الترجي يعوّل على تطور مستواه لمواصلة البقاء في القمة

تزامنت بداية العام الحالي بتألق لافت في مسيرة الترجي التونسي، حيث حقق نتائج رائعة محليا وقاريا جعلته يتطلع لمواصلة الاحتفال بالذكرى المئة لتأسيسه بتفاؤل غير محدود. فالفريق بدا أقوى بكثير من ذي قبل، ونجح باقتدار في فرض “سلطانه” محليا بعد أن ابتعد في صدارة الدوري المحلي، كما أثبت للجميع أنه غير مستعد للتنازل على لقبه الأفريقي في ظل نتائجه الممتازة إلى حد الآن في دوري الأبطال.
تونس - منذ فترة قصيرة وتحديدا عقب التتويج باللقب الأفريقي الثالث ضمن دوري الأبطال، أوضح رئيس الترجي الرياضي حمدي المدب أن الاحتفال بمئوية النادي يجب ألا تقتصر على هذا اللقب، مؤكدا أن سيعمل كل ما في وسعه من أجل تطوير أداء الفريق وجعله أقوى بكثير خلال سنة 2019 التي تتزامن مع الاحتفال بهذه الذكرى.
ويبدو أن تأكيدات رئيس الترجي بدأت تتجسم على أرض الواقع، فالفريق قدّم عروضا متميزة للغاية طيلة هذه الفترة، فمباشرة بعد العودة إلى تونس إثر الانتهاء من المشاركة في كأس العالم للأندية التي أقيمت في الإمارات، خاض الترجي تسع مباريات ضمن المنافسات المحلية والقارية ليحقق الفوز في ست مباريات ويتعادل في ثلاث مباريات خاضها خارج أرضه، بالمقابل لم يتعرض لأي خسارة.
هذه النتائج اقترنت في أغلب المباريات بتقديم عروض مميزة جعلت أنصار النادي سعداء للغاية ومتفائلين بأن الترجي قادر على فرض كلمته في كل المسابقات التي يشارك فيها هذا العام، ولعل تصريح مدرب الفريق معين الشعباني لـ”العرب” يؤكد مدى ارتفاع منسوب الثقة لدى الجميع في الفريق حيث أوضح قائلا “لقد زاد تتويجنا باللقب الأفريقي الأخير في دعم ثقتنا في قدراتنا، وجعلنا نواصل العمل في ظروف إيجابية للغاية، وهذا الأمر انعكس إيجابا على نتائج الترجي ومستواه، لنحقق نتائج ممتازة للغاية في هذه المرحلة الحاسمة من الموسم”.
ما يحسب للترجي أنه من أكثر الفرق قدرة على التعامل مع سوق الانتقالات، لذلك فإن أغلب التعاقدات تكون ناجحة
الشعباني بدا واثقا تماما في إمكانات لاعبيه ليضيف “ليس من السهل المحافظة على نفس الأداء المميز، لكن الترجي نجح في تحقيق هذا الأمر، بل وفّق في تطوير مستواه وأقنع الجميع بمؤهلاته وقدرته على الذهاب بعيدا في مختلف المسابقات هذا الموسم، النتائج الأخيرة تؤكد أن لدينا فريقا قويا ومستواه في تطور دائم”.
عوّل الترجي الرياضي خلال الموسم الماضي على مجموعة متناغمة من اللاعبين، ويبقى القاسم المشترك بين هؤلاء أنهم شاركوا باستمرار مع الفريق منذ فترة طويلة، ورغم تغيير الجهاز الفني إلا أن ذلك لم يؤثر في عطائهم، بل نجح النادي بفضل انتظام مردودهم في تحقيق الهدف الأول وهو الحصول على اللقاب القاري، وفي هذا السياق يمكن القول إن وجود لاعبين مثل شمس الدين الذوادي وأنيس البدري وخليل شمام ويوسف البلايلي وطه ياسين الخنيسي مع الترجي ولعبهم باستمرار منذ مواسم أدى إلى تكريس الاستمرارية المطلوبة، ليجني بذلك الفريق ثمار هذا الاستقرار.
الاستمرارية في الترجي ليست حكرا على الرصيد البشري فحسب، بل هي عنوان الاستقرار الإداري بالأساس، فالترجي هو الفريق التونسي الوحيد حاليا الذي لم يتغيّر رئيسه منذ سنوات، وتكفي الإشارة هنا إلى أن الرئيس الحالي يسيّر النادي منذ أكثر من عشرة أعوام، حقق خلالها الترجي عديد المكاسب والنجاحات، قبل أن يتطور مستواه بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة.

ما يحسب للترجي أنه يكاد أكثر الفرق التونسية قدرة على التعامل المثالي في سوق انتقالات اللاعبين، لذلك فإن أغلب التعاقدات تكون ناجحة وتضمن الإضافة إلى الفريق، وبحكم الخبرة التي أصبحت تميّز إدارة النادي، عادة ما تكون الانتدابات موجهة ومتقنة، وكل لاعب جديد غالبا ما يحقق النجاح المنشود.
وتكفي هنا الإشارة إلى تألق أنيس البدري القادم منذ حوالي ثلاثة مواسم من الدوري البلجيكي ويوسف البلايلي العائد للترجي بعد أن كاد يلفه النسيان إثر تورطه في قضية تعاطي المنشطات، إضافة إلى الكاميروني فرانك كوم والإيفواري فوسيني كوليبالي، وصولا إلى الليبي حمدو لهوني الذي قدم أوراق اعتماده في أول مباراة يخوضها مع الفريق بعد التعاقد معه في بداية العام.
في هذا السياق أشار أنيس البدري الذي قاد الترجي للفوز في مباراته الأخيرة ضد أورلاندو بيراتس الجنوب أفريقي في تصريحه لـ”العرب”، “كل الظروف ملائمة ومواتية للغاية كي يواصل الترجي تألقه، لقد أثبتنا للجميع أن مستوانا يتطور باستمرار، وهدفنا الأساسي هو الحصول على كل الألقاب الممكنة في هذه السنة التي تقترن بالاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الترجي”.
وتجدر الإشارة إلى موسم احتفالات فريق “باب سويقة” بذكرى تأسيسه مازال مستمرا حيث سيقع تنظيم احتفالية كبرى في 19 فبراير الحالي، وسط توقّعات بحضور شخصيات رياضية بارزة محليا وعالميا.