التمسك بموعد الأولمبياد يثير الانتقادات

السلطات اليابانية واللجنة الأولمبية الدولية تصران على إقامة دورة ألعاب طوكيو في موعدها  وهو ما يقلق المشاركين في المسابقة بسبب تفشي فايروس كورونا.
الخميس 2020/03/19
مصير مجهول

لوزان- وجّهت البطلة الأولمبية الكندية السابقة هايلي فيكنهايسر انتقادا واضحا إلى اللجنة الأولمبية الدولية على تمسّكها بإقامة فعاليات دورة الألعاب الأولمبية القادمة في موعدها المحدّد صيف هذا العام.

وأصبحت فيكنهايسر أول أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية توجيها لهذه الانتقادات حيث قالت “الأزمة أكبر حتى من دورة الألعاب الأولمبية… أعتقد بأن اللجنة الأولمبية الدولية بهذا الاقتناع الراسخ والإصرار على استمرار إقامة الدورة الأولمبية في موعدها تتسم بالتبلد وعدم المسؤولية”.

الافتتاح في الموعد

وكانت اللجنة الأولمبية الدولية جددت تأكيداتها بأن الدورة الأولمبية القادمة (طوكيو 2020) ستفتتح في موعدها المحدد وهو 24 يوليو المقبل رغم تفشي الإصابات بفايروس “كورونا” المستجد في أماكن عدة بالعالم. وذكرت اللجنة الأولمبية الدولية، بعد اجتماع للجنتها التنفيذية بدائرة تلفزيونية مغلقة “فيديو كونفرنس”، “اللجنة الأولمبية الدولية ما زالت ملتزمة بإقامة دورة الألعاب الأولمبية (طوكيو 2020)… نظرا إلى وجود أكثر من أربعة شهور ما زالت تفصلنا عن موعد الأولمبياد، لسنا بحاجة حتى الآن إلى اتخاذ قرارات عنيفة”.

وتشغل فيكنهايسر، التي كانت في الماضي من أبرز لاعبات هوكي الجليد، عضوية اللجنة الأولمبية الدولية منذ 2014. وذكرت “لا أحد يعلم حتى الآن ما إذا كانت الدورة الأولمبية ستلغى… ولكن إذا أقيمت، سيكون ظلما كبيرا للرياضيين ولسكان العالم كله… يجب أن نسلّم بالمجهول”.

يبدي رياضيون قلقهم من إصرار السلطات اليابانية واللجنة الأولمبية الدولية على المضيّ قُدما في إقامة دورة ألعاب طوكيو في موعدها هذا الصيف، معتبرين أن ذلك يضعهم في خطر في ظل تفشي فايروس كورونا الذي شلّ الرياضة عالميا. وفي الرياضة، علِّقت معظم المنافسات المقررة في الفترة الحالية وألغيت أخرى، وبدأ تأجيل أحداث كبيرة كانت مقررة هذا الصيف، مثل نهائيات كأس أوروبا وبطولة كوبا أميركا الأميركية الجنوبية لكرة القدم. وأعلن الاتحادان القاريان المعنيان بالبطولتين الثلاثاء إرجاءهما إلى العام 2021، في يوم أكدت اللجنة الأولمبية أن لا حاجة حاليا لاتخاذ قرارات “جذرية” بشأن موعد الأولمبياد المقرر بين 24 يوليو و9 أغسطس.

وانعكس توقّف النشاطات الرياضية بشكل شبه كامل حول العالم، على العديد من التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد طوكيو 2020، على رغم أن اللجنة الأولمبية تؤكد أن 57 في المئة من إجمالي الرياضيين المقرر أن يشاركوا في الألعاب، قد ضمنوا التأهل إليها حتى الآن.

كل شيء تغير

بدأت الشكوك تتزايد في الأيام الماضية بشأن انطلاق الألعاب في موعدها، حتى من قبل اليابانيين أنفسهم. وأظهر استطلاع للرأي أن 69.9 في المئة من أصل ألف مشارك في الاستطلاع، يرون أن طوكيو لن تكون قادرة على إقامة الألعاب في موعدها. انضمت تصفيات جمباز مؤهلة إلى الأولمبياد، وكان من المقرر أن تقام في طوكيو، إلى لائحة طويلة من الأحداث الرياضية التي تم إلغاؤها. وأتى ذلك غداة كشف كوزو تاشيما، نائب رئيس اللجنة الأولمبية اليابانية ورئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم، أنه مصاب بفايروس كورونا المستجد.

لكن في اليوم نفسه، بقيت اللجنة الأولمبية الدولية على موقفها المعلن من أي تعديل محتمل، مؤكدة أنها “تبقى ملتزمة بشكل كامل بدورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، ومع تبقّي أكثر من أربعة أشهر على انطلاقها، لا حاجة في هذه المرحلة لاتخاذ أي قرارات جذرية، وأي تكهنات في هذه الفترة ستكون غير منتجة”.  ورأت اللجنة أن “الوضع يؤثر أيضا على التحضيرات للألعاب الأولمبية طوكيو 2020، وهذا وضع يتبدل كل يوم”، مشجعة الرياضيين على مواصلة تحضيراتهم.

22