الجمود السياسي سيستمر مهما كان الفائز في الانتخابات

محللون: إذا خسر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانتخابات بحصول منافسه جو بايدن على 375 صوتا على الأقل في المجمع الانتخابي، فإن مستشاريه ربما يقنعونه بمغادرة واشنطن وأن يظل صامدا استعدادا لمعركة أخرى بعيدا عن السياسة.
الثلاثاء 2020/11/03
من الرئيس القادم؟

رجح محللون أن تشهد الولايات المتحدة حالة من الجمود السياسي لفترة غير قصيرة، سواء فاز الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات أم خسر أمام منافسه جو بايدن، خاصة مع وجود تأكيدات تشير إلى أن الديمقراطيين قد يحتفظون بالسيطرة على مجلس النواب، ما يعني أن الأميركيين أمام وضع لم يعهدوه منذ زمن.

واشنطن – يضع مراقبون للانتخابات الأميركية عدة سيناريوهات لما بعد يوم الاقتراع المقرر اليوم الثلاثاء، كلها تلتقي عند نقطة مهمة تتعلق بدخول العمل السياسي داخل الولايات المتحدة في جمود قد يطول على الأرجح.

ويقول دوف زاكهايم، نائب رئيس مركز ناشيونال إنتريست الأميركي، إن الثالث من نوفمبر هو يوم الانتخابات نظريا، إلا أن الجميع يتفق تقريبا على أنه لن يكون يوما حاسما لمعرفة الرئيس القادم.

ولدى زاكهايم عدة تبريرات لتحليله وركز على بطاقات الاقتراع التي يتم إرسالها عبر البريد في ذلك اليوم، حيث يمكن أن تستمر عملية فرزها حتى الجمعة المقبل، وقال في تقرير نشرته مجلة “ذا ناشيونال إنترست” الأميركية إنه هنا ستبدأ “الحماقات الانتخابية”.

وإذا خسر ترامب الانتخابات بحصول منافسه جو بايدن على 375 صوتا على الأقل في المجمع الانتخابي، فإن مستشاريه ربما يقنعونه بمغادرة واشنطن وأن يظل صامدا استعدادا لمعركة أخرى بعيدا عن السياسة، ولكنه قد يختار الطعن حتى في نتيجة غير متناسبة في المحاكم.

ويفترض زاكهايم أن يشعر ترامب بالخوف من إمكانية أن تسعى المدعية العامة لنيويورك ليتيتيا جيمس إلى توجيه اتهام إليه وملاحقته قضائيا والسعي لسجنه بناء على اتهامات متنوعة تتعلق بالاحتيال. فقد أشارت في أكثر من مرة إلى أنها مستعدة للقيام بذلك بمجرد ترك الرئيس منصبه.

دوف زاكهايم: الجمود السياسي أفضل من فوضى طبعت فترة ترامب
دوف زاكهايم: الجمود السياسي أفضل من فوضى طبعت فترة ترامب

ولم تكن جيمس الوحيدة التي تعتزم ملاحقة ترامب، حيث يسعى ممثل الادعاء لمنطقة مانهاتن سايروس فانس، ابن وزير الخارجية الراحل في عهد الرئيس الأسبق جيمي كارتر، وهو ديمقراطي مثل أبيه وكذلك جيمس، للحصول على سجلات ترامب الضريبية.

ويحقق فانس في مدفوعات ترامب المزعومة لامرأتين، إحداهما ممثلة إباحية والأخرى عارضة أزياء، مقابل إسكاتهما أثناء حملة انتخابات الرئاسة لعام 2016، بخصوص علاقات مزعومة خارج نطاق الزواج. ومن غير المفاجئ أن ينفي ترامب تلك الاتهامات لكنه بمجرد تركه منصبه سيكون من الصعب عليه عرقلة مضي التحقيق قدما.

وبناء على ذلك، ربما يختار ترامب عدم الإذعان لأي نتيجة ما لم تصل إلى المحكمة العليا، حيث يعول على دعم الأشخاص الثلاثة الذين قام بتعيينهم. أما مسألة إصدارهم حكما لصالحه فهو شأن آخر رغم ذلك وستعتمد القضية بالطبع على التفاصيل، وكيفية تقديم المحامين أدلتهم.

ومن شبه المؤكد أن يحتفظ الحزب الديمقراطي بالسيطرة على مجلس النواب، ولكن تركيبة مجلس الشيوخ لن تتحدد يوم الانتخابات، بسبب تأخر فرز الأصوات. ومع ذلك، فبمجرد أن يتم فرزها، يمكن لمجلس الشيوخ أن ينتقل إلى الديمقراطيين.

ويستبعد المراقبون عودة سوزان كولينز من ولاية مين، وكوري جاردنر من كولورادو، ومارثا ماكسالي من ولاية أريزونا إلى مجلس الشيوخ. وهذا يعني أنه في حالة بقاء ترامب في منصبه، فإن الديمقراطيين سيحتاجون إلى صوتين إضافيين للسيطرة على مجلس الشيوخ، أحدهما لتعويض خسارة دوج جونز المحتملة في ألاباما، والثاني لتجنب مجلس مقسم بالتساوي يتيح لمايك بنس فرصة التمتع بالصوت الحاسم.

ويجد كل من جوني إرنست من ولاية أيوا، وديفيد بوردو، وكيلي لوفلر، وكلاهما من ولاية جورجيا، وتوم تيليس من نورث كارولينا، أنفسهم جميعا يتنافسون في سباقات صعبة للغاية، حيث يجب أن يخسر اثنان منهم حتى يسيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ حتى لو أعيد انتخاب ترامب.

أما إذا فاز ترامب واكتسح الديمقراطيون الكونغرس، فبإمكان الأميركيين أن يتوقعوا أزمة في واشنطن للعامين المقبلين على الأقل. فسيقوم ترامب كعادته بتوقيع الأوامر التنفيذية.

وستعني سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ أن بيرني ساندرز سيترأس لجنة الموازنة، وإلى جانب الديمقراطيين اليساريين في مجلس النواب، وخاصة أعضاء كتلة خفض ميزانية الدفاع، سيدفع من أجل جدول أعمال اجتماعي جذري بينما يدعو إلى إجراء تخفيضات كبيرة في الإنفاق الدفاعي.

وبلا شك سيستخدم ترامب حق النقض (الفيتو) ضد أي تشريع جذري ولن تكون للديمقراطيين أصوات كافية لتجاوزه، ومن ناحية أخرى، سيكون الديمقراطيون في وضع أفضل كثيرا لعرقلة تعييناته القضائية وغير ذلك من التدابير التي ربما يؤيدها بمجرد سيطرتهم على الكونغرس بمجلسيه.

وبالنظر إلى تلك الوضعية، يعتقد زاكهايم أن الجمود في هذه الحالة أفضل من الفوضى، التي أصبحت سمة مميزة لسياسة واشنطن منذ العشرين من يناير 2017.

7