الذكاء الاصطناعي المدخل الرئيسي لمصر الجديدة

بنية رقمية وشباب مؤهلون لمستقبل تديره التكنولوجيا.
الأحد 2022/03/20
مدينة المستقبل

لم تعد التكنولوجيا ترفا بل صارت عالما واقعيا لا يستطيع الإنسان ولا الدول العيش دونه. فمدن المستقبل ستكون مدنا ذكية تعتمد على التقنيات والكفاءات، لذلك فإن الذكاء الاصطناعي سيكون مدخلا للجمهورية الجديدة في مصر والتي لا بد لها أن تُعد الكفاءات وتهيئ بنية تحتية رقمية لتواكب العصر القادم عصر الأزرار والروبوتات.

القاهرة - أكد عميد كلية الذكاء الاصطناعي بجامعة المنوفية أسامة عبدالرؤوف أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تعد المدخل الرئيسي للجمهورية الجديدة بمصر، قائلا إن مصر بدأت بإنشاء كليات الذكاء الاصطناعي منذ عامين، وذلك بتوجه من الدولة باعتبار أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي هي المدخل الرئيسي للجمهورية الجديدة.

وقال لوكالة أنباء شينخوا إن كل شيء الآن أضيف إليه مصطلح “سمارت”، مشيرا إلى أن الحديث عن المدن الذكية لم يعد رفاهية، لأنها مدن موفرة للطاقة وصديقة للبيئة، والأمن فيها أعلى ما يمكن بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وتابع “عندما تكون البيئة التي نعيش فيها تتمتع بالذكاء الاصطناعي والمدن الجديدة والتجمعات السكانية مدنا حديثة وغير نمطية، فإن الأمر يتطلب وجود شباب مؤهلين وقادرين على التعامل مع هذه المفردات وإدارة هذه الأنظمة، حيث أن الكوادر البشرية دائما أهم من الموجودات لأنهم هم الذين سيديرونها”.

المدن الذكية تتطلب وجود شباب مؤهلين وقادرين على التعامل مع المفردات التكنولوجية وإدارة الأنظمة

وأضاف “من هنا كانت رسالة الدولة بضرورة وجود هذا التخصص ودعمه في الجامعات والمعاهد، لذا جاء دعم الدولة وحرصها على إنشاء كليات الذكاء الاصطناعي بجامعتي المنوفية وكفر الشيخ، ليس هذا فحسب وإنما أصبحت هناك أقسام للذكاء الاصطناعي بكليات أنظمة المعلومات، كما أطلقت الدولة مبادرات بالتعاون بين وزارتي الاتصالات والتعليم العالي للشباب المتميز من كليات الهندسة وإعدادهم من خلال برامج لتأهيلهم للعمل في مجالات الذكاء الاصطناعي”.

وأشار إلى أن الدولة المصرية أنشأت تخصصات جديدة هجينة بين الذكاء الاصطناعي والتخصصات العلمية الأخرى مثل الطب والصيدلة وغيرها بالجامعات الأهلية الجديدة، لافتا إلى أن كل هذه الأماكن ستستطيع أن تقدم شبابا لديهم القدرة على إدارة هذه الأنظمة بشكل جيد جدا، وأن يتعاملوا مع كل ما هو حديث في العالم.

ولفت إلى أن البنية الرقمية الجاري إنشاؤها في مصر حاليا، والشوارع التي تنفذ فيها وزارة الاتصالات بنية تحتية رقمية غير مسبوقة، من خلال شبكة مصر التي يتم تنفيذها باستخدام الألياف الضوئية في كل مكان بمصر، وهذه الشبكة الرهيبة والتكنولوجيا المستخدمة فيها تعد الأكثر كفاءة والأكثر اقتصادية والأسرع على مستوى العالم من خلال تكنولوجيا صينية متقدمة للغاية.

واستطرد “نحن طلبنا من الجانب الصيني أن يتم تدريب الطلبة المصريين على هذه التكنولوجيا المتقدمة حتى يتمكنوا من التعامل معها وهو ما تم بالفعل، وتم إرسال معامل متقدمة تكنولوجيا بمنحة من الصين للتدريب عليها وهو ما يحدث بالفعل حاليا، وهو ما يمثل طفرة هائلة في توطين هذه التكنولوجيا بمصر والاستفادة القصوى منها”.

وأشاد عبدالرؤوف بتقدم الصين في مجال الذكاء الاصطناعي الخاص بصناعة الروبوتات، مؤكدا أنها تعاملت مع الروبوت بشكل مختلف تماما عن كل دول العالم، حيث بدأت مبكرا للغاية وعملت في كافة الاتجاهات، وحرصت على منافسة دول أوروبا والولايات المتحدة التي كان لها السبق في هذه التكنولوجيا.

وأوضح أن الصين ركزت على صناعة الـ”الأذرع الروبوتية” الموجودة بخطوط الإنتاج وحققت نجاحات باهرة، وأكبر دليل على هذا النجاح اللوحات الموجودة في كل أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية والتي تحتاج إلى دقة عالية جدا.

وأضاف أنه نظرا إلى الدقة الكبيرة التي تتمتع بها “الأذرع الروبوتية” في الصين دفعت كل الدول على مستوى العالم إلى أن تتوقف عن تصنيع اللوحات الرقمية والحصول عليها من الصين بجودة عالية وبسعر منافس جدا، وتصنع هذه القطع بالغة الأهمية في أربعة مصانع بالصين.

شباب مؤهلون لمستقبل تديره التكنولوجيا

وشدد على أنه كون الصين لديها “الأذرع الروبوتية” بهذه الدقة المذهلة رغم أنها بدأت دخول مجال صناعة الروبوتات بعد أوروبا والولايات المتحدة، معنى ذلك أنها وصلت إلى مرحلة متقدمة للغاية في هذا المجال لم يصل إليها أحد بعد، وهذا ما
دفع الكثير من مصانع السيارات والمصانع التكنولوجية في أوروبا إلى أن تنقل مصانعها إلى الصين للاستفادة من هذا التقدم الكبير في “الأذرع الروبوتية”.

ونوه إلى أن هناك اعتقادا عالميا بأن الروبوت لا بد وأن يأخذ شكل الإنسان، موضحا أنه علميا فإن أي ذراع تتحرك بحركات يتحكم فيها آليا أو بشكل ذكي هي روبوت، ورغم ذلك فإن الصين تقدمت أيضا في الروبوت بالغ الشبه بالإنسان مثل قارئ النشرة الإخبارية الذي تظهر عليه تفاصيل شديدة بالوجه، وهو ما يعني أن هناك دقة كبيرة في المحركات المستخدمة لإبراز كافة التعابير للمشاعر المختلفة من فرح وحزن واكتئاب وغضب وغيرها على وجهه.

وأشار إلى أن ما يميز الروبوت الصيني خاصة التعليمي أنه يمكن إضافة أي برامج عليه وإدخال كافة التعديلات التي تريدها لتعليم الطلبة.

وحول التعاون بين مصر والصين، أكد أن البلدين يشهدان تعاونا كبيرا في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي وكان من أبرزها الترجمة الإلكترونية الصينية والعربية.

وأعرب عن اعتقاده بأنه في ظل ارتفاع أسعار وتكلفة الطاقة وفي إطار مؤتمر المناخ الدولي الذي من المقرر أن تستضيفه مصر في نوفمبر القادم وأهميته الكبيرة نظرا إلى التغيرات المناخية التي انعكست سلبا في الكثير من المجالات، فإن هذا المجال في تطبيقات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون من أبرز مجالات التعاون بين الصين ومصر، خاصة مع التقدم الصيني في إنتاج السيارات الكهربائية وبطارياتها الحديثة وكذلك الخلايا الشمسية المستخدمة في توليد الطاقة الشمسية، حيث لا يوجد من ينافس الصين من حيث الجودة أو الأسعار والكفاءة، وهو مجال واعد للغاية للتعاون.

وأضاف أن اتجاه مصر لاستصلاح مساحات شاسعة من الأراضي واستزراعها سواء من خلال مشروع 1.5 مليون فدان شمال غرب مصر أو الدلتا الجديدة التي تضم نحو 2.5 مليون فدان أو توشكي جنوب غرب القاهرة أو في سيناء، كلها مشروعات تحتاج إلى ما يعرف بالزراعة الذكية أو الزراعات الدقيقة التي تعتمد على أنظمة الري الحديثة وغيرها، والصين أكثر دولة لديها هذه التطبيقات والأنظمة، فضلا عن التعاون في منظومة النقل الذكي التي تشيدها مصر حاليا بالتعاون مع الجانب الصيني.

15