البرتغالي روبن أموريم يسير على خطى جوزيه مورينيو

مدرب واعد يقترب من مصاف الأندية الكبرى.
الخميس 2024/04/25
مسيرة حافلة

يشق البرتغالي روبن أموريم طريق نجاحه مدربا بسرعة كبيرة، حيث قاد سبورتينغ لشبونة إلى لقب دوري كرة القدم الغائب عن خزائنه لـ19 عاما، وبات أحد المرشّحين لخلافة العملاق الألماني يورغن كلوب في ليفربول الإنجليزي، كما أنه يسير في طريق الدوري الإنجليزي.

باريس - بات المدرب البرتغالي روبن أموريم الـ”سبيشال تو” الشغل الشاغل لأفضل أندية أوروبا، بعد أن خطف الأضواء بقوة خلال الفترة الفارطة. ووجد أموريم البالغ اليوم 39 عاما، والفائز مع بنفيكا بلقب الدوري ثلاث مرات، نفسه مُجبرا على الاعتزال بعد موسم قضاه مع الوكرة القطري بالإعارة، توقّف بعده عن ممارسة كرة القدم لأكثر من عام بسبب الإصابة قبل أن يُنهي عقده مع ناديه ويُعلن اعتزاله.

وأجبرته الإصابة على الاعتزال في سن الـ32، بعدما أجرى لاعب الوسط عمليةً جراحيةً لركبته في موسم 2010 – 2011، لكن الإصابة الأقوى جاءت بعدها بأربعة مواسم، حين قُطع رباط ركبته الصليبي وغاب لأكثر من خمسة أشهر قبل انتقاله إلى الدوري القطري.

ولم ينتظر أموريم أكثر من عامٍ لبدء مسيرته التدريبية مع كازابيا في الدرجة الثالثة، لكنه دُفِع إلى الاستقالة بسبب العقوبات التي فُرضت على النادي، كون مدربه الجديد لا يحمل الرخصة التدريبية المطلوبة. ثم تلقى عرضا لتدريب الفريق الرديف لبنفيكا، لكنه اختار براغا وقاده إلى نيل لقب الكأس ومن دون أيّ خسارة في الدوري حيث حلّ ثالثًا.

سرق جوزيه مورينيو الأضواء قبل عشرين عاما. الآن، يبدو أن أموريم سينتقل من البرتغال إلى الدوري الإنجليزي لكرة القدم، حاملا تكهنات تتوقّع ارتقاءه إلى مصاف أبرز المدرّبين في أوروبا. كان مورينيو بعمر الحادية والأربعين عندما غادر بورتو متجها صوب تشيلسي الذي ترك بصمة دامغة في كرة القدم الإنجليزية، بعدما استحوذ عليه الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش.

الآن يبدو أموريم مرشّحا قويا للانتقال إلى الدوري الإنجليزي، بعد تقارير أشارت إلى رغبة ليفربول في استقدامه بدلا من الألماني يورغن كلوب الذي أعلن رحيله في نهاية الموسم، وتواصل وست هام أيضا مع البرتغالي لخلافة الأسكتلندي ديفيد مويز.

بداية المسيرة

حح

جاء مدرّبون آخرون من البرتغال بسمعة سبقتهم. أخفق أندريه فيلاس – بواش في ترجمة التوقعات، بعد أن سار على خطى مورينيو من بورتو إلى تشيلسي في عام 2011. لكن كل المعطيات تشير إلى أن أموريم سيكون مميزا، على غرار اللقب الذي أطلقه مورينو على نفسه في 2004، “لا أعرف ما إذا كنت سأكون جيدا أم سيئا، لكن هذا ما سأكون عليه”، حسب ما قال أموريم لموقع “تريبونا إكسبرسو” في 2017، مؤكّدا خطته للانتقال إلى التدريب.

كان لاعب الوسط قد اعتزل وهو في سن الـ32، بعد مسيرة جيّدة شوّهتها الإصابات. صنع أموريم اسما تدريبيا مع سبورتينغ، بيد أنه لمع كلاعب في صفوف غريم العاصمة بنفيكا، النادي الذي شجّعه منذ كان طفلا والذي يحمل عضويته (سوسيو) منذ نعومة أظفاره. وقال “أرى نفسي مدربا لبنفيكا، أو أحد أكبر الأندية في العالم. الوقت وحده سيخبرنا وسأحتاج إلى الكثير من الحظ”.

بدأ أموريم مسيرته كلاعب مع بيلينينسيش، الفريق المتواضع في بيليم إحدى ضواحي لشبونة المشهورة بفطائر الكسترد. لعب هناك تحت إشراف المدرّب الحالي للهلال السعودي جورجي جيزوس، فساهم في حلوله خامسا في الدوري وبلوغ نهائي مسابقة الكأس عام 2007.

أموريم من المرجح أن ينتقل من البرتغال إلى الدوري الإنجليزي، حاملا تكهنات تتوقّع ارتقاءه إلى مصاف أبرز المدرّبين في أوروبا

في 2008 انضمّ إلى بنفيكا، فاتّحد بعدها بسنة مع جيزوس مجددا. لعب أموريم غالبا في مركز الظهير الأيمن، بفريق ضمّ البرازيلي دافيد لويز والأرجنتيني أنخل دي ماريا وخطف اللقب.

في الموسم التالي رضخ بنفيكا لبورتو بقيادة فيلاس – بواش وعانى أموريم من إصابة في ركبته. احتاج إلى إعارة طويلة في صفوف براغا كي يستعيد مستواه ويعيد إطلاق مسيرته، فعاد إلى بنفيكا مع جيزوس في موسم 2013 – 2014.

لعب غالبا هذه المرّة في خط الوسط، فتألق وأحرز ثلاثية محلية وبلغ نهائي الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)، حيث خسر بركلات الترجيح أمام إشبيلية الإسباني. لم يصبح لاعبا عالميا من الطراز الرفيع بسبب الإصابة، فأنهى مسيرته الاحترافية معارا في صفوف الوكرة القطري سنة 2016.

وصف أموريم مواطنه مورينيو بأنه مرجعه، لكنه يقرّ بأن جيزوس ترك بصمة لديه أكثر من أي مدرّب آخر، إذ لعب تحت إشرافه سبع سنوات. يتذكّر أموريم ذلك قائلا “هذا مضحك، لأني كلاعب واجهت مشكلات عديدة مع جيزوس، على غرار لاعبين آخرين، لأن جيزوس يرهقك”. وتابع “يسعى إلى الكمال حقا. عملت معه فترة طويلة، ومن الواضح أن ما أطلبه من اللاعبين يشبهه تماما، لكني لن أكون مدربا مثل جورجي جيزوس، لأن أسلوبينا مختلفان تماما”.

أموريم الذي حمل ألوان البرتغال في كأسي عالم، بدأ التدريب في 2018 بعمر الثالثة والثلاثين فقط، مع نادي كازا بيّا في لشبونة. أحرز لقب الدرجة الثالثة هناك، لكنه لم يمتلك شهادات التدريب المناسبة. بدأ صعوده مع انتقاله إلى براغا، فدرّب فريقه الرديف قبل أن ينتقل إلى الأساسي في ديسمبر 2019.

بند جزائي ضخم

يي

كان براغا في منتصف الترتيب عندما تولى أموريم تدريبه، لكنه نفّذ عملا مميّزا إلى درجة أن سبورتينغ بعد شهرين فقط أقدم على دفع بنده الجزائي البالغ 10 ملايين يورو، وهو مبلغ خيالي لجلب مدرّب في أي بلد. لم يكن سبورتينغ قد أحرز لقب الدوري البرتغالي منذ 2002، فتحفّظ مشجعوه تجاه خطوة استقدام هذا المشجع لنادي بنفيكا. وقال عند تقديمه “أنا محترف وأنا متحمّس للفوز.

أعرف مدى عراقة هذا النادي. لعبت ضدّه. لست شخصا يخفي ماضيه”. في أوّل موسم كامل له مع سبورتينغ، أحرز اللقب وخسر مباراة يتيمة، بتشكيلة ضمّت أمثال الإسباني بيدرو بورّو وجواو بالينيا وماتيوس نونيش. أموريم الذي يحبّ اللعب بثلاثة لاعبين في قلب الدفاع وممارسة ضغط كبير على المنافس، قاد سبورتينغ إلى دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا.

اقترب معه الآن من لقب جديد في الدوري البرتغالي، علما أن سبورتينغ كان قبل قدومه قد أحرز لقبين فقط في آخر 38 عاما، كما بلغ معه نهائي كأس البرتغال حيث سيلاقي بورتو في أواخر مايو القادم.

تحت إشرافه يتألق لاعبون أمثال المهاجم الإنجليزي ماركوس إدواردز ورأس الحربة السويدي فيكتور غيوكيريش. قال وكيل غيوكيريش حسن تشيتينكايا مؤخرا لصحيفة “أ بولا” البرتغالية “اخترت سبورتينغ لفيكتور فيما عرضت عليه ثمانية أندية عقودا أفضل”.

وتابع “اخترت سبورتينغ بسبب روبن أموريم”. سجّل المهاجم السابق لكوفنتري سيتي الإنجليزي 38 هدفا لسبورتينغ هذا الموسم، ليكون أحد الأمثلة الساطعة لنجاحات أموريم هذا الموسم في ملعب جوزيه ألفالادي.

17