الذكاء الاصطناعي يسهل السرقات.. ويكشفها

جامعات كثيرة حول العالم تمنع استخدام "تشات جي.بي.تي".
الجمعة 2023/03/17
إنجاز فرض دراسي من 20 صفحة في 5 دقائق

آنسي (فرنسا) - توفّر شركة فرنسية متخصصة في كشف السرقات الأدبية، أداة من شأنها ردع الطلاب في العالم أجمع عن صياغة فروضهم المدرسية بواسطة روبوت المحادثة “تشات جي.بي.تي” المطور عبر الذكاء الاصطناعي.

وقد أثار النجاح المذهل لهذا البرنامج الذي أطلقته شركة “أوبن أي.آي” الأميركية في نوفمبر، ضجة في الجامعات التي تخشى أن يسقط طلبتها في الإغراء القوي للاستعانة به في كتابة الفروض غير الخاضعة للإشراف، خصوصا بفضل ميزات هذه البرمجية المجانية والسريعة وصاحبة المهارات اللغوية الكبيرة.

وقد حظرت جامعات كثيرة حول العالم استخدام “تشات جي.بي.تي”، وبدأت المقاومة ضد هذه التقنية تنتظم تدريجا.

98

في المئة من الجامعات الفرنسية تمتلك أدوات ذكية لكشف الاستعانة بروبوت الدردشة

واغتنمت شركة “كومبيلاسيو” الصغيرة التي تتخذ مقرا قرب مدينة آنسي في جبال الألب الفرنسية، هذه الفرصة، إذ غيّرت أولوياتها وبدأت تطوير برمجيات قادرة على أن تكشف بسرعة أي استخدام للذكاء الاصطناعي.

وتزوّد هذه الشركة التي أُسست عام 2003، منذ سنوات المدرّسين ببرنامج لمكافحة السرقات الأدبية، يتيح الكشف عن المقاطع المنسوخة. وتباع هذه البرمجية بلغات عدة في حوالي أربعين دولة، وهي موجودة، بحسب الشركة، في 98 في المئة من الجامعات الفرنسية.

ويقول مؤسس “كومبيلاسيو” ورئيسها فريديريك أنييس إن عندما ظهر “تشات جي بي.تي” قبل أشهر، “لجأ المعلّمون إلينا لأنه شكل جديد من الغش ويندرج ضمن سياق السرقات الأدبية”.

ويضيف “اليوم يمكن لأي طالب، في أي مكان في العالم، إنجاز فرض دراسي من عشرين صفحة في خمس دقائق”.

ويشدد أنييس على أن “كومبيلاسيو” لديها تقنية تسمح “بالكشف بلغات عدة وبدقة تزيد عن 90 في المئة، عن التمييز بين ما هو من إنتاج بشري وما أُنجز بواسطة الذكاء الاصطناعي”.

ويعمل جزء كبير من الثلاثين موظفا في المجموعة على البرنامج الذي لا يزال في مراحل التطوير.

وتقول رئيسة قسم المنتجات في ا لور شابا “في غضون شهرين، قد نفكر في طرح النسخة الأولى” من البرنامج، مضيفة “نشعر أنّ هناك خوفا لدى العملاء. وتزويدهم بالحل يعني الحؤول دون بحثهم عن حل في مكان آخر”.

وصُمم “تشات جي.بي.تي” لإنتاج النص الأكثر احتمالا في سياق معين، تماما مثل التمارين القائمة على “إكمال الجملة بالكلمات المناسبة” على محركات البحث، لكن مع أداء أقوى.

ويشير أنييس إلى أن روبوت المحادثة هذا “ينجح في ذلك بشكل جيد إلى درجة سحرية برأينا”.

كيف يمكن التمييز إذا؟ يجيب أنييس “الإنسان لا يفكر بهذه الطريقة، لديه عيوب”.

"تشات جي.بي.تي" صُمم لإنتاج النص الأكثر احتمالا في سياق معين، تماما مثل التمارين القائمة على "إكمال الجملة بالكلمات المناسبة" على محركات البحث، لكن مع أداء أقوى

وبالتالي، فإن نظام الكشف الذي يعتمد أيضا على الذكاء الاصطناعي، سيقوم، وفق أنييس، على “قياس إمكانية التنبؤ بالنص، ومستوى لغته، وعرض المجال الدلالي، والمؤشرات التي لن نتمكن نحن البشر من قياسها، ولكنها تنتج إشارة”.

وتلتزم “كومبيلاسيو”، وفق أنييس، بتقديم الدعم وتعزيز ثقافة “النزاهة في المؤسسات، أكثر من تأنيب الطلاب”.

وأثبتت برامج مكافحة السرقة الأدبية نجاحها، بحسب المدرّس في كلية الهندسة “إيسارا” آلان غاي الذي يشغل أيضا منصب منسق المجموعة التقنية المعنية بالسرقة الأدبية في جامعة ليون في جنوب شرق فرنسا.

ويشدد على أن مجرد وجود هذه البرمجيات يسبب في “انخفاض هائل في عمليات النسخ واللصق خلال سنتين إلى ثلاث سنوات” بين الطلاب.

ويقول غاي “مع تشات جي.بي.تي، لا نعرف بعد بالضبط كيف سنفعل ذلك، لكننا سنحافظ على المنطق عينه: التدريب أولا ثم الكشف والقمع، إذا لزم الأمر”.

12