البوسني - السويسري فلاديمير بيتكوفيتش فرس الرهان الجديد للمنتخب الجزائري

كشف الاتحاد الجزائري لكرة القدم عن هوية المدرب الذي سيتولى تدريب المنتخب الجزائري خلال الفترة القادمة ألا وهو فلاديمير بيتكوفيتش، خلفا للمدرب السابق الجزائري جمال بماضي بعد إقالته على خلفية فشله في بطولة كأس أمم أفريقيا 2024 كوت ديفوار. ولم يكشف الاتحاد الجزائري عن تفاصيل عقد المدرب الذي سيتولى تدريب محاربي الصحراء ومدة التعاقد معه.
الجزائر - عيّن الاتحاد الجزائري لكرة القدم السويسري فلاديمير بيتكوفيتش مدربا جديدا للمنتخب الأول بعد أكثر من شهر على رحيل مواطنه جمال بلماضي المقال من منصبه عقب الإقصاء من الدور الأول لكأس الأمم الأفريقية في كوت ديفوار. وقال الاتحاد في بيان على موقعه الرسمي “الاتحاد الجزائري لكرة القدم يعلن عن إتمام اتفاق تعيين المدرب الوطني الجديد فلاديمير بيتكوفيتش”، مضيفا “سيصل إلى الجزائر الأحد ويعقد مؤتمرا صحفيا الاثنين”.
وأشرف المدرب الكرواتي – البوسني الأصل البالغ 60 سنة على المنتخب السويسري بين 2014 و2021 قبل أن يغادر إلى نادي بوردو دون أن يكمل موسم 2021 – 2022 بسبب النتائج السلبية والتي أدت إلى سقوط النادي الفرنسي إلى الدرجة الثانية.
وتألق المنتخب السويسري بقيادة بيتكوفيتش في كأس أوروبا 2020 التي أقيمت في العام التالي بسبب فايروس كورونا، حيث نجح في إخراج فرنسا بطلة العالم من الدور ثمن النهائي، قبل أن يخرج بصعوبة من ربع النهائي على يد إسبانيا. كما قاد سويسرا إلى المركز الرابع في النسخة الأولى لدوري الأمم الأوروبية موسم 2018 – 2019 عندما خسرت أمام إنجلترا بركلات الترجيح، وثمن نهائي مونديال 2018 وأمم أوروبا 2016.
وستكون المهمة الأساسية لبيتكوفيتش الذي قاد لاتسيو إلى لقب كأس إيطاليا عام 2013، قيادة الجزائر إلى نهائيات كأس العالم المقبلة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك عام 2026، بعدما غابت عن النسخة الأخيرة في قطر العام قبل الماضي.
وتتصدر الجزائر المجموعة السابعة برصيد ست نقاط بفارق ثلاث نقاط عن بوتسوانا وغينيا وأوغندا وموزامبيق، فيما يحتل الصومال المركز الأخير من دون رصيد. ويخوض “محاربو الصحراء” الجولتين الثالثة والرابعة ضد غينيا وأوغندا في الخامس والثامن من يونيو المقبل تواليا. وتستضيف الجزائر دورة دولية ودية في الفترة بين 22 و26 مارس المقبل بمشاركة جنوب أفريقيا وبوليفيا.
وكان الاتحاد الجزائري أعلن رحيل المدرب بلماضي عن المنتخب الأول عقب الخروج المفاجئ، الثاني تواليا، من الدور الأول لكأس أمم أفريقيا مطلع العام الحالي وفاز بها البلد المنظم. وعقب ذلك تم تشكيل لجنة على مستوى الاتحاد لدراسة السير الذاتية للمدربين المقترحين لقيادة محاربي الصحراء، وكان اسم بيتكوفيتش الأكثر تداولا.
انتقادات شديدة
وترأس هذه اللجنة المدير الفني الوطني عامر منسول ومن بين أعضائها المدرب الأسبق للمنتخب رابح سعدان، حيث اجتمعت قبل عشرين يوما لإعداد قائمة قصيرة ضمت إلى جانب بيتكوفيتش، البرتغالي كارلوس كيروش، حسب وسائل إعلام محلية. وذكرت الصحافة الجزائرية أن التفاصيل المالية هي التي عطلت المفاوضات مع السويسري. وحسب صحيفة الخبر، فإن “وكيل أعمال بيتكوفيتش أثار خلال إحدى جلسات التفاوض عن طريق الفيديو أن موكله كان يتقاضى في نادي بوردو 280 ألف يورو شهريا وفي منتخب سويسرا 325 ألف يورو (..) إلا أنه وافق في النهاية على تقاضي 135 ألف يورو شهريا، أي بما يقترب من نصف راتب جمال بلماضي".
وواجه بلماضي (47 عاما) الذي قاد المنتخب الجزائري إلى النجمة القارية الثانية عام 2019 في مصر، انتقادات شديدة بخروجه مرتين متتاليتين من الدور الأول للعرس القاري ومن دون أي انتصار. في كوت ديفوار، تكرّر سيناريو نسخة 2021 التي أقيمت في الكاميرون قبل عامين عندما ودع "محاربو الصحراء" النهائيات من الدور الأول بحلولهم في المركز الأخير من دون أي انتصار (تعادل وخسارتان)، وإن كان خروجهم في النسخة الحالية بنقطتين من تعادلين وخسارة واحدة جاءت في الجولة الأخيرة على يد موريتانيا 0-1.
ولاحق النحس بلماضي الذي مدّد عقده مع الاتحاد الجزائري في أكتوبر الماضي لغاية 2026، حتى في مشواره مع منتخب بلاده في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في قطر 2022، بعد الخسارة القاتلة على أرضه أمام الكاميرون في الدور الفاصل 1-2 بعد التمديد.
وعلى الرغم من اختيار الجزائر الدخول في معسكر تدريبي مبكر في توغو للاعتياد على الأجواء القارية قبل بداية النهائيات في كوت ديفوار تفاديا لـ”كارثة” نسخة الكاميرون، وكذلك فوزيها الوديين الإعداديين الصريحين على توغو 3 – 0 وبوروندي 4-0، لم ينجح الجيل الذهبي للكرة الجزائرية في تحقيق ولو فوز واحد في ثلاث مباريات في بواكي.
وفي بيان إعلان رحيل بلماضي قدّم رئيس الاتحاد وليد صادي اعتذاره إلى الجماهير الجزائرية قائلا "نجدد اعتذارنا لعشّاق المنتخب وللشعب الجزائري، ونعد بتصحيح أخطاء الماضي بهدف واحد هو إعادة القطار إلى السكة، وتجديد أيام التألّق والانتصارات للكرة الجزائرية".
ولم تكن المفاوضات بين الطرفين سهلة، في ظل الشروط الصارمة التي سعت "الاتحادية" لفرضها من أجل تدارك أخطاء الماضي، والتي عطلت عملية الانفصال عن المدرب السابق جمال بلماضي. فرضت "الفاف" على المدرب الأسبق للاتسيو الإيطالي، جملة من الأهداف التي ينبغي تحقيقها لتفادي إنهائه من جانب واحد دون صرف تعويضات مالية. وسيكون فلاديمير بيتكوفيتش مطالبا بقيادة منتخب الجزائر إلى ربع نهائي كأس أمم أفريقيا 2025 على الأقل، بجانب التأهل لنهائيات كأس العالم 2026 من أجل ضمان استمرار عقده حتى عام 2026.
من جهة أخرى، سيكون المدرب السويسري مطالبا بالإقامة في الجزائر بشكل منتظم لفترة 3 أسابيع على الأقل في كل شهر، مع إمكانية مغادرته لفترة أسبوع فقط، شريطة أن يكون سفره للقيام بمهمات مرتبطة بمنتخب الجزائر. وتأتي هذه الخطوة من قبل "الفاف" بهدف ضمان متابعته مباريات الدوري المحلي، الذي يضم عدة مواهب قادرة على إثبات وجودها مع "محاربي الصحراء" في المستقبل القريب.
تمسك الاتحاد الجزائري لكرة القدم بوضع سقف مالي لا يزيد عن 120 ألف يورو عند اختيار المدرب الذي سيخلف جمال بلماضي. وفي هذا الصدد، قبلت "الاتحادية" بشكل استثنائي تجاوز هذا الحد بنحو 15 ألف يورو، خاصة أن بيتكوفيتش كان يتقاضى راتبا شهريا يبلغ 300 ألف يورو خلال فترة إشرافه على منتخب سويسرا. في سياق آخر، تم الاتفاق بين الطرفين على دمج بعض المدربين المحليين ضمن الجهاز الفني لمنتخب الجزائر. وسيتكلف نبيل نغير بمهام المدرب المساعد الثاني، على أن يتكفل مروان مسعي بمهمة مدرب حراس "الخضر".
◙ المهمة الأساسية لبيتكوفيتش ستكون قيادة الجزائر إلى نهائيات كأس العالم المقبلة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك
قبل التعريف بالمدرب الجديد فلاديمير بيتكوفيتش من الجانب الرياضي، لا يُمكن أن نغفل الجانب الاجتماعي لهذه الشخص الذي يحمل 3 جنسيات، وهي البوسنية والسويسرية وكذلك الكرواتية، وقد ولد في سراييفو العاصمة البوسنية في 15 أغسطس عام 1963 ويبلغ من العمر حاليا 60 عاما. وبغض النظر عن جواز سفر البوسني بحكم المولد، فهو يحمل أيضا الجنسية الكرواتية والسويسرية، ويأتي ذلك بسبب والديه اللذين كانا يعملان في قطاع التعليم ويتنقلان كثيرا بين الدول، ما جعل التلميذ فلاديمير بيتكوفيتش يُغير المدرسة عدة مرات، مع الإشارة إلى أنه غادر سراييفو التي ولد فيها عندما كان يبلغ العمر 5 سنوات.
ويملك كذلك فلاديمير بيتكوفيتش مستوى تعليميا وتواصليا ممتازا، كما أنه يتقن العديد من اللغات، وهذا يعود كذلك إلى البلدان الكثيرة التي عاش فيها وعمل بها، فهو يتقن أيضا اللغات الإنجليزية والألمانية والإيطالية وقليلا من الفرنسية، حسب ما أظهرته تجربته السابقة مع نادي بوردو، ما جعل الإعلام السويسري يلقبه بـ"الدكتور"، عندما كان مشرفا على رفقاء النجم شكردان شاكيري.
العودة إلى حياة فلاديمير بيتكوفيتش الرياضية ترسم لنا صورة على أنه لم يكن لاعبا معروفا خلال مسيرته، فهو كان قد بدأ مشواره في الدوري البوسني مع فريق سراييفو عام 1981، وانتهت سنة 1999 مع بوش السويسري. وبقت مسيرة لاعب خط الوسط فلاديمير بيتكوفيتش تتراوح بين أندية بوسنية وسويسرية، عبر أندية مغمورة، مثل لوكارنو السويسري، ورودير بيرجنيدو البوسني، وحتى كوبر السلوفيني، وغيرها، حيث يملك في جعبته الاحترافية 275 مباراة سجل فيها 52 هدفا.
المسيرة التدريبية
خاض فلاديمير بيتكوفيتش أول تجربة له في عالم التدريب عام 1997، وفي الوقت نفسه كلاعب مع نادي بيليزونا السويسري، ثم كمدرب فقط مع نادي مالكونتي أجنو من عام 1999 إلى 2004، ثم العودة مجددا إلى فريق بيلينزونا الذي قاده إلى نهائي كأس سويسرا عام 2008 وخسره ضد نادي بازل المتمرس، والموسم نفسه شهد صعوده بالفريق إلى القسم الممتاز السويسري.
وجاءت تجارب فلاديمير بيتكوفيتش مع الأندية السويسرية تبعا، على غرار تعيينه موسم 2008 إلى 2009 مدربا لفريق يونغ بويز المعروف على الساحة السويسرية، وحتى الأوروبية واحتل معه المركز الثاني في الموسم نفسه، قبل أن يقال من منصبه عام 2011 رغم احتلاله المركز الثالث، أما في عام 2011 فقد أصبح المدير الفني لفريق سامسون التركي، قبل أن يستقيل من منصبه عام 2012، تلت ذلك تجربته كمدرب مؤقت لنادي سيون نهاية العام نفسه.
◙ المفاوضات بين الطرفين لم تكن سهلة، في ظل الشروط التي سعت "الاتحادية" لفرضها من أجل تدارك أخطاء الماضي
وتبقى تجربة بيتكوفيتش مع لاتسيو الإيطالي إحدى أبرز تجاربه على مستوى الأندية، حيث كان قد قاده بين عامي 2012 و2014 وفاز معه بكأس إيطاليا عام 2013 على حساب الغريم التقليدي والجار روما في ملعب الأولمبيكو، بهدف البوسني سيناد لوليتش.
وقرر رئيس لاتسيو إقالة فلاديمير بيتكوفيتش من منصبه مدربا لفريق العاصمة الإيطالية، بسبب عدم إبلاغه عن وجود مفاوضات مع الاتحاد السويسري لكرة القدم، ما أدّى إلى نشوب نزاع قانوني بينهما حول طريقة إنهاء العقد. وكان تدريب نادي بوردو آخر تجربة للمدرب فلاديمير بيتكوفيتش قبل اتفاقه مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم، مع أخذ بعين الاعتبار أنها إحدى أسوأ تجاربه، حيث شهد ذلك الموسم سقوط النادي الفرنسي إلى دوري الدرجة الثانية، مع أخذ بعين الاعتبار بداية الفريق السيئة مع مدرب آخر، ورقميا قاد بيتكوفيتش هذا النادي في 25 مباراة فاز معه في 5 وتعادل في 8 مع خسارة 12 مباراة، أي نسبة فوز لم تتعد 20 في المئة.
ويمتلك مدرب المنتخب الجزائري الجديد فلاديمير بيتكوفيتش، 3 جنسيات وهي البوسنية الأم والسويسرية والكرواتية، كما يجيد التحدث بـ5 لغات وهي الإنجليزية والكرواتية والإيطالية والألمانية والروسية. بدأ مسيرته في عالم تدريب كرة القدم عام 1997 من بوابة نادي بيلينزونا السويسري، ليدرب العديد من الأندية في الدوري السويسري والإيطالي والفرنسي، كما تولى تدريب منتخب سويسرا وتحقيق الإنجاز التاريخي معه خلال الفترة ما بين 2014 و2021.
لم يتوج طوال مسيرته التدريبية سوى بلقب وحيد، وهو كأس إيطاليا مع فريق لاتسيو على حساب روما في موسم 2012-2013، بعد التغلب عليه بهدف نظيف دون رد. ولم يكشف الاتحاد الجزائري لكرة القدم عن تفاصيل عقد المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، الذي سيتولى تدريب المنتخب الجزائري (محاربو الصحراء) ومدة التعاقد معه.