الجونة السينمائي يحتفي بجديد الأفلام العالمية في دورة حضورية

الجونة (مصر) – ضمن مساعيه لتقديم أفضل الإنتاجات السينمائية العالمية، أعلن مهرجان الجونة السينمائي عن اختياره لأحد عشر فيلما عالميا ستعرض في دورته الخامسة، المقرّر أن تقام حضوريا هذا العام في الفترة الممتدة بين الرابع عشر والثاني والعشرين من أكتوبر القادم في مدينة الجونة، الواقعة على شاطئ البحر الأحمر جنوب شرق القاهرة.

وأفاد القائمون على المهرجان أنه “على عكس ندرة الأفلام الجيدة في العام الماضي نتيجة تفشي وباء كوفيد – 19، فإن قائمة الأفلام العالمية التي تم إصدارها مع عودة المهرجانات السينمائية، جعلت عملية الاختيار أسهل من ناحية الوفرة وأصعب من ناحية الانتقاء، خاصة مع الوضع في الاعتبار، تنوّع الأساليب الفنية والمواضيع والتنوّع الجغرافي، إضافة إلى التوازن بين اختيار أفلام لمخرجين معروفين عالميا ومخرجين صاعدين حقّقت أفلامهم نجاحا وتميزا حديثا في الوسط السينمائي الدولي”.

ومن المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي الثامن والسبعين يشارك فيلمان فرنسيان هما “عالم آخر” لستيفان بريزي و”واقعة” لأودري ديوان. ويدور الأول حول فيليب المدير التنفيذي لمجموعة صناعية، الذي يتعّرض للحظة صعبة تضع حياته الأسرية والعملية على المحك وتدفعه لاتخاذ قرارات صعبة على جميع المستويات. بينما يدور “واقعة” الذي حصد جائزة الأسد الذهبي في المهرجان الإيطالي العريق، حول آن الشابة الفرنسية التي تُحاول الإجهاض في فرنسا الستينات، حيث ما تودّه مُجرَم قانونيا.

ومن المسابقة ذاتها، يُشارك فيلم “غروب” للمخرج المكسيكي ميشيل فرانكو الذي يعود بفيلمه الأحدث من بطولة تيم روث الذي يلعب دور نيل بينيت البريطاني الثريّ الذي يقضي عطلته مع عائلته في منتجع فاخر في أكابولكو، حيث يبدو في البداية أنه لا يريد شيئا، إلاّ أنه وكعادة أفلام فرانكو فإن التصاعدات تتكشّف تدريجيا دون إفصاح حواري، جراء حدوث وفاة في الأسرة، فيتوجّب على نيل العودة، وهو الأمر الذي يحاول تأجيله.

ومن فنلندا يُشارك فيلم “الرجل الأعمى الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانيك” لتيمو نيكي، وهو فيلم ذو أسلوب استثنائي يدور حول ياكو الكفيف المقيّد بكرسي متحرّك، والذي يودّ مقابلة حبيبته سيربا التي تقطن بعيدا، ورغم إعاقته الشديدة وعدم مغادرته المنزل أبدا دون مساعدة، إلاّ أنه يقرّر قبول المخاطرة لتتحوّل رحلة قد تبدو عادية إلى فيلم طريق استثنائي، الأمر الذي جعله يفوز بجائزة الجمهور في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الأخير.

فيلم طريق آخر يُشارك في الدورة الخامسة من المهرجان المصري، هو “مقصورة رقم 6” ليوهو كوشمانين، وهو إنتاج مشترك بين فنلندا وألمانيا وإستونيا وروسيا، يدور بأكمله في مقصورة قطار، تتشكّل فيها علاقة إنسانية شديدة الخصوصية بين امرأة فنلندية شابة وعامل منجم روسي، ورغم أنهما لا يتشابهان ظاهريا، إلاّ أن الرحلة تكشف توقهما للتواصل الإنساني. وفاز الفيلم بالجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي 2021.

وللمخرج الصيني الشهير زانج ييمو يُعرض فيلم “ثانية واحدة”، وهو الفيلم الذي افتتح مهرجان سان سباستيان السينمائي الدولي. وتدور أحداثه في الصين خلال الثورة الثقافية، حيث يهرب سجين مجهول الهوية من معسكر عمل، ويُخاطر بكل شيء للبحث عن بكرة فيلم مسروقة تظهر فيها ابنته المفقودة منذ زمن طويل. ويصادف في طريقه فتاة يتيمة بائسة تطاردها خسارتها الفادحة.

أما من كرواتيا، فيُشارك فيلم “مورينا” لأنتونيتا ألامات كوسيانوفيتش، وهو إنتاج مشترك مع البرازيل والولايات المتحدة الأميركية وسلوفينيا، ويدور حول كسر العزلة التي يعيشها أب وابنته في جزيرة كرواتية بواسطة وصول صديق قديم للعائلة إلى منزلهما، فيتصاعد التوتّر بين الأب وابنته. ونال الفيلم جائزة الكاميرا الذهبية “جائزة أفضل عمل أول” في مهرجان كان السينمائي الأخير.

ومن مهرجان كان أيضا، يُشارك الفيلم الجورجي – الروسي المشترك “إرخاء القبضات” لكيرا كوفالينكو – فاز بجائزة قسم “نظرة ما” – ويدور حول شابة تكافح للتخلّص من قبضة الأسرة الخانقة في بلدة تعدين سابقة في أوسيتيا الشمالية، وهي ذات الأسرة التي تحبها قدر ما ترفضها.

كما يشارك الفيلم الأحدث للمخرج الفرنسي جاك أوديار “الأولمبياد”، الذي عُرض بدوره في الدورة الرابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي، وتدور أحداثه في باريس حيث تلتقي إيميلي بكاميل، الذي ينجذب إلى نورا، التي تتعرّف بشكل مفاجئ على أمبر. ثلاث فتيات وصبي يعيدون تعريف مفهوم الحب في العصر الحديث.

ومن المجر يشارك دينيش ناجي مخرج “ضوء طبيعي”، وهو فيلم مشترك بين المجر وفرنسا وألمانيا ولاتفيا، والذي تدور أحداثه أثناء الحرب العالمية الثانية حول مزارع بسيط يعمل جنديا في الجيش المجري ويجد نفسه شاهدا على مذبحة جماعية مروّعة، وفاز الفيلم بجائزة الدب الفضي، أفضل إخراج، في مهرجان برلين السينمائي 2021.

وأخيرا، يُشارك فيلم الممثلة والمخرجة الألمانية ماريا شرايدر “أنا رجُلُك”، الذي يحكي قصة ألما، الباحثة في متحف بيرجامون الشهير، والتي يتم إقناعها، للحصول على منحتها البحثية، بالمُشاركة في بحث استثنائي يشترط عليها أن تمضي ثلاثة أسابيع مع إنسان آلي على هيئة رجل، مصمّم وفقا لشخصيتها واحتياجاتها، ويتمتّع بذكاء صناعي يؤهّله ليكون الرفيق المثالي لها.

وتعليقا على اختيارات هذا العام، قال انتشال التميمي مدير المهرجان “متأثرين بمخرجي الأفلام وقصصهم التي حوّلوها إلى الشاشة من جميع أنحاء العالم، اخترنا هذا العام مجموعة منتقاة من الأفلام المرجعية الحديثة التي ستحرّك مشاعر الجمهور وتشجّع على التفكير والتأمل. فخورين باختياراتنا وبرنامج الدورة الخامسة للمهرجان”.

فيما قال أمير رمسيس المدير الفني للمهرجان “لطالما أُعجبنا بالمواهب العظيمة والقصص الملهمة التي تقدّمها لنا الأفلام الروائية الطويلة. هنا في مهرجان الجونة السينمائي، سنظلّ مخلصين إلى الأبد لسعينا مُشاركة هذه الأفلام المذهلة مع جمهورنا من محبي السينما ومخرجي الأفلام الطموحين”.