الثقة سلاح فرانكفورت ورينجرز لتحقيق لقب الدوري الأوروبي

يحتضن ملعب رامون سانشيز بيزخوان في إشبيلية بإسبانيا نهائي الدوري الأوروبي بين فريقي آينتراخت فرانكفورت الألماني ورينجرز الأسكتلندي الأربعاء. ويسعى كلا الفريقين لخطف اللقب القاري الثاني، حيث سبق لرينجرز أن توج بلقب كأس أبطال الكؤوس عام 1972، فيما فاز فرانكفورت بكأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) عام 1980.
إشبيلية (إسبانيا) - يسدل الستار الأربعاء على أحد أكثر المواسم إثارة في تاريخ مسابقة الدوري الأوروبي، عندما يلتقي آينتراخت فرانكفورت وغلاسغو رينجرز الأسكتلندي في المباراة النهائية للبطولة على ستاد “سانشيز بيزخوان” بمدينة إشبيلية الإسبانية.
ويتطلع كل من الفريقين إلى أن يصبح أول فريق من بلاده يحرز لقب البطولة بشكلها ومسماها الحالي (الدوري الأوروبي)، حيث ستكون مباراة الأربعاء هي نهائي النسخة الـ13 فقط في تاريخ الدوري الأوروبي منذ تغيير مسمى البطولة من كأس الاتحاد الأوروبي. وعلى مدار الـ12 نسخة الماضية، لم يسبق لأي فريق من ألمانيا أو أسكتلندا أن توج باللقب.
ولكن الفائز في مباراة الأربعاء سيتوج بلقبه الثاني في البطولات الأوروبية حيث سبق لآينتراخت التتويج بلقب هذه البطولة بمسماها القديم (كأس الاتحاد الأوروبي) عندما فاز 1 – 0 على بوروسيا مونشنجلادباخ إيابا بعدما خسر منه على ملعب مونشنغلادباخ 2 – 3 ذهابا، في نهائي البطولة عام 1980.
وفي المقابل، سبق لرينجرز التتويج بلقب بطولة كأس الأندية الأوروبية أبطال الكؤوس في 1972 بالتغلب على دينامو موسكو الروسي في المباراة النهائية التي أقيمت بمدينة برشلونة الإسبانية، وهو ما يمنح الفريق بعض التفاؤل قبل نهائي الأربعاء أيضا في إسبانيا.
ولكن آينتراخت فرانكفورت أيضا حقق انتصارين في الملاعب الإسبانية هذا الموسم وذلك من بين خمس زيارات له إلى الملاعب الإسبانية في البطولات الأوروبية لم يخسر في أي منها، حسبما أفاد الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا).
وفي المقابل، يشعر رينجرز بالتفاؤل أيضا لأنه وصل للنهائي في البطولة هذا الموسم بعدما أطاح في طريقه بفريقين ألمانيين هما بوروسيا دورتموند ولايبزغ من الأدوار الإقصائية للبطولة.
مستويات متباينة

وفي ظل المستويات التي قدمها الفريقان في طريقهما نحو النهائي، يصعب التكهن بنتيجة لقاء الأربعاء التي تحسم مقعدا في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.
ويلتقي الفريقان الأربعاء بعد 62 عاما من المواجهة السابقة الوحيدة بينهما في البطولات الأوروبية والتي شهدت تفوقا هائلا للفريق الألماني على رينجرز، حيث فاز آينتراخت 6 – 1 ذهابا ثم 6 – 3 إيابا في المواجهة مع رينجرز بالمربع الذهبي لبطولة كأس الأندية الأوروبية البطلة (دوري الأبطال حاليا).
ولكن هذا الفوز العريض لم يمنع آينتراخت من السقوط 3 – 7 أمام ريال مدريد الإسباني في النهائي وقتها. وعلى مدار تاريخ مشاركاته في البطولات الأوروبية، خاض آينتراخت مواجهة واحدة فقط أمام الأندية الأسكتلندية حيث كانت أمام أبردين في الدور الأول لنسخة 1979 – 1980 من مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي عندما فاز آينتراخت 1 – 0 على ملعبه وتعادل 1 – 1 في غلاسغو.
في المقابل، يمتلك رينجرز تاريخا طويلا من المواجهات مع الأندية الألمانية في البطولات الأوروبية يشمل 52 مباراة ليكون أكبر عدد من المواجهات لرينجرز مع فرق من اتحاد وطني واحد على مدار تاريخه في البطولات الأوروبية.

وخلال هذه المواجهات، كان السجل متوازنا تماما لرينجرز حيث حقق الفريق 18 انتصارا وخسر 18 مباراة وتعادل في 15 مباراة، ولا يختلف الحال كثيرا في ما يتعلق بمباريات الأدوار الإقصائية من بين هذه المواجهات حيث فاز الفريق في عشر مباريات وخسر 11 أمام أندية ألمانيا.
ويشير سجل مباريات الفريقين في الدوري الأوروبي هذا الموسم إلى تفوق آينتراخت في المباريات التي يخوضها خارج ملعبه، حيث حقق الفريق الفوز في خمس من المباريات الست التي خاضها خارج ملعبه بالبطولة هذا الموسم، وتعادل في المباراة الأخرى 1 – 1 أمام فناربخشة التركي.
وفي المقابل، وبعد إخفاقه في الدور التأهيلي الثالث لدوري الأبطال الأوروبي وانتقاله للعب في الدوري الأوروبي بداية من الدور الفاصل لتحديد المتأهلين لدور المجموعات، فاز الفريق في مباراة واحدة وخسر أربع مباريات وتعادل في ثلاث من المباريات الثماني التي خاضها خارج ملعبه.
وكان هذا الفوز على بوروسيا دورتموند في الدور الفاصل لتحديد المتأهلين لدور 16 قبل أن يخسر الفريق جميع المباريات الثلاث التالية خارج ملعبه.
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن الفوز على دينامو موسكو في نهائي كأس الأندية أبطال الكؤوس قبل 50 عاما لا يزال هو الفوز الوحيد لرينجرز على الملاعب الإسبانية فيما خسر الفريق تسع مرات وتعادل ثلاث مرات على هذه الملاعب.
طرق لعب مثالية
عندما يلتقي الفريقان الأربعاء، ينتظر ألا يغير المدربان كثيرا من طريقة اللعب المعتادة والتي بلغ بها الفريقان النهائي.
ويعتمد آينتراخت بشكل كبير تحت قيادة مديره الفني أوليفر غليسنر على التأمين الدفاعي ومحاولة استخلاص الكرة بأسرع وقت من المنافس مع شن الهجمات السريعة ولكنه يسعى دائما لصنع العديد من الفرص في مواجهة الفرق الكبيرة مثلما حدث أمام برشلونة الإسباني.
ويعول غليسنر كثيرا على لاعبه المميز والسريع فيليب كوستيتش الذي تشكل انطلاقاته من مركز الظهير الأيسر إزعاجا مستمرا للمنافسين كما تشكل تمريراته العرضية وتسديداته القوية بالقدم اليسرى خطورة فائقة على مرمى المنافسين.
وفي المقابل، يطبق رينجرز خطة أكثر اتزانا حيث يعتمد مديره الفني جيوفاني فان برونكهورست على طريقة اللعب 4 – 2 – 3 – 1 لكنه قد يلجأ لتقليص خط الدفاع إلى ثلاثة مدافعين أحيانا لتدعيم خط الهجوم بمهاجم ثان.
ويعول رينجرز كثيرا على اللاعب تافيرنير قائد الفريق الذي سجل سبعة أهداف للفريق في منافساته الأوروبية هذا الموسم وجاءت جميعها في الأدوار الفاصلة.
وشدد جيوفاني فان برونكهورست المدير الفني لفريق غلاسغو رينجرز الأسكتلندي للاعبيه على أهمية العمل الجماعي وتقديم أفضل ما لديهم خلال المباراة النهائية.
وقال فان برونكهورست “أنا فخور للغاية بالوصول إلى هذه المرحلة مع الفريق، وهي فرصة هائلة لإحراز لقب كبير”.
وأضاف في التصريحات التي نشرتها وكالة الأنباء البريطانية (بي.إيه ميديا) “علينا أن نكون فريقا. الشيء الأكثر أهمية عندما تريد تحقيق شيء، أن تتحلى بروح الفريق، يجب أداء كل شيء بشكل جماعي، نتأكد أن لدينا التكتيك الصحيح عندما نستحوذ على الكرة وعندما نضغط، وكيفية الدفاع وما إذا كان يفترض بنا الدفاع”.
وتابع “آينتراخت فريق جيد. قوي من الناحية البدنية، وسريع في الهجوم، كما أنه جيد في الناحية الدفاعية حقا. أداؤه بشكل عام في المنافسات الأوروبية كان رائعا”.