الحفاظ على انخفاض الوزن يقلّل خطر الإصابة بسرطان الثدي

السمنة تعيد برمجة خلايا الدم البيضاء وتحولها إلى خلايا التهابية وبدلا من مهاجمة سرطان الثدي فإن هذه الخلايا تعزز انتشاره.
الخميس 2019/12/19
كلما زادت كمية الدهون المفقودة في منتصف العمر بعُد شبح السرطان

واشنطن- تشير دراسة جديدة إلى أن النساء ما فوق الـ50 عاما اللاتي فقدن أربعة أرطال فقط من أوزانهن وتمكن من الحفاظ على انخفاضها، تقل إصابتهن بسرطان الثدي.

وأورد تقرير نشر في مجلة المعهد الوطني للسرطان أن الباحثين الذين راجعوا بيانات 180 ألف امرأة وجدوا أنه كلما زادت كمية الدهون المفقودة واستمر الحفاظ عليها دون زيادة قل خطر الإصابة بالسرطان.

وقال المؤلف الرئيسي لورين تيراس، المدير العلمي لأبحاث علم الأوبئة في جمعية السرطان الأميركية، “لقد عرفنا منذ مدة وجيزة أن زيادة وزن الجسم تزيد من خطر سرطان الثدي”. وأضاف “في هذه الدراسة، وجدنا أن فقدان الوزن والحفاظ عليه مرتبطان بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء في سن الـ50 وما فوق اللاتي لا يتلقين العلاج الهرموني البديل. هذا مهم بشكل خاص للنساء ذوات الوزن الزائد. وفي الولايات المتحدة حوالي ثلثي النساء يعانين من زيادة الوزن أو السمنة “.

وكان لدى نساء ذوات وزن أكثر انخفاضا -20 رطلاً أو أكثر- خطر أقل بنسبة 26 بالمئة مقارنة بالنساء اللاتي بقي وزنهن ثابتًا.

أورام الثدي تتشكل عادة في الأنسجة الدهنية، وينجم عنها سرطان الثدي الثلاثي السلبي، الذي يعد أكثر أشكال سرطان الثدي فتكا بالسيدات، ويصعب علاجه

أولئك اللاتي فقدنا وزنا يتراوح بين 4.4 إلى 10 أرطال شهدن انخفاضًا في المخاطر بنسبة 13 بالمئة، وكان لدى من فقدن من 10 إلى 20 رطلا انخفاضًا في المخاطر بنسبة 16 بالمئة.

وكان بين اللاتي فقدن 20 رطلاً أو أكثر ثم استعدن بعضًا من وزنهن، خطر أقل للإصابة بسرطان الثدي مقارنة باللاتي ظل وزنهن مستقرًا.

وقالت تيراس إنه من المهم أن تدرك المرأة التي تكتسب المزيد من الوزن عندما تتجاوز عقدها الخامس أن أوان التدارك لم يفت بعد. وأوضحت “حتى عندما تفقد البعض من وزنها لاحقا فستنخفض المخاطر لديها مثل اللاتي حافظن على أوزانهن ثابتة”.

بينما كان التأثير الأقوى على النساء اللاتي بدأن تجربة إنقاص الوزن وهن بدينات.

تحصل الباحثون على بيانات الدراسة الجديدة من مشروع تجميع الدراسات المستقبلية للحمية والسرطان، وهو اتحاد دولي يحتوي على معلومات عن 10 مجموعات من النساء ويهدف إلى دراسة تأثير النظام الغذائي على خطر الإصابة بالسرطان.

وركز الباحثون على 180.885 امرأة مع ثلاثة أو أكثر من تقارير الوزن -إما من مسح وإما من قياس حديث- قبل متابعة سرطان الثدي. تم تصنيف فقدان الوزن بعد أول 5.2 سنوات من الدراسة. بعد 4.6 سنوات، تم إجراء قياس آخر وحدد الباحثون من الذي حافظ على الوزن. ثم تمت متابعة النساء لمدة 8.3 سنوات في المتوسط ​​للتحقق من سرطان الثدي.

وتأمل تيراس في أن تكون العلاقة بين فقدان الوزن والتقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي “دافعًا لثلثي النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة”. وقال الدكتور ستيفاني بيرنيك، رئيس قسم جراحة الثدي في ماونت سيناي ويست في نيويورك، إنه على الرغم من أن الدراسة الجديدة وجدت علاقة بين فقدان الوزن وخطر الإصابة بسرطان الثدي، إلا أنها لا تثبت السبب والنتيجة.

وأضاف “الأشخاص الذين يفقدون الوزن يفعلون عادة أشياء أخرى”؛ فهم “عادة ما يمارسون المزيد من التمارين ويأكلون بشكل أفضل. قد تكون تعديلات نمط الحياة هي التي تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي”.

ومع ذلك، قال بيرنيك “من المعروف أن الخلايا الدهنية تنتج عوامل التهابية يُعتقد أنها تسهم في بيئة تسمح للسرطان بالانتشار والتكاثر. تنضاف هذه الدراسة إلى مجموعة الأدلة التي تدعم العيش بأسلوب حياة صحي للمساعدة على التقليل من خطر الإصابة بالسرطان”.

وكانت دراسة طبية سابقة قد بينت أن إنقاص الوزن بشكل معتدل على المدى القصير يرتبط بخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي بعد سن اليأس. وأجرى الدراسة باحثون في جامعة واشنطن وجامعة إنديانا، ونشرت في مجلة الجمعية الأميركية للسرطان.

وحلل الباحثون حالة 61.335 امرأة تتراوح أعمارهن بين 50 و79 عامًا في دراسة أنجزت ببادرة من منظمة الصحة العالمية، واستمرت ثلاث سنوات. وتبين أن النساء اللاتي فقدن من أوازنهن 5 بالمئة أو أكثر انخفض لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 12 بالمئة، مقارنة بالنساء اللاتي بقي وزنهن مستقرا.

من المهم أن تدرك المرأة التي تكتسب المزيد من الوزن عندما تتجاوز عقدها الخامس أن أوان التدارك لم يفت بعد

وقال مؤلف الدراسة روان شليبوسكي -وهو أستاذ أبحاث في قسم علم الأورام الطبي والعلاج- إنه يمكن أن يؤدي التغيير قصير المدى في الوزن إلى فائدة كبيرة. وكان باحثون أميركيون قد حذروا من أن السمنة تعيد برمجة خلايا الجهاز المناعي، لتعزيز تشكيل الأورام السرطانية في الثدي وانتشارها.

أجرى الدراسة باحثون بمركز أبحاث السرطان في جامعة شيكاغو الأميركية ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية “جورنال أوف اكسبريمانتال مديسين” العلمية.

وأوضح الباحثون أن أورام الثدي تتشكل عادة في الأنسجة الدهنية، وينجم عنها سرطان الثدي الثلاثي السلبي، الذي يعد أكثر أشكال سرطان الثدي فتكا بالسيدات، ويصعب علاجه.

ولكشف الآلية التي تربط بين السمنة وسرطان الثدي راقب الباحثون مجموعة من النساء المصابات بسرطان الثدي الثلاثي السلبي بالإضافة إلى مجموعة من إناث الفئران المصابة بالمرض.

وأجرى الفريق عدة فحوصات، لمراقبة مدى انتشار الخلايا السرطانية، والدور الذي يلعبه جهاز المناعة في مقاومة المرض، بالإضافة إلى مدى إصابة المشاركات بالسمنة.

واكتشف الباحثون أن السمنة تعيد برمجة خلايا الدم البيضاء التي يمكن أن تقاوم الأمراض التي تهاجم الجسم مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الخلايا السرطانية، وتحولها إلى خلايا التهابية، وبدلا من مهاجمة سرطان الثدي فإن هذه الخلايا تعزز انتشاره.

17