الجمهوريون يواجهون اختبارا صعبا في مجلس الشيوخ

تكتسي مقاعد مجلس الشيوخ الأميركي، الغرفة العليا بالكونغرس، أهمية كبيرة بالنسبة للجمهوريين، الذين يواجهون اختبارا صعبا من أجل الحفاظ على حظوظهم في السيطرة على هذه المؤسسة، خاصة في ظل احتمالات خسارتهم مجلس النواب، الذي يسعى الديمقراطيون إلى الفوز في انتخاباته مرة أخرى.
واشنطن - تعطي انتخابات مجلس الشيوخ الأميركي، التي تتزامن مع الاقتراع الرئاسي وانتخابات مجلس النواب، إشارات قوية على مدى صعوبة المنافسة بين مرشحي الحزب الجمهوري للظفر بأغلب مقاعد الغرفة العليا بالكونغرس.
ويواجه الجمهوريون خطر فقدان الأغلبية التي يتمتعون بها في مجلس الشيوخ، التي تكمن أهميتها بأنها تحظى بصلاحية الموافقة على تعيين القضاة والمسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى.
وفي حال خسر الجمهوريون يتوقع أن تصاحبها خسارة الرئيس دونالد ترامب الرئاسة، ما يجعل الأمر بمثابة “حمام دم” بالنسبة للحزب، كما سبق أن وصف ذلك منذ أسابيع عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس تيد كروز.
ويضم مجلس الشيوخ، المؤلف من مئة عضو، 53 جمهوريا حاليا، وهناك منافسة على 33 مقعدا في الدورة الانتخابية العادية هذا العام واثنين من الانتخابات الخاصة الإضافية. ويدافع الجمهوريون عن 23 مقعدا حيث يبدو أن المنافسة على العديد من المقاعد تميل لصالح الديمقراطيين أو تشهد تقاربا شديدا بين الحزبين لدرجة لا يمكن معها التنبؤ بالفائز.
واستغل الجمهوريون تمتعهم بالأغلبية لعرقلة تعيين القضاة الذين رشحهم الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، وتأييد المئات من التعيينات القضائية التي رشحها ترامب.
وفي أماكن مثل آيوا وأريزونا ونورث كارولينا وجورجيا وماين، بقي الجمهوريون على أمل أن يتحدى ترامب صناديق الاقتراع للفوز، ويحملهم معه، وإلا فسيحتاجون إلى الحصول على عدد كاف من هؤلاء الناخبين النادرين الذين انقسموا في اقتراعهم لدعم الديمقراطي جو بايدن لمنصب الرئيس وعضو جمهوري في مجلس الشيوخ.
وفي مقابل ذلك، ووفقا للعديد من المتنبئين السياسيين واستطلاعات الرأي، يُرجح أن يفقد الجمهوريون السيطرة على مجلس الشيوخ العام المقبل.
مجلس الشيوخ
- يتكون من 100 مقعد، ويستحوذ الجمهوريون على 53 منها منذ الانتخابات النصفية في 2018
في المقابل وللاستيلاء على الأغلبية، سيتعين على الديمقراطيين الحصول على ثلاثة مقاعد أو أربعة إذا أعيد انتخاب ترامب.
وبالنظر إلى مدى انقسام مجلس الشيوخ بشكل وثيق، فإن تقاسم المقاعد يبدو ممكنا على أي حال، ولكن إذا فاز بايدن، يمكن للديمقراطيين الاعتماد على نائب الرئيس كامالا هاريس لقطع أي علاقات في مجلس الشيوخ.
ولكن من شبه المؤكد أن التعادل في مجلس الشيوخ سيؤدي إلى طريق مسدود، لأن الديمقراطيين لن يكونوا قادرين على تحمل خسارة حتى صوت واحد من تجمعهم الحزبي.
وأصبح مصير منافسات مجلس الشيوخ يعتمد بشكل متزايد على نتائج السباق الرئاسي على مدى السنوات العديدة للانتخابات الرئاسية الماضية. في عام 2016، وقعوا في تحالف مثالي حيث فاز ترامب، وكذلك فعل المرشح الجمهوري ونفس الشيء مع هيلاري كلينتون والديمقراطيين، وحتى تشير استطلاعات الرأي إلى أن هذا الاتجاه قد يستمر.
ويقول كيفين مادن، المستشار الجمهوري منذ فترة طويلة لمرشحي الرئاسة والكونغرس، إن الجمهوريين في مجلس الشيوخ ربما يتفوقون على ترامب في بعض هذه الأماكن، ولكن بالنظر إلى حالة استطلاعات الرأي، فإن معدل المطابقة يمكن أن يكون جيدا للغاية الذي يتسبب في خسارة الجمهوريين لمجلس الشيوخ.
وفي هذه البيئة المستقطبة بشكل صارخ، لا يوجد جانب إيجابي أمام الجمهوريين في مجلس الشيوخ لمحاولة إبعاد أنفسهم عن ترامب الآن. وقد يخاطرون بفقدان دعم قاعدة ترامب المتشددة من أجل جمع المستقلين القلائل الذين لم يقرروا بعد. ويمكن أن يكون هؤلاء المستقلون ناخبين متقلبين وغير موثوقين، لاسيما بالمقارنة مع الموالين لرجل الأعمال المشاكس.
ويعتقد السيناتور الجمهوري جون ثون أن مرشحي حزبه الجمهوريين الذين يخوضون سباقات تنافسية يدركون أن ثرواتهم مرتبطة إلى حد كبير بأداء الرئيس وهذا لا يعني أنهم لا يستطيعون الفوز دونه، ولكن يعني بالتأكيد أن فرصهم في الفوز تتعزز إذا أدى بشكل جيد.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يخسر الديمقراطيون مقعدا في ألاباما لكنهم ربما يفوزون بمقعد في كولورادو، كما يفضلون الاستيلاء على المقاعد التي يسيطر عليها الحزب الجمهوري في ولاية أريزونا وبدرجة أقل في ولاية ماين، بينما ولايات أيوا وكارولينا الشمالية ستكون بدرجة أقل.
وبعيدا عن متناول الديمقراطيين، توجد معاقل الحزب الجمهوري مثل ساوث كارولينا ومونتانا وكانساس وتكساس، والتي بدت في استطلاعات الرأي وكأنها تنزلق بعيدا عن الجمهوريين، لكنّ مسؤولي الحزب يشعرون الآن أنهم سحبوها.
ويمكن أن يذهب مقعدان يسيطر عليهما الجمهوريون في جورجيا إلى جولات الإعادة إذا لم يحصل أي مرشح على نصف من الأصوات.
ولكي يكون للجمهوريين مسار للإبقاء على مجلس الشيوخ، ربما يتعين عليهم شغل مقاعد يسيطر عليها الديمقراطيون في ميشيغان ومينيسوتا.
ووفقا لمسؤولي الحزب الجمهوري، بينما تم تشديد استطلاعات الرأي في الولايتين، لا يزال الديمقراطيون يتقدمون خارج هامش الخطأ. وربما يكون أفضل ما يمكن أن يأمل فيه الجمهوريون هو مجلس الشيوخ لصالحهم بفارق صوت واحد، أي 51 مقابل 49.
اقرأ أيضاً: الديمقراطيون يحاولون حسم الأصوات في مجلس النواب