الرحلة مستمرة.. برشلونة يحسم مستقبل هانز فليك

داني أولمو ورقة حاسمة في يد الفريق الكتالوني.
الخميس 2025/04/24
الاتجاه الصحيح

توصل برشلونة إلى اتفاق مع هانز فليك المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي، بشأن تجديد عقده لمدة عامين. وتولى فليك قيادة برشلونة بداية الموسم الجاري خلفا لتشافي هيرنانديز، وغيّر الألماني وجه الفريق الكتالوني ويصل الآن إلى الشهر الأخير من الموسم، وهو منافس على كل البطولات التي يلعب ضمنها.

مدريد - حسم نادي برشلونة مستقبل الألماني هانز فليك، مدرب الفريق، الذي ينتهي عقده في صيف 2026.

ووفقا لصحيفة “ماركا” الإسبانية، فقد توصل برشلونة إلى اتفاق مع فليك بشأن التمديد حتى صيف 2027، وذلك بعد المحادثات التي جرت خلال الأيام الماضية. وأشارت إلى أن الاتفاق الجديد سيعلن بشكل رسمي عقب نهاية الموسم الحالي.

وأوضحت أن برشلونة لن يعلن تجديد عقد فليك الآن، لعدم تشتيت الفريق في الوقت الحالي، خاصة أنه ينافس على الفوز بالثلاثية (الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا).

وذكرت أنه سيتم تأجيل إعلان التجديد أيضا بسبب أن برشلونة لا يتمتع حاليا بهامش مالي وفقا لقانون “اللعب المالي النظيف” سواء لتسجيل لاعبين جدد أو لتجديد العقود الحالية. وكانت رابطة الليغا أبلغت برشلونة بهذا الأمر قبل أسابيع، بعد أن رفضت المصادقة على صفقة بيع مقصورات كبار الشخصيات في ملعب كامب نو الجديد.

ورقة حاسمة

يوما بعد يوم، يثبت داني أولمو، أنه أحد أهم الأوراق الرابحة في صفوف برشلونة، رغم الأزمات المحيطة بصفقة انتقاله إلى النادي الكتالوني الصيف الماضي.

وجاءت أحدث إسهامات أولمو، عندما قاد برشلونة إلى فوز صعب على ريال مايوركا (1 – 0)، داخل ملعب لويس كومبانيس الأولمبي، في الجولة الـ33 من عمر الليغا.

وبفضل هدف أولمو، عزز برشلونة صدارته لجدول ترتيب الليغا برصيد 76 نقطة، ليوسع الفارق مؤقتا مع غريمه وملاحقه ريال مدريد إلى 7 نقاط.

حين أعلن برشلونة ضم داني أولمو في الصيف الماضي، لم يكن ذلك مجرد صفقة أخرى تضاف إلى قائمة التعاقدات المعتادة، بل كانت واحدة من أكثر العمليات تعقيدا في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها النادي. نجم لايبزيغ الألماني السابق، كان هدفا لعدة أندية أوروبية كبرى، لكن رغبة أولمو في ارتداء قميص برشلونة لعبت الدور الحاسم في إنجاز الصفقة، خاصة أنه من أبناء لاماسيا.

رغم أزمات الإيقاف والإصابات كان داني أولمو أحد أبرز الأوراق الرابحة التي استعان بها فليك لإبقاء الفريق الكتالوني على القمة

إدارة الرئيس خوان لابورتا وجدت في أولمو نموذجا للاعب الجاهز فنيا والمثالي لمشروع المدرب هانز فليك الجديد، دون الحاجة إلى مبالغ فلكية، رغم أن قيمته السوقية لم تكن منخفضة.

المفاوضات مع لايبزيغ استمرت لأسابيع، قبل أن تنجح الإدارة الكتالونية في تأمين توقيع اللاعب مقابل 55 مليون يورو، مع إمكانية إضافة 7 ملايين يورو كحوافز.

جاءت بداية أولمو مع برشلونة صعبة في ظل غيابه لفترات متقطعة بسبب إصابات عضلية متكررة أثرت على استمراريته مع الفريق.

عانى أولمو من إصابة في العضلة المقربة أبعدته عن الملاعب لأكثر من شهر، مما حد من فرصه في الاندماج بسرعة مع أسلوب لعب الفريق الجديد. إضافة إلى ذلك، واجه أولمو أزمة تسجيل شهيرة في الليغا، حيث تأخر النادي في تسجيله رسميا ضمن قائمة الفريق بسبب تعقيدات مالية وقانونية مرتبطة بقواعد اللعب المالي النظيف، ما أجبره على الانتظار خلال أول أسبوعين في الليغا قبل أن يتمكن من المشاركة بشكل قانوني.

هذه الأزمة أثرت بشكل واضح على جاهزيته البدنية والفنية، وأجبرت المدرب هانز فليك على إدارة موقفه بحذر في الفترة الأولى من الموسم.

ومع تجاوز هذه العقبات، بدأ أولمو في استعادة مستواه تدريجيا والمساهمة بشكل فعال في نتائج برشلونة.

عادت أزمة تسجيل داني أولمو وزميله باو فيكتور إلى الظهور مجددا مع بداية عام 2025، حيث واجه برشلونة صعوبة كبيرة في إدراج اللاعبين في قائمة الفريق الرسمية لدى رابطة الليغا. هذا العجز في تسجيل الثنائي أثار جدلا واسعا، خاصة بعدما أتيحت فرصة لأولمو للرحيل مجانا رغم توقيعه على عقد طويل الأمد مع البارسا يمتد لست سنوات.

وكاد الفشل في تسجيل أولمو يكلف النادي خسارة صفقة ضخمة دفع فيها برشلونة نحو 60 مليون يورو، بعدما كان من الممكن أن يغادر اللاعب دون أي مقابل. لكن النادي الكتالوني تمكن في 8 يناير من تجاوز هذه الأزمة بعد تسجيل اللاعبين رسميا، مما جعلهما مؤهلين للمشاركة في جميع المنافسات بشكل قانوني بأمر من المجلس الأعلى للرياضة. هذا الموقف وضع إدارة برشلونة في موقف محرج للغاية، إذ كشف ضعفا في التنسيق والرقابة على الوضع المالي والقانوني للنادي، لاسيما عند إتمام صفقات بهذا الحجم.

فعالية وتأثير

Thumbnail

رغم أزمات الإيقاف والإصابات كان داني أولمو أحد أبرز الأوراق الرابحة التي استعان بها هانز فليك لإبقاء الفريق الكتالوني على قمة الليغا، بجانب وصوله إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ونهائي كأس ملك إسبانيا.

الدولي الإسباني لم يكتف بتسجيل 9 أهداف في الليغا، وصناعة 3 أخرى، بل جاءت معظمها في لحظات حاسمة، ساهمت بشكل مباشر في حصد 15 نقطة ثمينة للفريق الكتالوني. أهداف أولمو كانت حاسمة في مواجهات صعبة مثل رايو فاليكانو، لاس بالماس، ريال سوسيداد، وسيلتا فيغو، قبل أن يضيف بصمته الأحدث في شباك ريال مايوركا بهدف منح برشلونة الفوز في الجولة الـ33.

وبينما جاءت أهدافه الأخرى لتعزز الانتصارات، فإن الأهداف الحاسمة لأولمو كانت بمثابة طوق نجاة في مباريات معقدة، ليؤكد مجددا قيمته العالية كلاعب يعرف جيدا متى يغير مصير المباراة.

مع دخول برشلونة المرحلة الحاسمة من الموسم، وسط صراع محتدم مع ريال مدريد على لقب الليغا، واقتراب موعد نهائي كأس الملك أمام نفس الخصم، بات داني أولمو ورقة لا غنى عنها في يد فليك. أولمو لاعب يملك القدرة على شغل أكثر من مركز هجومي، ما يتيح الحرية للمدرب الألماني من أجل الاعتماد عليه حسب متطلبات كل مباراة.

وأثبت الدولي الإسباني أنه يستطيع الانصهار داخل منظومة فليك الجماعية، دون إغفال الحلول الفردية التي حسمت مباريات عديدة. لا ينتظر فليك من أولمو فقط تسجيل الأهداف، بل أيضا تسريع اللعب وخلق المساحات وتوزيع الكرات الحاسمة. فإذا كانت البطولات تحسم بالتفاصيل الصغيرة، فإن داني أولمو قادر على استغلال أي تفصيلة في أي مباراة معقدة من أجل حسمها لصالح الفريق الكتالوني.

17