الدوري السعودي بوابة ريال مدريد لحل أزمته

يخطط ريال مدريد لحل أزمته الكبرى، هذا الموسم، من خلال ضم أحد نجوم الدوري السعودي للمحترفين، خلال الميركاتو الشتوي المقبل، وفقا لتقرير صحفي. ويعاني الميرينغي نقصا كبيرا في لاعبي الخط الخلفي، في ظل إصابة إيدير ميليتاو وداني كارفاخال ولوكاس فاسكيز وديفيد ألابا وأوريلين تشواميني.
الرياض - سيكون المدافع الشاب راؤول أسينسيو حلا لريال مدريد، هذا الشهر وفقا لشبكة “ريليفو” الإسبانية،.. لكن هناك حقيقة بدأت تتبلور في أروقة فالديبيباس، وهي أن الفريق في حاجة إلى لاعب جديد، في سوق الانتقالات الشتوية المقبلة.
وأضافت الشبكة أن المسؤولين الفنيين والإداريين في الريال، اتفقوا على محاولة ضم إيميريك لابورت، مدافع النصر السعودي، صاحب الـ30 عاما. ويحظى لابورت بتقدير كبير في النادي الملكي، حيث أنه جاهز للمشاركة والتأثير على الفور، كما أن لديه جنسية إسبانية، وله خبرة واسعة في البطولات الكبرى. ويتميز لابورت أيضا بأنه مدافع أعسر، مع قدرة عالية على إخراج الكرة من الخلف، وهي نقطة ضعف يعاني منها الفريق الملكي، منذ إصابة ألابا.
لكن هناك عدة عقبات تواجه صفقة نجم مانشستر سيتي السابق، حيث من الصعب رحيله عن النصر، بسبب قيمة عقده، التي ستكون أقل بكثير مع ريال مدريد. كما أن النادي السعودي سيضع عراقيل لمنع مغادرته، لكنه قد يوافق على إعارته لمدة 6 أشهر إلى الميرينغي، بحسب “ريليفو”.
وربما كانت تصريحات الإسباني إيمريك لابورت مدافع النصر السعودي حول رفضه الانتقال إلى ريال مدريد ستبدو غريبة، لولا أن هناك وقائع سابقة تؤكد أن العلاقة ما بين الريال والمشروع السعودي بمثابة الطريق المسدود، والذي لم يجن ثماره أيّ من الطرفين منذ بداية عصر استقطاب النجوم في الكرة السعودية.
وأكد لابورت في تصريحات عبر “بي إن سبورتس” أنه كانت هناك مساعٍ من جانب إدارة الريال للتعاقد معه في الصيف الماضي، إلا أنها لم تسفر عن أيّ جديد كونه قد تمسك باستمرار تجربته مع النصر ورفض العودة إلى أوروبا من البوابة الملكية.
وعلى خلاف لاعبين آخرين مثل الإنجليزي جوردان هيندرسون الذي فضّل العودة سريعا إلى أوروبا بعد أشهر قليلة مع الاتفاق السعودي، حيث انضم إلى أياكس الهولندي، وأيضا الكرواتي إيفان راكيتيتش “الشباب”، والذي عاد إلى بلاده سريعا أيضا، فإن العلاقة تبدو مختلفة بين الريال والدوري السعودي في ما يخص انتقال النجوم منه وإليه.
ضربة ناتشو
وبدا لابورت خيارا مثاليا لإدارة ريال مدريد في ظل الإصابات التي ضربت الخط الخلفي، حيث حافظ المدافع الإسباني على تألقه الذي ظهر به في بطولة يورو 2024 رفقة الماتادور، وأصبح أحد الركائز الهامة في كتيبة النصر.
لكن اللاعب صاحب الـ30 عاما لم يعتبر عرض الريال فرصة ذهبية للعودة إلى القارة العجوز، ليكتب فصلا جديدا في رواية العلاقة المقطوعة بين الميرينغي والدوري السعودي. فبداية فصول الرواية تعود إلى ما قبل لابورت حيث أن هناك أمثلة عدة بيّنت أن الطريق لا يبدو مفتوحا على مصراعيه، لقدوم اللاعبين أو رحيلهم.
ومثلت تصريحات ناتشو فيرنانديز مدافع وقائد ريال مدريد السابق، ولاعب القادسية السعودية الحالي، حول رفضه فكرة العودة إلى النادي الملكي، تأكيدا جديدا على “جفاء” العلاقة بين الريال والمشروع السعودي. فناتشو الذي رحل إلى القادسية بانتهاء عقده مع ريال مدريد، يبدو رافضا لفكرة العودة رغم المغريات التي تحملها تلك الخطوة كونه قائدا وصاحب تاريخ طويل، لكن يبدو أن طريقة الخروج من الملكي لم تكن مثالية بالنسبة إلى القائد الذي لم يجدد عقده واختار الرحيل.

ورغم أن ناتشو لا يمكن القول بأنه يلعب ضمن كبار الدوري السعودي، إلا أنه اختار استكمال رحلته، مثلما فعل أيضا لابورت الذي قال إن قرار انتقاله للنصر كان سليما بنسبة 100 في المئة.
ولعل الاسم الأبرز من بين صفوف الريال الذي ارتبط بالانتقال إلى الدوري السعودي، هو البرازيلي فينيسيوس جونيور نجم الفريق وهدافه، والذي كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالكرة الذهبية، حيث كان اسما بارزا بين مشروع الانتدابات الكبرى، على غرار نيمار وكريستيانو وبنزيمة، وباعتراف خالد العيسى رئيس أهلي جدة كان “فيني” الاسم الأبرز في عملية التفاوض مع نجم كبير لدعم صفوف الفريق.
لكن بمرور الوقت لم تسفر المفاوضات عن أيّ جديد، وظل فينيسيوس يتألق بقميص الريال، لتكون عملية الانتقال إلى الدوري السعودي دربا من الخيال وتنطوي على قدر كبير من الصعوبات. نفس الأمر تكرر مع نجوم آخرين مثل أنطونيو روديغر قلب دفاع ريال مدريد، والذي ارتبط اسمه بأكثر من نادٍ الصيف الماضي من بينها النصر، لكن في النهاية فضّل اللاعب البقاء مع ناديه، لتفشل صفقة أخرى “مدريدية – سعودية”.
ولا يختلف الأمر كثيرا في ما يتعلق بالبلجيكي تيبو كورتوا حارس المرمى، الذي كان اسما بارزا من بين المرشحين للانتقال إلى الدوري السعودي على غرار الثنائي أليسون بيكر في ليفربول وإيدرسون مورايس في مانشستر سيتي. كما أن الإيطالي كارلو أنشيلوتي نفسه، مدرب ريال مدريد، كان بين الأسماء المطروحة للقدوم إلى الدوري السعودي لكن لم يتغير أي شيء في موقف المدرب المخضرم. وحقيقة الأمر أن ما أثير في وسائل الإعلام العالمية حول تلك الصفقات أكثر بكثير من الخطوات الواقعية التي تمت في سبيل حسم أيّ عملية انتقال منها.
أصعب فترة
يعيش المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، واحدة من أصعب فتراته بسبب نقص الموارد الدفاعية، حيث يمتلك حاليا قلبي دفاع فقط من الفريق الأول، فيما يغيب الظهيران على الجهة اليمنى أيضا. وبعد إصابة لوكاس فاسكيز في مباراة أوساسونا، اضطر أنشيلوتي للاعتماد على فيدي فالفيردي كظهير أيمن، كما منح مدافع الكاستيا، راؤول أسينسيو، فرصة المشاركة.
ولم يخيب الأخير الآمال، حيث قدم أداء مميزا، وصنع هدفا لجود بيلينجهام، وهو ما أثار مطالبات بمنح لاعبي الأكاديمية فرصا أكبر. وفي الأيام الأخيرة، شارك الثنائي الشاب، خيسوس فورتيا (17 عاما) ولورين أجوادو، في تدريبات الفريق الأول، كخيارات محتملة لمركز الظهير الأيمن. ومع ذلك، يبدو أن أسينسيو سيواصل اللعب حتى يعود أوريلين تشواميني من الإصابة، بينما تغيب الثقة في قدرات خيسوس فاييخو.
ووفقا لإذاعة “كادينا سير” الإسبانية، لا زال أنشيلوتي غير مقتنع بالخيارات المتاحة من أكاديمية “لا فابريكا”، والفريق الرديف “كاستيا”. وبالإضافة إلى أسينسيو، كان جاكوبو رامون أيضا مرشحا للعب في الدفاع، لكنه تعرض لسلسلة من الإصابات عرقلت مشاركته.
وكان أنشيلوتي قد صرح، في وقت سابق، بأنه سيستعين بلاعبي الأكاديمية، إذا اضطر لذلك.. لكنه يرى أنهم غير قادرين على المنافسة في المباريات الحاسمة، مثل مباراة دوري أبطال أوروبا المرتقبة ضد ليفربول. ونقل المدرب الإيطالي لإدارة النادي رأيه، وهو ضرورة إجراء تعاقد شتوي لتدعيم الدفاع، مشيرا إلى إيميريك لابورت، نجم النصر السعودي، كخيار مثالي يمكنه تقديم الإضافة الفورية. لكن ريال مدريد غير مستعد لإجراء صفقة مالية ضخمة، في يناير المقبل، وفقا لـ”كادينا سير”.
◙ لابورت يحظى بتقدير كبير في النادي الملكي، حيث أنه جاهز للمشاركة والتأثير على الفور، كما أن لديه جنسية إسبانية
وأكد سعد اللذيذ نائب رئيس رابطة الدوري السعودي للمحترفين، أن هدفهم دخول دوري روشن ضمن أفضل 10 دوريات في العالم خلال الفترة المقبلة. وقال اللذيذ خلال مؤتمر الجمعية الدولية لمحامي كرة القدم “تركيزنا منصبّ على أن يصبح الدوري السعودي من أفضل 10 دوريات، ونعلم بأن أي دوري يريد التطور يجب أن يكون لديه المواهب والنجوم”.
وأوضح اللذيذ “حاولنا استقطاب أفضل النجوم والناس دائما يفكرون في قيمة العقد للاعبين القادمين إلى الدوري السعودي، ولكن ليس من السهل جلب كل هؤلاء النجوم بالمال فقط، نحن نواجه تحديات مع ذلك.” وأضاف “من 70 إلى 75 في المئة من اللاعبين الذين استقطبناهم كان لهم تأثير على الدوري السعودي، ودائما ما نضع مستوى اللاعبين الذين لا يقدمون الأداء الجيد بعين الاعتبار”.
وواصل نائب رئيس رابطة الدوري السعودي “الكثير من لاعبي روشن تم استدعاؤهم لمنتخباتهم الوطنية وواجهنا هذا التحدي خلال استقطاب اللاعبين.” وأشار سعد اللذيذ “نحن نكمل على العمل الذي قمنا به في العامين الماضيين وتطوير الأندية السعودية من مهامنا، جلب لاعبين وتطوير المنشآت الرياضية للأندية،
وهدف لجنة استقطاب اللاعبين مساعدة الأندية السعودية.” وتابع “نستمر في فرض المزيد من تدابير الرقابة المالية على الأندية لضمان عدم تأخرها في السداد والتسبب للنادي في العواقب أو الديون وبالنسبة إليّ لقد تحسنا في هذا الجانب.”
واستطرد “لدينا أندية تاريخية ولديها قاعدة جماهيرية ضخمة مثل النصر والاتحاد والهلال والأهلي ليس في السعودية فقط وإنما في المنطقة أيضا، لذلك هي مستقلة في اتخاذ قراراتها وجميع عمليات استثمارها”. وأتم اللذيذ “نحن نقول بأننا نريد أن نصبح بين أفضل 10 دوريات لأننا نريد إيصال ذلك، لكن طموحنا أكبر، وكما ذكرت نحن نريد إخراج أفضل نسخة من أنفسنا وهذا الأهم سواء أفضل 10 دوريات أو 5.”
انتكاسات وتراجع
انتكاسات وتراجع كبير في المستوى، يصيب النجوم بعد مغادرة فريق ريال مدريد، ومثال ذلك المدافع الفرنسي رافائيل فاران الذي اعتزل للتو بعمر 31 عاما. ووصل فاران إلى ريال مدريد صيف 2011 من لانس مقابل 11 مليون يورو، وغادره صيف 2021 إلى مانشستر يونايتد، تاركا وراءه إرثا عظيما في مدريد، بنحو 360 مباراة و16 لقبا، أبرزهم 4 كؤوس في دوري أبطال أوروبا.
وقرر فاران الاعتزال قبل يومين بقميص فريق كومو الإيطالي، بعد معاناة مع الإصابات، وفي العموم، لم يقدم اللاعب مستوياته المعهودة منذ الرحيل عن الميرنغي، شأنه شأن نجوم آخرين مثل كاسيمير وماركو أسينسيو وسيرجيو راموس وكريستيانو رونالدو.
وبرز كريستيانو رونالدو كأحد أبرز اللاعبين الذين تراجعت أسهمهم بعد الرحيل عن ريال مدريد مؤخرا، ففي 2018 قرر اللاعب البرتغالي مغادرة الفريق واللعب مع يوفنتوس الإيطالي، ومنذ تلك اللحظة واصل الدون سقوطه الحر. وبعيدا عن تراجع سجلات اللاعب التهديفية، أخفق رونالدو في الفوز بأيّ لقب قاري كبير منذ مغادرة ريال مدريد، وفشل في سباق الفوز بجائزة الكرة الذهبية، فضلا عن اضطهاده في مانشستر يونايتد من قبل المدرب تين هاغ.
الثنائي، فاران وكاسيميرو، غادرا ريال مدريد باتجاه مانشستر يونايتد في 2021 و2022 تواليا، ويمكن ملاحظة التدهور الشديد في مستوياتهما الفنية والبدنية، فقد تحولا من نجوم في مدريد إلى أشباه لاعبين مع الشياطين الحمر.
ومع ريال مدريد، فاز كريم بنزيمة بجائزة الكرة الذهبية وسجل مئات الأهداف وحصد عشرات الكؤوس، ومع رحيله صيف 2023 إلى الاتحاد السعودي، تهاوت مستويات اللاعب إلى أدنى درجاتها، وفشل في الحفاظ على نسقه التهديفي والفني والبدني، ليسجل حاليا أقل قيمة تسويقية في مسيرته على الإطلاق، بقيمة 10 ملايين يورو.
ومنذ مغادرة ريال مدريد في 2021، لم يقدم المدافع الأسطوري سيرجيو راموس المستويات ذاتها، وإن كان أداؤه في إشبيلية جيدا إلى حد ما، لكنه الآن يواجه شبح الاعتزال وغير مرتبط بناد، وذكرت تقارير أنه يقترب من الدوريات العربية. والأمثلة تتعدد في هذا الصدد، فهناك أنخيل دي ماريا وألفارو موراتا وغونزالو هيغواين وغيرهم، من النجوم الذين لم يقدموا المستويات نفسها مع أنديتهم الجديدة بعد الرحيل عن الفريق الملكي.