التكنولوجيا تحيي الزمن الجميل وتغير حياة المسنين

شركات التكنولوجيا تعمل على إدخال العالم الرقمي إلى يوميات المسنين الذين قاوموا طويلا موجة الهواتف الذكية والتطبيقات لمكافحة الملل في فترة الحجر الصحي.
الاثنين 2020/06/01
التكنولوجيا مذهلة

لندن- قبل بدء تدابير العزل في بريطانيا لمكافحة وباء كوفيد – 19، لم تكن باميلا كوكس قد أجرت أي عملية مصرفية أو مشتريات عبر الإنترنت… لكن هذه المتقاعدة البالغة من العمر 73 عاما باتت على غرار الكثير من أترابها جزءا من جيل جديد من مستكشفي الإنترنت لمكافحة الملل في فترة الحجر.

الأسبوع الماضي في الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لانتصار الحلفاء في أوروبا على ألمانيا النازية، شهد الحي الذي تقطنه كوكس في بركنهيد في شمال إنجلترا حفلة صغيرة شاركت فيها مجموعة أشخاص كل أمام باب منزله عبر تطبيق واتساب.

وتقول هذه السكرتيرة السابقة ردا على أسئلة عبر الهاتف “تخيلوا لو حصل هذا الحجر قبل سنوات، لكان الوضع كارثيا، غير أن التكنولوجيا اليوم مذهلة”. وتوضح “لقد تعلمنا الكثير في الأسابيع الأخيرة”، متحدثة عن تمضيتها جل وقتها في اتصالات الفيديو مع أحفادها الثلاثة إضافة إلى متابعة القداسات عبر الإنترنت، ودفع الفواتير وابتياع الحاجيات إلكترونيا، بفضل صفحة تابعة لبقّال مجاور على فيسبوك.

وتعزو كوكس الفضل في هذه الخبرة الجديدة التي اكتسبتها إلى شركة “وي آر ديجيتال” الاستشارية التي تعمل لحساب مصرف “لويدز” لمساعدة الزبائن الأكبر سنا على التكيف مع خدمات المصارف الإلكترونية.

وتعمل الشركة أيضا مع الحكومة لمساعدة الأشخاص ذوي الدخل المحدود في الحصول على مخصصاتهم.

ساهم الحجر المنزلي في تسريع استخدام وسائل الاتصال الرقمي خصوصا بعدما علّم الشباب كبار العائلة طريقة استخدام تطبيقات مثل زوم وسكايب للبقاء على اتصال رغم التباعد

ويشير المدير العام للشركة، ماثيو آدم، إلى أن “الإقصاء الرقمي (أصبح) مشكلة صارخة أكثر من أي وقت مضى”.

ويقول “(صرنا) نشهد طلبا على خدماتنا أكثر من أي وقت مضى، من الشركات إلى السلطات المحلية، كما يسجل اهتمام بالأشخاص الأكثر ضعفا من الحكومة ووزارة الخزانة”.

وتَعد شركات مثل “وي آر ديجيتال” بإدخال العالم الرقمي إلى يوميات المسنين الذين قاوموا طويلا موجة الهواتف الذكية والتطبيقات والخدمات الإلكترونية.

ويلفت ماثيو آدم إلى أن هذا الأمر يقوم أساسا على استقطاب هذه الفئة السكانية من خلال تقديم ما يهمها. حيث ساهم الحجر المنزلي في تسريع استخدام وسائل الاتصال الرقمي خصوصا بعدما علّم الشباب كبار العائلة طريقة استخدام تطبيقات مثل زوم وسكايب للبقاء على اتصال رغم التباعد.

وقد شجعت إيزابيل رينولدز، وهي مخرجة في لندن، جدها على استخدام جهاز الكمبيوتر في لعبة السكرابل بمختلف أشكالها أو قراءة الرسائل الإلكترونية.  وتعطي الحكومات والشركات أهمية كبرى لمواقعها الإلكترونية بهدف ترشيد الخدمات وتوفير اليد العاملة والرواتب.

ويلفت آدم إلى أن “الخبثاء سيذهبون إلى القول بلا شك إن المصارف وغيرها من الشركات ستستغل الظرف لتسريع إغلاق فروعها” المحلية، لكن “هذا هو الاتجاه الذي كان يسلكه العالم قبل الوباء”.

وتقول كوكس “قبلا لم نكن نرى حقا جيراننا، أما الآن فبتنا أصدقاء مقربين، الوضع مريع، لكن مع ذلك عدنا إلى الزمن الجميل”.

12