التمارين الرياضية تقي من الخرف

الأنشطة الحركية تعمل على نشوء خلايا عصبية جديدة تحافظ على اللياقة الذهنية لكبار السن.
الأحد 2021/11/28
المواظبة على التمارين تجدد خلايا المخ

يؤكد خبراء اللياقة البدنية وأطباء الأعصاب على أهمية المواظبة على ممارسة الرياضة في علاج مرض الخرف أو تأخير ظهوره، ويشيرون إلى أن المشي السريع أو باستخدام العصا أو السباحة رياضة يمكن أن تحد من خطر إصابة كبار السن بأمراض الخرف.

كولن (ألمانيا) – قال عالم الأعصاب الألماني شتيفان شنايدر إن المواظبة على ممارسة الرياضة تسهم في الوقاية من الخرف في الكبر، حيث تعمل الأنشطة الحركية على نشوء خلايا عصبية جديدة، ما يسهم في الحفاظ على اللياقة الذهنية مع التقدم في العمر من خلال تحسين أداء الذاكرة (طويلة وقصيرة الأمد) ورفع درجة التركيز والانتباه.

ولتحقيق الاستفادة المرجوة أوصى شنايدر بممارسة رياضات قوة التحمل مثل المشي والركض والسباحة وركوب الدراجات الهوائية بمعدل مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا.

كما يلعب الرقص دورا مهما للغاية في الوقاية من الخرف، حيث يعمل الحفاظ على الإيقاع وترتيب خطوات الرقص على تنشيط المخ.

كما أكدت الجمعية الألمانية لطب نفس الشيخوخة والعلاج النفسي أن المواظبة على ممارسة الرياضة، مثل المشي السريع أو باستخدام العصا أو السباحة، يمكن أن تحد من خطر إصابة كبار السن بأمراض الخرف.

ممارسة الرياضة يمكنها إبطاء مسار عمليات التدهور التي تحدث في المخ أثناء المراحل الأولى لأحد أمراض الخرف

وأرجعت الجمعية الألمانية هذا التأثير إلى دور الرياضة في الحد من عوامل الخطورة التي تسرع وتيرة عمليات تقدم العمر بالمخ من الأساس، مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن والتدخين.

وأوضحت الجمعية أن ممارسة الأنشطة البدنية تعمل على جعل الأوعية الدموية أكثر مرونة، مما يساعد على خفض معدلات ضغط الدم، فضلا عن كونها تقلل من نسب الكوليسترول بالدم مما يحد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وكذلك الأزمات القلبية.

وبينت أن تأثير الرياضة إيجابي وفعال في خفض الوزن مما يحسن من كفاءة توصيل الأكسجين إلى الجسم بأكمله، مشيرة إلى أن الرياضة يمكنها أيضا إبطاء مسار عمليات التدهور التي تحدث بالمخ أثناء المراحل الأولى لأحد أمراض الخرف.

ويمكن أن يؤثر الرقص وغيره من التمارين الحركية الإيقاعية بشكل كبير في إعاقة عمليات تدهور الذاكرة المرتبطة بالتقدم في العمر أو إبطاء مسارها على أقل تقدير، كما أن المواظبة على ممارسة الأنشطة البدنية لها تأثير إيجابي أيضا على حالة المسنين النفسية وشعورهم بالراحة والاسترخاء بشكل عام.

وشددت الجمعية الألمانية على ضرورة الخضوع للفحص لدى الطبيب قبل البدء في ممارسة الرياضة أو الأنشطة البدنية وذلك حتى يستفيد كبار السن من الأنشطة الرياضية دون التعرض لأي مخاطر عند ممارستها.

وأشارت الدراسات إلى أن التدريبات الرياضية المكثفة قد تكون مفيدة في الوقاية من الزهايمر أو الإصابة بالخرف، لأنها “تدفع الدم بقوة إلى المخ”، أكثر من فائدتها فى أمراض القلب.

وقالت دراسة إن الاستمرار فى النشاط معروف بالحماية من الخرف، مشيرة إلى أن التدريب المكثف قد يكون أكثر فعالية في القيام بزيادة تدفق الدم إلى المخ.

ممارسة الأنشطة البدنية تعمل على جعل الأوعية الدموية أكثر مرونة
ممارسة الأنشطة البدنية تعمل على جعل الأوعية الدموية أكثر مرونة

وأضافت أنه من المعروف أن الحفاظ على النشاط هو أحد الإجراءات الوقائية الرئيسية التي يمكن للناس اتخاذها لخفض فرص الإصابة بالخرف، إلا أن التدريبات المكثفة والتي تنطوي على تمارين بأقصى جهد يمكن أن تكون أكثر فعالية للوقاية من الخرف.

وقال الباحثون إن اكتشاف طرق لمكافحة مستويات الدم المتناقص في المخ مع تقدمنا في العمر أمر بالغ الأهمية لمنع التدهور المعرفي.

وقال الدكتور بيلي “التمرين وفترة الراحة كانا مهمّين لزيادة تدفق الدم في الدماغ لدى البالغين الأكبر سناً، ويعتقد أن فوائد التمرينات على وظائف المخ ناتجة عن زيادة تدفق الدم وعدم الإجهاد، وهي القوة التى تستطيع أن تمد الدم على طول بطانة الشرايين، والتي تحدث أثناء التمرين”.

وتهدف الدراسة إلى تحديد نوع أو شكل التمرين الذي يؤدى لزيادة تدفق الدم في المخ، بما يمكّن من المساعدة في تطوير برامج التمرينات لتحسين وظيفة الدماغ.

وقال الدكتور بيلي إن التمرينات المكثفة يمكن أن تشمل المشي وصعود السلالم أو ركوب الدراجات، في حين ركزت هذه الدراسة على الزيادات قصيرة الأجل في تدفق الدم في الدماغ.

وأكد بيلي أن الخطوة التالية هي استكشاف فوائد التمرينات على صحة الدماغ على المدى الطويل، قائلا “نحن نعلم أن الذين يقومون بالتدريبات مدى الحياة أقل عرضة للإصابة بتدهور إدراكي، والاستمتاع بصحة دماغية أفضل في سن أكبر، مقارنة بأولئك الذين لا يمارسون التمرينات”.

كما انتهت دراسة طبية حديثة إلى أن ممارسة التمارين الرياضية تساهم في تحفيز هرمون في الجسم يؤدي إلى نمو أكبر في خلايا الدماغ، وهو ما يمكن أن يمنع الإصابة بمرض الزهايمر بشكل جزئي أو كامل.

على الرغم من عقود من الأبحاث والمحاولات، لم يتم العثور على أي عقار لمنع الإصابة بهذا المرض حتى الآن

وأشارت الدراسة إلى أن الهرمون الذي يتم إفرازه في الجسم أثناء ممارسة التمارين الرياضية ويحمل اسم “إرسين” ينخفض في أدمغة الأشخاص المصابين بالزهايمر، أما إفرازه الإضافي عند ممارسة الرياضة فيحمي من فقدان الذاكرة وتلف الدماغ لدى الحيوانات.

وأجريت التجارب على الفئران، حيث وجد العلماء أن ضعف الذاكرة لم يتطور لدى الفئران التي قامت بالسباحة كل يوم تقريبا لمدة خمسة أسابيع، وذلك على الرغم من حقنها بالبروتين الذي يؤدي إلى انسداد خلايا المخ المرتبط بالزهايمر.

ولم يقتصر الأمر على أن الرياضة تحمي بالفعل من الخرف، بل يمكن أن تكون الحل لمنع المرض بشكل كامل، بحسب الدراسة.

وقال الدكتور أوتافيو أرانسيو أستاذ علم الأمراض وبيولوجيا الخلايا بجامعة كولومبيا “أنا أشجع الجميع على ممارسة الرياضة لتعزيز وظائف الدماغ وصحة الجسم بشكل عام”.

لكنه أشار إلى أن “ممارسة الرياضة قد تكون أمرا صعبا أو غير ممكن لكبار السن الذين يعانون من أمراض مرتبطة بالعمر مثل أمراض القلب والتهاب المفاصل أو الخرف، وهو ما يجعل هناك حاجة خاصة إلى أدوية تدعم إفراز هرمون ‘إرسين’ بما يؤدي إلى تجنيبهم المرض”.

وعلى الرغم من عقود من الأبحاث والمحاولات، لم يتم العثور على أي عقار لمنع الإصابة هذا المرض حتى الآن، وقد انسحبت العديد من شركات الأدوية الكبرى من الاختبار كلياً في هذا المجال.

وأظهرت الأبحاث الحديثة أن هرمون “إيرسين” يحفز نمو خلايا المخ في منطقة بالدماغ مرتبطة بالذاكرة والتعلم، فيما يبحث العلماء حاليا عن مركبات دوائية يمكن أن تزيد من مستويات هرمون الدماغ، أو يمكن أن تحاكي عمله.

16