التوقف الدولي يفاقم معاناة نجوم بايرن ميونخ

رجال ناغلسمان يعتزمون تصحيح المسار في البوندسليغا.
الجمعة 2022/09/30
خطوات متباينة

غاب شبح الأزمة عن بايرن ميونخ في السنوات العشر الماضية ما يفسر هيمنته على لقب الدوري الألماني، لكن مع تراجعه إلى المركز الخامس هذا الموسم بعد سبع مباريات دق ناقوس الخطر ربما في أروقة النادي البافاري. ويستضيف الفريق الجريح باير ليفركوزن الجمعة في افتتاح منافسات المرحلة الثامنة.

برلين – يستعد بايرن ميونخ لاستكمال مشواره في الدوري الألماني اليوم الجمعة بمواجهة قوية ضد باير ليفركوزن على ملعب أليانز أرينا ضمن منافسات الجولة الثامنة.

ولم يلعب الفريق البافاري أي مباراة منذ خسارته على يد أوغسبورغ (0-1) يوم 17 سبتمبر الجاري بسبب فترة التوقف الدولي. ويأمل رجال المدرب الألماني جوليان ناغلسمان في تصحيح المسار واستعادة نغمة الانتصارات خلال الفترة المقبلة في ظل احتلال الفريق المركز الخامس بجدول البوندسليغا برصيد 12 نقطة.

وحاول لاعبو بايرن نسيان تراجع الفريق على الصعيد المحلي بعد الإخفاق في الفوز بأي مباراة آخر 4 جولات بالبوندسليغا، وذلك من خلال تذوق طعم الانتصارات مع منتخبات بلادهم. ولم يجد أغلب نجوم حامل لقب البوندسليغا مبتغاهم خلال فترة التوقف الدولي على رأسهم اللاعبون الألمان الذين خاضوا مباراتين ضد المجر وإنجلترا، لم يستطع خلالهما المنتخب الفوز متعثرا بهزيمة وتعادل.

وغاب عن تلك المواجهتين الثنائي مانويل نوير وليون جوريتسكا لإصابتهما بفايروس كورونا لكنهما شهدتا تواجد جوشوا كيميتش، جمال موسيالا وتوماس مولر. كما سار الثنائي الفرنسي بينيامين بافارد ودايوت أوباميكانو على ذات الدرب بعدما شهدا سقوط منتخب بلادهما بالهزيمة في كوبنهاغن على يد الدنمارك (0-2) بدوري الأمم، وكلاهما لعب لمدة 90 دقيقة. ولم يتواجد في تلك المباراة الثنائي الفرنسي المصاب لوكاس هيرنانديز وكينجسلي كومان.

المهاجم السنغالي مانيه يعكس صورة واضحة عن معاناة بايرن حيث لم يتمكن من هز الشباك في المباريات الخمس الأخيرة

المدافع الهولندي ماتياس دي ليخت انضم لمعسكر منتخب بلاده الأخير لخوض مواجهتين في دوري الأمم ضد بولندا وبلجيكا. لكن نجم البايرن وجد نفسه حبيسا لمقاعد البدلاء في المباراتين اللتين شهدتا فوز هولندا (2-0) و(1-0) على الترتيب، ليشهد فرحة غير مكتملة بالانتصارين. لاعب الوسط الشاب ريان غرافينبيرش لم يكن أفضل حالا من زميله في الفريق البافاري والمنتخب الهولندي، حيث اكتفى بالظهور لمدة دقيقة واحدة في آخر مواجهة بلجيكا. وفي جانب آخر من العالم، تلقى الكندي ألفونسو ديفيز ضربة خلال التحضيرات للمونديال بخروجه مصابا خلال مواجهة قطر الودية، قبل أن يشارك في الهزيمة على يد أوروغواي (0-2) بعدها بأيام.

وكان حال السنغالي ساديو ماني مختلفا قليلا عن باقي زملائه، بمشاركته في مواجهتين وديتين مع منتخب بلاده، تحضيرا لمونديال قطر. وبدأ ماني المباراتين حيث أسهم في فوز السنغال على بوليفيا (2-0) بتسجيله هدفا من ركلة جزاء، فيما شارك حتى النهاية في التعادل مع إيران بهدف لمثله. جاء ذلك بعدما عانى مانيه مع بايرن في آخر 5 مباريات، حيث غاب عن هز الشباك بشكل مفاجئ. وسار على خطى مانيه المدافع الكرواتي جوسيب ستانيشيتش والظهير المغربي نصير مزراوي. وشارك ستانيشيتش في فوز كرواتيا على النمسا (3-1) بدوري الأمم، ليساعد فريقه على التأهل للأدوار النهائية بعد تصدر المجموعة. أما مزراوي، فسجل عودة مميزة لمنتخب المغرب، شهدت مشاركته لمدة 90 دقيقة في الانتصار على تشيلي (2-0)، قبل أن يظهر مجددا في التعادل السلبي مع باراغواي بعدها بـ4 أيام.

يعكس المهاجم السنغالي مانيه الصامت عن التهديف صورة واضحة عن معاناة بايرن حيث لم يتمكن نجم ليفربول الإنجليزي السابق من هز الشباك في المباريات الخمس الأخيرة، في حين كان سجل خمسة أهداف في مبارياته الست الأولى منذ وصوله إلى بافاريا. وأبدى المدير الرياضي للنادي البافاري البوسني حسن صالحميدجيتش دعمه للمهاجم الدولي مؤكدا أنه “يحتاج بعض الوقت للتأقلم على متطلبات الدوري الألماني”، وأضاف اللاعب السابق الذي انتقل من بلده البوسنة ليلعب مع هامبورغ عندما كان يبلغ 15 عاما لصحيفة سبورت بيلد “أعرف ما يعنيه أن تكون لاعبا جديدا في فريق، في بلد آخر، مدينة أخرى، مع ثقافة كرة قدم مختلفة قليلا”.

وأردف “ساديو في مرحلة تعلم، سيعتاد على كل شيء قريبا وسنرى ذلك على أرض الملعب”. وضمن السياق ذاته، وعد رئيس بايرن ميونخ هربرت هاينر الأربعاء “سنرى فريقا مختلفا بالكامل الجمعة. فريق يعرف كيف يفوز”، مؤكدا أن بايرن “سيردّ بقوة” ضد ضيفه ليفركوزن.

وطرحت الصحافة المحلية العديد من الأسئلة حول مصير مدرب بايرن ناغلسمان (35 عاما) الذي يعيش فترات صعبة، مع فريق يمر بأطول سلسلة من دون انتصارات منذ أكثر من عقدين. من ناحيته، أبعد صالحميدجيتش مقصلة الإقالة عن رقبة مدربه إذ قال الأربعاء إن ناغلسمان “لا يتعرض لضغوط داخلية على الإطلاق” في النادي رغم أن الفريق يتأخر بفارق خمس نقاط عن المتصدر أونيون برلين. رغم ذلك، فإن شبح توماس توخيل الذي ولد على بعد ساعة واحدة فقط في بلدة كولمباخ البافارية والمقال من منصبه مع تشيلسي الإنجليزي يلوح في الأفق ويهدد مستقبل ناغلسمان ويمنح إدارة النادي البافاري الكثير للتفكير فيه.

19