الخبرة رهان نيجيريا لتخطي طموح أنغولا بأمم أفريقيا

تسعى نيجيريا حاملة اللقب ثلاث مرات لبلوغ نصف نهائي كأس أمم أفريقيا لكرة القدم وإنهاء مغامرة أنغولا الباحثة عن التأهل لدور الأربعة لأوّل مرّة اليوم الجمعة في أبيدجان. فيما تنشد الكونغو الديمقراطية تخطي غينيا بعد أربعة تعادلات متتالية ضمن منافسات دور الثمانية في البطولة.
أبيدجان - يواصل منتخبا نيجيريا وأنغولا حلمهما بمواصلة مشوارهما في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2023، المقامة حاليا في كوت ديفوار، حينما يلتقيان اليوم الجمعة في دور الثمانية للمسابقة القارية.
ويطمع كلا المنتخبين، خلال اللقاء الذي يجرى بينهما على ملعب فيليكس هوفويه بوانيه بمدينة أبيدجان الإيفوارية، في حجز مقعد في المربع الذهبي للبطولة، لاسيما بعد نتائجهما اللافتة في النسخة الحالية للبطولة، التي من المقرر أن تختتم في 11 فبراير الجاري.
ورغم اللقاءات العديدة التي جمعت المنتخبين سواء على الصعيدين الرسمي أو الودي، فإن هذه ستكون المواجهة الأولى بينهما خلال كأس الأمم الأفريقية.
ودائما ما تتسم مباريات المنتخبين بالإثارة والندية وهو ما تكشفه لغة الأرقام في مواجهاتهما التسع السابقة، التي بدأت عام 1981، حيث حقق كل منتخب انتصارين على الآخر، بينما فرض التعادل نفسه على 5 لقاءات.
وعاد المنتخب النيجيري، الذي يشارك في أمم أفريقيا للمرة الـ20، للعب في دور الثمانية للبطولة، بعدما غاب عنها في النسخة الماضية التي أقيمت في الكاميرون، حيث يستعد لتسجيل ظهوره الـ11 بهذا الدور خلال آخر 12 نسخة.
بداية مخيّبة
المنتخب الكونغولي بقيادة مدربه سيباستيان ديسابر، يعول على مجموعة من المحترفين، وعلى رأسهم القائد شانسيل
وبعد بداية مخيّبة بالتعادل أمام غينيا الاستوائية 1-1 وانتصارات خجولة بهدف على المضيفة كوت ديفوار وغينيا بيساو، قدّم لاعبو “النسور الممتازة” أداء هجوميا قويا خلال الفوز على الكاميرون 2-0 في ثمن النهائي مطيحين حاملة اللقب خمس مرات.
وبات على رجال المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو تكرار المستوى ذاته أمام أنغولا على ملعب فيليكس أوفويت – بوانيي، إذا أرادوا بلوغ نصف النهائي الثاني في آخر ثلاث نسخ، علّما أنهم حلّوا في المركز الثالث في نسخة 2019.
وإلى جانب مهاجم نابولي الإيطالي فيكتور أوسيمين، أفضل لاعب في أفريقيا 2023، يأمل بيسيرو أنّ يواصل جناح أتالانتا الإيطالي أديمولا لوكمان تألقه بعدما أحرز هدفيّ الفوز على “الأسود غير المروضة”.
كما يأمل أن يكون حارسه ستانلي نوابيلي الذي أصيب وخرج خلال لقاء الكاميرون لائقا، فيما أشارت وسائل إعلام نيجيرية إلى أنه مستعد للمشاركة. ونيجريا قوة أساسية في كرة القدم الأفريقية ولها باع طويل في هذه البطولة القارية، إذ أحرزت لقبها ثلاث مرات (1980 و1994 و2013)، فيما حلّت وصيفة في أربع مناسبات (1984 و1988 و1990 و2000).
وفي تصريحات تلفزيونية بعد قهر الكاميرون، قال بيسيرو “لدينا مجموعة متميزة من اللاعبين ولديهم روح رائعة لإسعاد 200 مليون نيجيري عبر الفوز بالبطولة”.
وعن لقاء أنغولا، أكّد “كل منتخب سيكون صعبا في هذه المراحل المقبلة”. وستواجه آمال نيجيريا بمواصلة حملة الفوز باللقب الغائب منذ 2013، بأحلام أنغولا ببلوغ نصف النهائي لأول مرة في تاسع مشاركاتها، خلال أول لقاء بين الفريقين في نهائيات البطولة.
غونسالفيس يعوّل على استمرار تألق دالا ومابولولو لهز شباك نيجيريا للمرّة الأولى منذ مباراتها الافتتاحية
وكانت أفضل نتائج المنتخب المُلقب “الغزلان السوداء” الوصول لربع النهائي مرتين تواليا 2008 و2010.
وفيما سجّلت نيجيريا التي تضم ترسانة هجومية مميزة خمسة أهداف خلال النسخة الجارية، هزّت أنغولا شباك خصومها 9 مرات.
كانت المساهمة الأبرز فيهم من نصيب لاعب وسط الوكرة القطري جاسينتو مووندو دالا (4)، ثاني ترتيب الهدافين وراء إميليو نسوي من غينيا الاستوائية (5)، ومهاجم الاتحاد السكندري المصري الخطير مابولولو (3).
وإلى ربع النهائي، وصلت أنغولا بقيادة مدربها البرتغالي بيدرو غونسالفيش بعد نتائج مميزة، شهدت التعادل افتتاحا مع الجزائر 1-1 ثم الفوز على موريتانيا 3-2 وبوركينا فاسو 2-0، قبل التهام ناميبيا 3-0 في ثمن النهائي.
ويعوّل غونسالفيس (47 عاما)، الذي يدرب المنتخبات الأنغولية المختلفة منذ 2018، على استمرار تألق دالا ومابولولو لهز شباك نيجيريا للمرّة الأولى منذ مباراتها الافتتاحية.
كما يأمل أن يكون بديل حارسه نيبلو الذي طرد في لقاء ناميبيا للمسه الكرة بيده خارج المنطقة، مستعدا اللقاء.
ويلتقي الفائز من هذا اللقاء مع الفائز بين الرأس الأخضر وجنوب أفريقيا في 7 فبراير المقبل على ملعب السلام في بواكي.
فوز تاريخي
المنتخب الغيني يرغب في استغلال معنويات لاعبيه العالية بعد الفوز في اللحظات الأخيرة في الدور الماضي على حساب غينيا الاستوائية
يسعى منتخب الكونغو الديمقراطية، إلى تحقيق فوزه الأول في بطولة كأس الأمم الأفريقية، وذلك حينما يواجه نظيره الغيني. ورغم وصوله إلى دور الثمانية، إلا أن منتخب الكونغو الديمقراطية لم يحقق أي فوز في مشواره بالبطولة، حيث تعادل في الجولة الأولى بالمجموعة السادسة مع منتخب زامبيا 1-1، وبنفس النتيجة مع المغرب، ثم أنهى دور المجموعات بالتعادل السلبي مع منتخب تنزانيا.
وتأهل الفريق لدور الـ16 بعدما احتل المركز الثاني بالمجموعة خلف المغرب، ليواجه منتخب مصر، صاحب المركز الثاني بالمجموعة الثانية، والفائز باللقب سبع مرات من قبل. وانتهت المباراة في الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، قبل اللجوء لضربات الترجيح، التي ابتسمت للمنتخب الكونغولي ليحقق الفوز بنتيجة 8-7.
ويعول المنتخب الكونغولي بقيادة مدربه الفرنسي سيباستيان ديسابر، على مجموعة من اللاعبين المحترفين، وعلى رأسهم القائد شانسيل مبيمبا نجم خط الدفاع، ولاعب مرسيليا الفرنسي، وآرثر موسواكو مدافع بشكتاش التركي، وسيلاس كاتومبا مهاجم شتوتجارت، وسيدريك باكامبو مهاجم جالطة سراي التركي، ويوان ويسا جناح برينتفورد الإنجليزي.
ويدرك ديسابر وفريقه جيدا أهمية تحقيق الفوز، حيث لن يأمن الفريق إمكانية تحقيق التعادل والذهاب بالمباراة للوقف الإضافي، وسيسعى إلى تحقيق الفوز الأول بالبطولة، والذي سيكون تاريخيا، حيث سيؤهل الفريق للدور قبل النهائي بالبطولة للمرة الأولى منذ نسخة عام 2015 في غينيا الاستوائية، حينما خسر الفريق أمام منتخب كوت ديفوار الذي توج باللقب فيما بعد على حساب غانا.
ويمكن للمنتخب الكونغولي التفاؤل بمواجهة غينيا، حيث واجه غينيا في مستهل مشواره بنسخة عام 1974 في مصر، وهي النسخة التي توج بها للمرة الثانية في تاريخه، بمسمى زائير، قبل التحول للاسم الحالي للبلاد “الكونغو الديمقراطية”.
على الجانب الأخر، يرغب المنتخب الغيني في استغلال معنويات لاعبيه العالية بعد الفوز في اللحظات الأخيرة في الدور الماضي على حساب منتخب غينيا الاستوائية بهدف نظيف، بفوز يحمله للدور قبل النهائي للمرة الثانية في تاريخه، حيث كانت المرة الأولى في نسخة عام 1976 ووصل الفريق بعد ذلك إلى النهائي قبل الخسارة أمام المغرب.
وشأنه المنتخب الغيني شأن الكونغو الديمقراطية، حيث يضم الفريق ضمن صفوفه العديد من النجوم المحترفين، وعلى رأسهم نابي كيتا لاعب ليفربول الإنجليزي السابق وفيردر بريمن الحالي، وإلياكس موريبا لاعب لايبزغ الألماني، ومختار دياخابي مدافع فالنسيا الإسباني، وبقيادة فنية للمدرب كابا دياوارا.