التحفيز الكهربائي يدرب أكثر من مجموعة عضلية

يؤكد خبراء اللياقة البدنية على فاعلية تمارين التحفيز الكهربائي في إنقاص الوزن وتدريب أكثر من مجموعة عضلية في وقت واحد. لكنهم يحذرون في ذات الحين من المبالغة فيها، لأنها لا تناسب الحوامل ومرضى السكري ومرضى السرطان، والأشخاص الذين يعانون من عدم انتظام دقات القلب.
برلين ـ توفر تمارين التحفيز الكهربائي الوقت والجهد المطلوبين لإنقاص الوزن وتحسين المظهر بطريقة سريعة وفعالة. وتعتمد هذه التقنية على ومضات كهربائية تنشط خلايا عضلات الجسم ولا تتطلب سوى 30 دقيقة.
وقال البروفيسور كلاوس فولكر إن تمارين التحفيز الكهربائي للعضلات “إي.أم.أس” (EMS) تتمتع بمزايا عديدة؛ حيث إنها تعمل على تدريب أكثر من مجموعة عضلية في وقت واحد.
وأضاف أخصائي الطب الرياضي الألماني أن تأثير تمارين “إي.أم.أس” يصل إلى الطبقات العضلية العميقة، مشيرا إلى أنها تعمل على تخفيف متاعب الشد العضلي، وخاصة في الظهر.
ويعد الشد العضلي تقلصات مفاجئة لا إرادية تحدث للعضلات المختلفة وتكون مؤلمة وقد تصيب عضلات الجزء الخلفي من الساق، وعضلات ظهر الفخذ، وعضلات جدار البطن والأقدام. وقد ينتج إرهاق العضلات عن وصول جزئي للدم إلى العضلة، حيث يعاني الأشخاص من صعوبة ضخ الدم إلى الساقين مما يمنع وصوله إلى العضلات.
كما تساعد التمارين على إنقاص الوزن بالاشتراك مع رياضات قوة التحمل (المشي والركض والسباحة وركوب الدراجات الهوائية) وتمارين تقوية العضلات وتعديل النظام الغذائي.
وتعمل تمارين “إي.أم.أس” على تحفيز العضلات، وتُمكن الدم من الوصول إلى العضلات، فيصبح بالتالي حجم العضلة أكبر وترتفع الطاقة لدى الشخص. ويفسر خبراء اللياقة ذلك بأن خلايا العضلات عندما تعمل بمجهود وتمرين معينين تتضاعف، وهذا ما تقوم به تقنية التحفيز الكهربائي تجاه العضلات.
تمارين "إي.أم.أس" تساعد على إنقاص الوزن بالاشتراك مع رياضات قوة التحمل كالمشي والركض وركوب الدراجات
ويشيد خبراء اللياقة البدنية بالفوائد المتعددة لهذه التقنية، فهي ليست فقط رياضة تقليدية لتخفيف الوزن حسب اعتقادهم، وإنما وسيلة أيضا تساعد في القضاء على “السيلوليت” في الجسم، بالإضافة إلى قدرتها على التسريع من عملية الأيض وحرق الدهون وتفعيل العضل.
وتعتمد تقنية التحفيز الكهربائي على برنامجين، يعمل الأول على تفعيل العضلات ويتطلب جلسة واحدة في الأسبوع. ويعمل الثاني على إلغاء “السيلوليت” وتعزيز عملية الأيض وحرق الدهون وهذا يتطلب جلستين إلى ثلاث جلسات في الأسبوع، اعتمادا على جسم كل شخص وعمره.
ويؤكد خبراء اللياقة البدنية على ضرورة تناول الشخص طعاما صحيا وشرب الكثير من الماء بالتوازي مع تمارين التحفيز الكهربائي.
وعلى عكس التمرين الرياضي الذي يتطلب من 4 إلى 6 ساعات في الأسبوع، ليبدأ الشخص غير المتمرس رياضيا بالعمل على عضلاته في كل منطقة لوحدها، وليبدأ بعدها بالحصول على الشكل المطلوب، إذ تمكن تقنية التحفيز الكهربائي وخلال أسبوع واحد، وفي ظرف 20 دقيقة فقط، تفعيل كل العضلات الأساسية في الجسم بأكمله.
كما يمكن للجميع استخدام هذه التقنية في حالة الوضع الصحي الطبيعي، أما لمن يعاني من أمراض الضغط أو القلب والسكري، فيستحسن مراجعة الطبيب أولا.
وشدد فولكر على ضرورة ممارسة تمارين “إي.أم.أس” بشكل صحيح؛ نظرا إلى أن المبالغة في ممارستها قد تُلحق ضررا بالكتلة العضلية في الجسم، علما بأن مدة الوحدة الرياضية تبلغ نحو 20 دقيقة.
وتعد تمارين “إي.أم.أس” مناسبة للكبار والصغار والرياضيين وغير الرياضيين، غير أنها لا تناسب بعض الأشخاص مثل الحوامل ومرضى السكري ومرضى السرطان والأشخاص، الذين يعانون من عدم انتظام دقات القلب وكذلك الأشخاص، الذين يستخدمون منظم ضربات القلب.
وقال البروفيسور شتيفان كنيشت، رئيس الأطباء المتخصص في عيادة سانت موريتيوس للطب الرياضي، بألمانيا إن المبالغة في هذه الرياضة قد تضر بالكليتين والعضلات أيضا .
واستشهد الطبيب بدراسة جديدة أجراها الأطباء في جامعة كولون الرياضية، جاء فيها أن ممارسة رياضة التحفيز العضلي بقوة شديدة، ترفع معدلات إنزيم كرياتين – كينيز 18 مرة في الجسم أكثر من المعدل المعتاد في التمارين الرياضية الأخرى.

ومادة كرياتين – كينيز هي إنزيم وظيفته توفير الطاقة للعضلات، ويمكن لارتفاع معدلاته أن يبعث الاضطراب في عمل الكليتين، وأن يؤدي إلى إصابة العضلات بتمزقات وأضرار.
ويعد عدد الممارسات الأسبوعية لرياضة التحفيز الإلكتروني للعضلات، وشدة التيار المستخدم عاملين هامين في تحديد مدى خطورة الخضوع لتمارين التحفيز الكهربائي. ويمكن للأضرار الجسدية في البشر أن ترتفع أو تقل بحسب هذين العاملين، وبحسب كمية أنزيم كرياتين – كينيز التي يفرزها الجسم.
وينصح خبراء اللياقة البدنية ممارسي هذا النوع من الرياضة بزيارة الطبيب إذا ما أحسوا بآلام عضلية، أو اضطراب في القلب، أو بحالة تعب كبيرة بعد الانتهاء من ممارسة الرياضة التي تحفز العضلات كهربائيا. وقال كنيشت إن هذه الحالات من أعراض فرط ممارسة هذه الرياضة، وهي إنذار أولي بضرورة الكف عن ممارسة التحفيز الكهربائي إلى حين عودة الجسم إلى طبيعته.
وأثبتت الدراسات العلمية أنه يمكن حرق 500 سعرة حرارية خلال جلسة واحدة تدوم فقط 20 دقيقة و3500 سعرة حرارية خلال 48 ساعة بعد جلسات تقنية ذات جودة عالية.
وتعمل هذه التقنية على تنشيط عضلات الجسم عبر سترة خاصة، تتضمن عشرة أقطاب كهربائية موجهة على أجزاء العضلات الرئيسية كالصدر والبطن وأعلى وأسفل الظهر والذراعين والساقين أو الأرداف.
وتساهم تمارين التحفيز الكهربائي في حرق الدهون وبناء العضلات وشد الجسم ومكافحة السيلوليت ورفع مستوى طاقة الجسم. وأظهرت الدراسات العلمية أنه بعد الخضوع لـ12 جلسة من التحفيز الكهربائي نقصت الدهون بنسبة 10 في المئة وزادت الكتلة العضلية بنسبة 29 في المئة ونقص الوزن بـ4 كيلوغرامات، وزادت قوة الجسم بنسبة 30 في المئة، ونقصت منطقة الخصر والأرداف لدى النساء بـ5 سم، ولدى الرجال بـ6 سم.