البريطانيون يستعيدون مطاعمهم من كورونا

الكثير من المطاعم تواجه قصورا في عدد الطهاة والموظفين المختصين بعد بريكست وثلاث عمليات إغلاق في عام واحد.
الاثنين 2021/05/17
البريطانيون متعطشون للعودة إلى حياتهم الطبيعية

تخفيف إجراءات الإغلاق في بريطانيا سمح بإعادة افتتاح المطاعم والمسارح والحانات، وهو ما سيساعد البريطانيين على استعادة نمط حياتهم الطبيعي بعد أشهر من العزل التي أثّرت على نفسية المواطنين وتسببت في تقليص عدد الموظفين بهذه القطاعات.

لندن - تستعد بريطانيا لدخول مرحلة جديدة في التعامل مع أزمة جائحة كورونا بتخفيف تدابير الإغلاق والذي تعيد المطاعم والحانات والمسارح والأماكن الثقافية بموجبه فتح أبوابها وكذلك استئناف الرحلات إلى الخارج.

وشهدت المملكة المتحدة، التي خضعت لتدابير إغلاق صارمة خلال الشتاء وسجّلت ما يقرب من 128 ألف وفاة، تحسنا ملحوظا في وضعها الصحي.

ويمثّل الإثنين مرحلة فاصلة من مراحل إجراءات رفع الإغلاق مع إعادة فتح دور السينما والمسارح فضلا عن استئناف الخدمة الداخلية للحانات والمطاعم التي أعادت فتح مساحاتها الخارجية في وقت سابق.

وسيسمح مجددا بالاجتماع في الأماكن المغلقة، على أن يقتصر الأمر على ستة أشخاص أو أسرتين كحد أقصى، وسيكون من الممكن تمضية إجازات في الخارج، رغم أن العائدين من بعض الوجهات فقط معفيون من الحجر الصحي عند العودة.

وكان البريطانيون استعادوا خلال أبريل الماضي البعض من حريتهم بالتوجه إلى الحانات وصالونات تصفيف الشعر والتسوق، مع رفع الكثير من قيود احتواء وباء كوفيد – 19 الذي يسجل تراجعا في البلاد بسبب حملات التلقيح الكثيفة وآثار الإغلاق.

وتوجه البعض إلى الحانات وآخرون إلى صالونات تصفيف الشعر بعد منتصف الليل مباشرة، فيما تشكلت صفوف طويلة في وقت مبكر أمام بعض متاجر الألبسة، وهذا ما يتوقع أن يحدث مع الساعات الأولى لافتتاح المطاعم لاسيما أن البريطانيين متعطشون للعودة إلى نمط حياتهم الطبيعي.

ولئن بدأت المطاعم تستعد لإعادة فتح أبوابها بالكامل الاثنين فإن الأمر بالنسبة إلى آخرين قد يستغرق بعض الوقت قبل أن تعود الأعمال إلى طبيعتها وذلك نتيجة قيود السفر التي تسببت في غياب السياح.

وتضرر قطاع الضيافة في بريطانيا بشدة من الوباء إثر منع المطاعم من الخدمة في الأماكن المغلقة خلال أشهر الشتاء.

Thumbnail

وفي الوقت الذي عادت فيه المطاعم البريطانية إلى فتح أبوابها أمام الزوار للمرة الأولى بعد خمسة أشهر من التوقف، تواجه الكثير منها قصورا في عدد الطهاة والموظفين المختصين بعد البريكست وثلاث عمليات إغلاق في عام واحد، ما دفع العديد من العاملين في القطاع إلى مغادرته.

ووفقا لوكالة بلومبيرغ قال ديفيد مور مالك أحد أكبر المطاعم الحائزة على نجوم ميشلان “تواجه الصناعة نقصا في المهارات هائلا وخطيرا للغاية”.

وأضاف “يعد هذا بمثابة مؤشر على الندوب التي خلفتها الجائحة على الاقتصاد البريطاني، الندوب التي من الممكن أن تعيق تعافيه من أسوأ ركود يواجهه منذ ثلاثة قرون”.

أما الشيف كلير سميث التي فازت مؤخرا بجائزة 3 نجوم ميشلان لمطعمها “كور” الواقع في حي نوتينغ هيل بلندن فهي لا تزال متفائلة على الرغم من التحديات الحالية التي يواجهها القطاع.

وأصبحت سميث البالغة من العمر 42 عاما من أيرلندا الشمالية أول امرأة بريطانية تحصل على 3 نجوم ميشلان في يناير، وواحدة من أربعة طهاة بريطانيين فقط حصلوا على هذا الشرف.

وأكدت سميث أن غرفة الطعام محجوزة بالكامل حتى أغسطس المقبل، ولفتت إلى أن المطعم اضطر إلى خفض عدد الأغطية إلى 44 من 54، إلى جانب خضوع 42 موظفا لاختبارات أسبوعية للفايروسات.

وتأمل سميث في الحفاظ على فريق مطعمها الدولي على الرغم من القواعد الأكثر صرامة بشأن الهجرة من الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ومن المرجح أن تصطدم انتظارات البريطانيين لرفع المزيد من التدابير بالتأجيل، إذ يخشى مسؤولون بريطانيون من أن ارتفاع حالات الإصابة بسلالة فايروس كورونا الهندية قد يجبر الحكومة البريطانية على تأخير خطط إنهاء الإغلاق العام المرتبط بالجائحة.

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حذّر الجمعة من أن السلالة الهندية من فايروس كورونا قد تعرقل خطط رفع الإغلاق في بريطانيا إذا استمرت في الانتشار بعد زيادة مقلقة في عدد الإصابات في بعض الأماكن.

----

 

24