الجزائرية إيمان خليف تصطدم ببطلة العالم في معركة الذهب

إيمان خليف ستكون على موعد مع الثأر من نظيرتها الصينية بعد حرمانها من خوض نزال نهائي بطولة العالم.
الخميس 2024/08/08
جاهزة لكتابة التاريخ

باريس - تمكنت الملاكمة الصينية يانغ ليو، من الوصول إلى نهائي بطولة الملاكمة لوزن أقل من 66 كغم، بالألعاب الأولمبية الجارية حاليا بباريس، في النزال التي احتضنته قاعة رولان غاروس بفرنسا.

ونجحت الملاكمة الصينية في حصد التأشيرة الثانية لنهائي المسابقة، بعد فوزها أمام التايوانية شين نين شين، في نصف النهائي الثاني. وضربت يانغ ليو بذلك موعدا في النهائي، المقرر الجمعة، مع وصيفتها في بطولة العالم لسنة 2023، الجزائرية إيمان خليف.

وستكون خليف، على موعد مع الثأر من نظيرتها الصينية، بعد حرمانها من خوض نزال نهائي بطولة العالم، بحجة ارتفاع معدلات هرمون التستوسترين لديها. وتعرضت خليف لظلم كبير يومها، بعد تجاوزها كافة الاختبارات الطبية قبل انطلاق البطولة العالمية، قبل أن يتقرر استبعادها من خوض المنازلة النهائية أمام منافستها الصينية بطريقة غريبة.

وتابعت الملاكمة الجزائرية التي وجدت نفسها في خضم عاصفة جدل حول هويتها الجنسية، مشوارها المميز في أولمبياد باريس 2024 وبلغت نهائي وزن 66 كلغ، بفوزها على التايلاندية جانجيم سوانافينغ المصنفة ثامنة في الدور نصف النهائي الثلاثاء.

◙ خليف تعرضت لظلم بعد تجاوزها كافة الاختبارات الطبية قبل أن يتقرر استبعادها من خوض المنازلة النهائية أمام منافستها الصينية بطريقة غريبة

وتغلّبت خليف التي سمحت لها اللجنة الأولمبية الدولية بالمشاركة بعد إيقافها من الاتحاد الدولي للعبة العام الماضي، على التايلاندية بإجماع الحكام 5 – 0، وضمنت فضية على الأقل عندما تلاقي في نهائي الجمعة الصينية المصنفة ثانية يانغ ليو. ردّت ابنة الخامسة والعشرين على سؤال لفرانس برس في المنطقة المختلطة “النهائي سيكون في مستوى مرتفع، سأدرس الخصمة الصينية التي تأهلت. أنا مثلي مثل كل الرياضيين، أنا هنا من أجل تحقيق حلمي”.

عن تعاطيها مع الحملة التي واجهتها في الأيام الأخيرة، أضافت لقناة بي.أن سبورتس “هناك فريق خاص من طرف اللجنة الأولمبية الدولية يتتبعني ويقوم بالواجب كي أتفادى هذه الصدمة. أركّز على المنافسة والأشياء الأخرى ليست هامة. المهم أني في النهائي الآن”.

وأهدت خليف الفوز “لوالدتي وأشكر والدي وكامل عائلتي وقريتي الصغيرة وكل الجزائر والعالم العربي والعالم”، وتابعت معبرة عن دهشتها من الدعم الكبير الذي حصلت عليه في الملعب ” قدّمت كل ما أملك. عملنا كفريق منذ سنوات والحلم أصبح حقيقة. أتمنى التركيز وأن أكون قدر المسؤولية في نهائي الحلم”. وعن نزال الثلاثاء، أضافت خليف التي كانت قد ضمنت ميدالية بعد تغلبها على المجرية آنا لوتسا هاموري بالنقاط السبت في ربع النهائي “قدّمت أداء جميلا وفزت بكامل الجولات. أشكر الملاكمة التايلاندية التي أعرفها منذ زمن وكنا سويا في معسكر أخير في فرنسا لمدة 15 يوما”.

وتحوّل ملعب رولان غاروس الذي يستضيف أبطال كرة المضرب إلى حلبة لنزالات الملاكمة. أمام مدرجات ممتلئة (15 ألف متفرج) تزيّنت بأعلام الجزائر وعلى صدى الحناجر التي صدحت “إيمان، إيمان”، فازت على خصمتها التايلاندية وبلغت النهائي. ولم ترغب سوانافينغ بالدخول في الجدل القائم، وقالت “سمعت الأخبار المتعلّقة بها، لكن لم أتابعها عن كثب. هي امرأة، لكنها في غاية القوّة”. وعمّت الفرحة في مقاهي الجزائر.

واجتمع العشرات من الرجال والسيدات لتشجيع ابنة البلاد. وبدعم من اللجنة الأولمبية الدولية التي هي على خلاف حاد مع الاتحاد الدولي للملاكمة الموقوف أولمبيا، تشارك خليف للمرة الثانية في الألعاب الأولمبية في باريس بعد حلولها خامسة في طوكيو صيف 2021.

وأثار نزالها الخميس في دور الـ16 مع منافستها الإيطالية أنجيلا كاريني والذي لم يستمر سوى 46 ثانية بسبب انسحاب الأخيرة، خلافا حادا لاستبعادها مع الملاكمة التايوانية يو - تينغ لين من بطولة العالم العام الماضي في نيودلهي، بعد فشلهما في تلبية معايير الأهلية الجنسية.

لم تستوف خليف معايير الأهلية و”مستويات هرمون التستوستيرون” من قبل الاتحاد الدولي، حسب موقع الألعاب المخصّص للرياضيين المعتمدين في الأولمبياد، قبل أن يزيل لاحقا سبب الاستبعاد، فيما سمحت لها الأولمبية الدولية بالمشاركة.

وزعم الاتحاد الدولي للملاكمة الذي يرئسه رجل الأعمال الروسي المرتبط بالكرملين عمر كريمليف، الاثنين أن الاختبارات التي أجريت على الملاكمتين أظهرت أنهما “ذكران”. ولم تتأخر اللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية في الردّ، فقالت إنها لا تعترف بالاتحاد الدولي “كمنظّمة شرعية، ولا توجد له أي صلة بالألعاب الأولمبية. بطلتنا، إيمان خليف، تظل غير متأثرة بادعاءات الاتحاد الدولي للملاكمة الباطلة”.

ودافع رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ ومسؤولون رفيعو المستوى من الجزائر وتايوان بشدّة عن خليف ولين اللتين شاركتا في أولمبياد طوكيو، قائلين إنهما ولدتا ونشأتا كنساء، ولديهما جوازات سفر تؤكد ذلك.

ووصلت الانتقادات بإشراك خليف إلى وراء الأطلسي، فقال الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب بعد فوزها على كاريني “سأبقي الرجال خارج مسابقات السيدات”. أما الروائية جيه كيه رولينغ مؤلفة سلسلة رويات هاري بوتر فكتبت على منصة إكس إن ألعاب باريس ستبقى “دوما ملطخة بسبب الظلم القاسي الذي لحق بكاريني”.

17