الحكم التونسي بن ناصر: "يد الله" لم تقلل من عبقريته

الحكم التونسي علي بن ناصر يستحضر الهدف الذي سجله الأسطورة الأرجنتيني الراحل بيده ضد إنجلترا في ربع نهائي مونديال مكسيكو 1986.
الجمعة 2020/11/27
يد مارادونا خطفت كأس العالم

تونس – يتذكّر الحكم التونسي علي بن ناصر كل حركة قام بها “العبقري” الأرجنتيني الراحل دييغو مارادونا في مباراة بلاده مع إنجلترا في ربع نهائي مونديال مكسيكو 1986 التي أشرف عليها وشهدت تسجيله هدفا تاريخيا بيده، ساهم بفوز بلاده إلى جانب هدف ثان بمثابة “تحفة” وهو الأجمل في تاريخ كأس العالم. وبعد لعبة مشتركة بين مارادونا وخورخي فالدانو، رفع الأخير الكرة داخل المنطقة إلى الأول الذي كسر مصيدة التسلل، فانتبه اللاعب القصير القامة إلى خروج الحارس بيتر شيلتون لالتقاطها فمد يده إلى الكرة ولكزها داخل المرمى معلنا الهدف الأول (51).

واحتج الإنجليز بشدة على الهدف لكن بن ناصر لم يتراجع عن قراره وأكد شرعيته. وقال بن ناصر، الذي كان أول حكم تونسي يدير مباراة على هذا المستوى، “لم أشاهد لمسة اليد، لكنني شككت في ذلك”. وتابع “بمقدوركم رؤية المشاهد، تراجعت لأخذ رأي مساعدي، البلغاري دوتشيف، وعندما أكد على الهدف احتسبته”. وتعرض بن ناصر لانتقادات عنصرية آنذاك بعد احتساب الهدف، لكنه اتخذ قراره “مطبقا كل تعليمات الاتحاد الدولي”.

وأضاف “كنت قد أدرت مباراة بين الاتحاد السوفييتي والصين عام 1985. كنت رجل المهمات الصعبة بالنسبة لفيفا وجاهزا لهذا النوع من المباريات”. وساعد بن ناصر في المباراة حكام من دول “محايدة”، فإلى جانب البلغاري دوتشيف الذي توفي عام 2017 تواجد حكمان من كوستاريكا ومالي. ويردف بن ناصر (76 عاما) الذي استمر في عالم التحكيم الاحترافي حتى عام 1991 “أعطانا فيفا تعليمات واضحة بأنه حتى لو كنا الأفضل في بلداننا، يتعين أخذ نصيحة الزميل المتمركز في الموقع الأفضل”.

واعترف مارادونا بعد المباراة بأنه استعمل يده للتسجيل معتبرا أنها “يد الله” بحسب قوله. وتابع بن ناصر “أعطاني فيفا علامة 9.4 (على 10) في هذه المباراة، وقمت بما يجب، لكن حصل لغط، قال دوتشيف لاحقا إنه شاهد ذراعين، ولم يكن يعرف إذا كانتا لشيلتون أو مارادونا”. لكن “الفخر” الأكبر لبن ناصر كان مواكبته المشوار الأسطوري خلال الهدف الثاني.

ولم تكن إنجلترا تكاد تهضم الهدف الأول حتى تلقت صدمة ثانية كانت واقعية هذه المرة من هجمة قادها مارادونا من 65 مترا حيث تخلص من أربعة لاعبين في وسط الملعب: بيتر ريد وبيردزلي وغلن هودل وتيري فنويك وانطلق كالسهم باتجاه مرمى الإنجليز وراوغ في طريقه إليها تريفور ستيفن قبل أن ينفرد بشيلتون الذي حاول الارتماء على الكرة، لكن مارادونا لكزها ببراعة بعد تمويه جسدي وأودعها داخل الشباك.

واستحق مارادونا هذه المرة رفع يديه عاليا فرحا بإنجازه وبالهدف الذي سجله، خلافا لهدفه الأول غير الصحيح. ويعلّق بن ناصر على ذلك “في كل مرة كان ينهض، وكنت خلفه”.

وتابع “كنت مستعدا لاحتساب ركلة جزاء بحال أي حركة خطيرة ضد مارادونا. اعتقدت أنه بعد خمسين مترا سيسقطونه، لكن الكرة سكنت شباك شيلتون”. وأردف “أنا فخور للمشاركة في هذه التحفة، ومارادونا تذكر جيدا عندما زارني عام 2015” في إطار حملة دعائية. وأهداه “الفتى الذهبي” آنذاك قميصا موقعا “إلى صديقي الأبدي علي” أمام عدسات المصورين فيما استقبله بن ناصر بالملابس التونسية التقليدية. شرح بن ناصر “أمضينا وقتا رائعا، قلت له إن يومذاك لم تكن الأرجنتين التي فازت إنما هو، مارادونا”. وتابع “هذا عبقري، أسطورة كروية، أنا كحكم لم يكن بمقدوري أن أغمض عيني للحظة وأنا أتابعه. لأنه كان قادرا على القيام بأي شيء”.

الحكم التونسي احتسب هدف مارادونا باليد
الحكم التونسي احتسب هدف مارادونا باليد
علي بن ناصر: عبقري، أسطورة كروية، أنا كحكم لم يكن بمقدوري أن أغمض عيني للحظة وأنا أتابعه
علي بن ناصر: عبقري، أسطورة كروية، أنا كحكم لم يكن بمقدوري أن أغمض عيني للحظة وأنا أتابعه

 

23