعزيز السلامة أيضًا”.
وأضافت “في الوقت نفسه سيساعدنا ‘سبيرو’ في زيادة الكفاءة من خلال أتمتة جزء مهم من عملية الوفاء لدينا حتى نتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات للعملاء”.
أمازون تقول إن الروبوت سبيرو سياسهم في خلق 700 وظيفة جديدة، لكن لا يبدو أن الأمر كذلك خاصة في المستودعات
وليس هذا كل شيء، إذ قالت إن الروبوت الجديد سياسهم في خلق 700 وظيفة جديدة، لكن لا يبدو أن الأمر كذلك، إذ قالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية إن هذه التقنية ربما تؤدي يوما ما إلى الحلول مكان عمال المستودعات.
ويعتمد الروبوت الجديد، الذي يبدو مثل الذراع، على مزيج من الذكاء الاصطناعي ورؤية الكمبيوتر وأدوات أخرى تقنية للقيام بمهمة تعبئة البضائع.
ولهذا الروبوت قدرة على التقاط البضائع التي تختلف في حجمها وشكلها وملمسها ببراعة.
وعلى الرغم من تميز أمازون في قطاع الأتمتة، لكن الروبوت الجديد قادر على التمييز بين بضائع كثيرة، مما يجعل الشركة في وضع يسمح لها بالتخلي عن عمالها.
والعام الماضي فقط، تمكن عمال الشركة باستخدام تكنولوجيا الأتمتة الحالية من انتقاء وتخزين وتعبئة 5 مليارات طرد، أو ما يعادل 13 مليون طرد سنويا.
ولدى الذراع الروبوتية قدرة على تحديد 65 في المئة من إجمالي الموجودات في مخازن الشركة، وكان الموظفون قبل ذلك هم القادرون على القيام بهذه المهمة وبدقة عالية.
ومن جانبها تقول وكالة بلومبرغ إنها لاحظت أن كثيرا من البضائع لا تزال موضوعة على رفوف شبكية مما يعني أنها لن تكون متوافقة مع هذه الذراع الروبوتية.
ومع ذلك أكدت أن هذا الاختراع الجديد قد يحل مكان القوة العاملة في أمازون يوما ما. ولم يتضح بعد متى سيتم إدماج التقنية الجديدة في مخازن الشركة.
وتقول أمازون التي تتخذ من سياتل مقراً لها في منشور “هذه الأنواع الجديدة من الأدوار، والتي توظف عشرات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء أمازون، تساعد بشكل ملموس في إظهار التأثير الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه التكنولوجيا والروبوتات لموظفينا ولمكان عملنا”.
وكشفت أمازون الخميس الماضي عن طائرة بدون طيار جديدة ذات حجم أصغر لتوصيل الطلبات، وهي تحدث ضوضاء أقل، ويمكنها التحليق وسط الأمطار الخفيفة، وذلك في أحدث محاولة لإطلاق المشروع الذي يتم تطويره منذ فترة طويلة والذي واجه مشكلات.
ووفقا لوكالة بلومبرغ للأنباء، قضت الشركة حوالي عشر سنوات لتحقيق رؤية مؤسسها جيف بيزوس بتشغيل طائرات مُسيرة تعمل ذاتيا، وتستطيع تسليم صندوق يبلغ وزنه أقل من 5 أرطال في مدة قصيرة تصل إلى 30 دقيقة من تقديم العميل لطلبه.
وإلى جانب تسريع وقت التوصيل، يمكن للمُسيرات الجديدة أن تقلص بشكل كبير تكلفة العمليات التي لا تزال تتطلب في المقام الأول شخصا يقوم بقيادة مركبة إلى منزل شخص ما في الوقت الحالي.
وستدخل المُسيرات الجديدة التي يطلق عليها اسم “إم.كي 30” الخدمة في عام 2024، لتحل محل المُسيرات الحالية “إم.كي 2 – 27″، وهي النموذج الذي سيتم استخدامه لتوصيل الطلبات في لوكفورد بولاية كاليفورنيا، وكولدج ستيشان بولاية تكساس هذا العام.
وقالت أمازون إن المُسيرة الجديدة تستطيع أن تحلق لمسافات أطول، وفي نطاق أوسع من درجات الحرارة، كما تتمتع بخصائص أمان جديدة.
وتزداد المخاوف من أن تحتل الروبوتات المعامل ومقرات العمل، بل هناك من يخاف من أن تزدحم الشوارع والأرصفة بهذه الكائنات التكنولوجية خاصة بعد أن صارت تعمل في المقاهي والمطاعم وخدمات التوصيل، ففي 2019 أطلقت ستة روبوتات توصيل تابعة لنظام توصيل “أمازون سكاوت” وحملت هذه الروبوتات صندوقية الشكل، والتي تشبه صناديق الثلج سداسية العجلات، الوجبات والبقالة والطرود إلى المنازل والمكاتب في شمال سياتل.
وانضمت هذه الروبوتات إلى الأخرى التي تتحرك ببطء على أرصفة شوارع لندن وبكين وغيرها من المدن والمجتمعات في مختلِف أنحاء العالم. وتواجه هذه الآلات في أثناء حركتها العديد من أرجل المشاة، وتتعثر على الأرصفة المتصدعة، ما يثير تساؤلات الناس حول الجدوى من الاستثمار في روبوتات التوصيل.