التعليم.. الأمل الوحيد للشرق الأوسط

الثلاثاء 2016/11/08

يجري حاليا قتال شرس بين التحالف المدعوم من الولايات المتحدة، والذي يضم قوات دعم من المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة، للإطاحة بتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الموصل العراقية. وقالت الأمم المتحدة إنها تتوقع أن حوالي 150 ألف شخص نزحوا بسبب القتال بحثا عن مأوى في المخيمات المؤقتة.

في جميع الاحتمالات، من المرجح أن ترتفع هذه الأرقام لتبلغ نفس الحجم الذي شهدته المعركة من أجل السيطرة على الرقة؛ المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، بمجرد انطلاقتها، وفتح جبهة ثانية ضد الجماعة الجهادية المتطرفة. ومع اقتراب الشتاء، هناك أسباب تدعو إلى الخوف على صحة هؤلاء النازحين الذين سوف يقضون معظم الشتاء تحت خيام الأمم المتحدة.

ما الذي يتطلبه الأمر لتحقيق المصالحة في صراعات الشرق الأوسط؟ إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية أمر جيد، لكن كيف يمكننا تجنب تكرار مثل هذا العنف، الجواب هو التعليم، والتعليم، والمزيد من التعليم

وإذا حكمنا من خلال حجم وضراوة القتال في الموصل، فمن المتوقع أنه قد يستغرق شهورا قبل أن تصبح ثاني أكبر مدينة عراقية آمنة وتتم إعادة توطين سكانها. يجب أن تبدأ القوى المشاركة في التحالف للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية -المجموعة التي تقودها الولايات المتحدة، والأخرى التي تقودها إلى جانب مشاركة الدول العربية- في التفكير في مستقبل الموصل والرقة والمناطق المجاورة، وفي سكانها المسحوقين، وأين يمكنهم الذهاب إذا غادروا مساكنهم.

هناك نوعان من المعارك يجب أن تخاض، الأولى هي إزالة التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية. والثانية، وهي أكثر صعوبة من الأولى، وهي تثقيف الناس في المنطقة لتجنب تكرار الصراعات الماضية.

إذا نظر الفرد إلى تاريخ المنطقة كدليل على ما يمكن أن يكون عليه مستقبلها، يبدو التكهن قاتما إلى حدّ ما. قبل نهاية هذه المعارك، لا يزال الوقت مناسبا لاتخاذ الإجراءات اللازمة والتفكير مليا كيف سيكون مستقبل السكان في هذه المنطقة. لا ينبغي أن يُترك مئات الآلاف من الناس عاطلين لأشهر وسنوات في خيام اللاجئين. وبذلك يتم توفير مجندين محتملين لإدامة سلسلة لا تنتهي من العنف.

الدول العربية التي استثمرت كثيرا في تمويل الحروب بالعراق وسوريا ينبغي أن تستمر استثماراتها في هذين البلدين بمجرد أن ينتهي القتال. هذه المرة يجب أن تستثمر في إعادة البناء ليس فقط الجوانب المادية من المدن والبلدات المتضررة، ولكن أن تساهم أيضا في إنشاء تعليم مناسب للأطفال. وينبغي أن يشمل التعليم الديني.

هناك مجال واحد للانطلاق في إعادة البناء هو قيادة سكان العراق وسوريا عبر المياه المجهولة للمصالحة الوطنية. تقليديا، يميل العداء في ذلك الجزء من العالم إلى أن يصبح انتقاما، وفلسفة العين بالعين. والمشكلة مع الطرق القديمة هي أنها تطفئ الرغبة في الانتقام الفوري، ولكن قد تؤدي إلى أن تتوارث الأجيال في المستقبل هذه المشكلات.

ما الذي يتطلبه الأمر لتحقيق المصالحة في صراعات الشرق الأوسط؟ ما الذي يتطلبه الأمر كي يحل الحوار والنضج السياسي محل الفتنة وردود الفعل المتسرعة وغير المحسوبة؟ إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية سوف يكون أمرا جيّدا، ولكن كيف يمكننا تجنب تكرار مثل هذا العنف؟ الجواب هو التعليم، والتعليم، والمزيد من التعليم. والسؤال المناسب هو: من هو المسؤول عن هذا التعليم؟

عن العرب ويكلي

محلل سياسي أميركي

17