الدوسري والشهري على خطى ماجر وبلّومي

ضربت السعودية عرض الحائط بالتوقعات عند مواجهة الأرجنتين في ظل تألق الدوسري والشهري، كما فعلت الجزائر ضد ألمانيا الغربية، لتحقق إحدى أكبر المفاجآت في نهائيات كأس العالم.
الجمعة 2022/11/25
دخول العالمية

الدوحة - بعد أربعين عاما على الملحمة الجزائرية ضد ألمانيا الغربية في مدينة خيخون الإسبانية عندما سجّل لخضر بلّومي ورابح ماجر ثنائية لا تزال عالقة في الأذهان، نسخ صالح الشهري وسالم الدوسري السيناريو ذاته بقيادة السعودية إلى فوز مزلزل على الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي في الدوحة.

أوجه الشبه كبيرة بين المباراتين: الأولى دخلها المنتخب الألماني الغربي منتشيا بإحرازه كأس أوروبا على حساب بلجيكا عام 1980، وضمّ في صفوفه جيلا ذهبيا على غرار كارل - هاينتس رومينيغه وبول برايتنر وفيليكس ماغات وبيار ليتبارسكي وغيرهم، والثانية خاضها المنتخب الأرجنتين بطلا لقارته أيضا عام 2021 ومتسلحا بسجل يتضمن 36 مباراة من دون خسارة، يعود إلى أكثر من ثلاث سنوات. كما يضمّ المنتخب الأرجنتيني في صفوفه النجم ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم سبع مرات، ولاعبين في أعرق الأندية الأوروبية.

 

أهداف عدة

في 1982 في إسبانيا، دخلت ألمانيا الغربية مباراتها مع الجزائر بعجرفة، إذ صرّح مدربها آنذاك يوب درفال قائلا "لو خسرت سوف أعود في أول قطار إلى ميونخ"، فضلا عن اللاعبين إذ قال رومينيغه "سنسجّل العديد من الأهداف، سنهدي السابع لزوجاتنا والثامن لكلابنا"، أما المدافع مانفريد كالتس فقال "سألعب معهم بملابس السهرة".

لكن على ملعب "إل مولينون" خاض الجزائريون في باكورة مبارياتهم في كأس العالم وبقيادة المدربين محيي الدين خالف و"الأسطورة" رشيد المخلوفي ملحمة كروية، وتمكنوا من الفوز بهدفي ماجر وبلومي، مقابل هدف رومينيغه. انتهت المغامرة الجزائرية بحزن شديد نتيجة ما سُمي بـ"عار خيخون"، بعدما تغلبت ألمانيا الغربية على النمسا 1 - 0 في نتيجة مفيدة للطرفين ومشبوهة، إذ ضمنا التأهل معا.

ظن الجميع بأن السعودية ستنهار بعد أن تخلفت بهدف مبكر لميسي من ركلة جزاء، لكنها ردّت بقوة في مطلع الشوط الثاني، وفي غضون 5 دقائق مجنونة انقلب المشهد تماما. ونجح صالح الشهري في استثمار كرة أمامية وسار بها مراقبا من المدافع الأرجنتيني كريستيان روميرو، قبل أن يسدّدها بعيدا عن متناول الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيس.

ووفقا لشبكة "أوبتا" للإحصائيات، فإن الشهري بات ثالث أكبر لاعب يسجل للسعودية في كأس العالم (29 عاما و21 يوما)، بعد يوسف الثنيان (34 عاما و218 يوما) وسامي الجابر (33 عاما و185 يوما). كان الهدف بمثابة مفتاح العودة في النتيجة للمنتخب السعودي. ولم يكن "البيسيليستي" قد فاق من الصدمة حتى جاء الثاني.

تألق لافت

سجّل الدوسري الملقب بـ"تورنيدو" هدفا ولا أروع، عندما تخلّص من مدافعين بحركة فنية رائعة قبل أن يسدّد كرة صاروخية استقرت في شباك الحارس الأرجنتيني. بات الدوسري ثاني لاعب سعودي يسجل هدفا في نسختين مختلفتين في النهائيات العالمية، إلى جانب سامي الجابر الذي أشاد به بقوله على حسابه على تويتر "أي لاعب يستطيع التسجيل، لكن ليس كل لاعب يستطيع اتخاذ القرارات الجريئة ويصنع من الكرة العادية، مشهدا يخلد في التاريخ".

وتابع "عندما تصل الكرة بين قدمي سالم الدوسري، توقع الإبهار في أي لحظة، نجم ثقيل وشخصية كبيرة لديها ثقة وشجاعة في حسم القرارات بغض النظر عن هوية الخصم.. نحبك يا بطل". من خيخون إلى لوسيل، ما أشبه الأمس باليوم.