الركراكي: الرعاية الملكية أعطت دفعا قويا للمنتخب المغربي

الدوحة - قال المدرب المغربي وليد الركراكي إن النجاحات التي حققها المنتخب المغربي بوصوله إلى المربع الذهبي في مونديال قطر هي بفضل رعاية ودعم ملكيين وجزء من مشروع يرعاه العاهل المغربي الملك محمد السادس، لتوفير ما تحتاجه كرة القدم بما يعزز مكانتها.
وأشار الركراكي في مؤتمر صحافي في الدوحة قبل مباراة حاسمة مساء اليوم الأربعاء مع الفريق الفرنسي إلى أن الرياضة في المغرب تشهد ازدهارا لافتا عبر توفير الكثير من الملاعب وملاعب التدريب، مما يرسخ حضورها على مستوى البلاد، خصوصا ضمن مشروع الأكاديمية الملكية التي تشرف على النشاط الرياضي.
وأضاف "أنا شخصيا لعبت على المستوى الوطني وهناك الكثير من اللاعبين من جيل 2004 كانوا يلعبون في فرنسا، لكن كان يتوجب علينا أن نبتدع أسلوبا خاصا بنا بإيجاد قوة حية تكون جزءا من البلاد".
وأشار الركراكي إلى تطور اللعبة في المغرب وأفريقيا، مضيفا "اليوم نحن أثبتنا أمام العالم أن المغرب يتطور ويتقدم".
وأصبح المنتخب المغربي أول فريق أفريقي يلعب في نصف نهائي كأس العالم، إذ سيواجه فرنسا، حاملة اللقب، اليوم الأربعاء، في الساعة السابعة مساء بتوقيت غرينتش.
ويتطلّع "أسود الأطلس" إلى مواصلة رحلة "الحلم" وتحقيق إنجاز جديد، يتمثّل في الوصول إلى المباراة النهائية، لأول مرة في تاريخ مشاركات الدول العربية والأفريقية.
واحتفى العالم بإنجاز غير مسبوق في كأس العالم، بعد أن استطاع "أسود الأطلس" بلوغ نصف النهائي، لكن المدرب وليد الركراكي يرفض هذا الاحتفاء ويؤكّد أن طموح فريقه يتجاوز المربع الذهبي، متمسكا بحلمه في المنافسة أيضا على اللقب.
وفوز المغرب على فرنسا وبعد ذلك باللقب، ليس مستحيلا على الأقل في هذه البطولة المجمعة، لكنه يحتاج إلى المزيد من العمل والاجتهاد. وذلك باستنساخ الروح القتالية التي كان عليها رجال الركراكي أمام بلجيكا وإسبانيا والبرتغال.
وأثبت المنتخب المغربي أنه يمتلك الشخصية القوية ورباطة الجأش للمضي قدما في البطولة، ليصبح قادرا على مقارعة عمالقة كرة القدم في العالم، فخلال رحلته في المونديال، حافظ على سجّله خاليا من الهزائم خلال مبارياته الخمس التي خاضها حتى الآن في المسابقة.
وحقّق منتخب المغرب 3 انتصارات على بلجيكا وكندا والبرتغال، في حين تعادل دون أهداف مع كرواتيا بدور المجموعات، ثم أمام إسبانيا، وأحرز في تلك المسيرة المظفّرة 5 أهداف، في الوقت الذي سكن شباكه هدف وحيد جاء عبر "النيران الصديقة"، بعدما سجّل لاعبه نايف أكرد هدفا عكسيا خلال مواجهة كندا، ليصبح صاحب أقوى دفاع في المونديال حتى الآن.
وقد فاجأ "أسود الأطلس" متابعي كرة القدم بمستواهم الرائع وتصدرهم للمجموعة السادسة التي ضمت اثنين من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب، كرواتيا وبلجيكا، قبل أن يطيحوا بمنتخب إسبانيا المتوج بلقب المونديال في جنوب أفريقيا 2010، ثم منتخب البرتغال.
وفي قطر شجّعت جماهير متحمسة المنتخب المغربي، ولا شك في أن التشجيع الجماهيري يؤدي دورا في نجاح المنتخب العربي.
وبالنسبة إلى أسود الأطلس، وبعد البداية الأسطورية في دور المجموعات، التي حسموها متصدرين برصيد 7 نقاط في مجموعة ضمّت كرواتيا وبلجيكا وإخراج منتخب إسبانيا من دور الثمن بضربات الترجيح، ثم البرتغال من دور الربع 1 - صفر، بات التحدي الجديد لأبطال المنتخب المغربي يتمثّل في عبور عقبة منتخب فرنسا، الذي يحلم بأن يصبح أول فريق يحتفظ بلقب كأس العالم في نسختين متتاليتين، منذ منتخب البرازيل، الذي فاز بالبطولة عامي 1958 بالسويد، و1962 في تشيلي.
ورغم الإنجاز التاريخي، يبدو الركراكي حريصا على تحقيق المزيد في هذه النسخة الاستثنائية من المونديال، التي تجرى في الوطن العربي للمرة الأولى.
ورغم أن المنتخبين الفرنسي والمغربي سبق أن التقيا في 7 مباريات من قبل، لكنها ستكون المواجهة الأولى بينهما في كأس العالم.
وخلال اللقاءات السابقة، حقّق منتخب فرنسا 5 انتصارات، وفرض التعادل نفسه على لقائين، في حين لا يزال المنتخب المغربي يبحث عن انتصاره الأول على منتخب "الديوك".
بينما ترجع آخر مواجهة بين المنتخبين إلى السادس عشر من نوفمبر 2007، حين تعادلا 2 - 2 وديا.
وهذه المواجهة سيديرها الحكم المكسيكي سيزار أرتورو راموس، الذي يعدّ فأل خير للمنتخبات العربية في هذا المونديال، إذ ستكون هذه هي المباراة الثانية التي يديرها راموس لمنتخب المغرب في المونديال الحالي، بعدما أدار لقاء الفريق ضد منتخب بلجيكا 2 - صفر، علما أنه أدار أيضا لقاء تونس ضد الدانمارك في مرحلة المجموعات، الذي انتهى بالتعادل دون أهداف.
ومن المتوقع حضور حوالي 20 ألف مشجع مغربي في ملعب البيت في الدوحة للوقوف إلى جانب فريقهم.