البحث عن مشروع نجاح

صباح جديد وجميل نقول فيه مرحى للنجاح والناجحين ولقصص النجاح التي تنمو بصبر وإصرار وتواصل العمل والإنجاز رغم كل الصعاب.
الخميس 2022/03/17
في كل صباح ثمّة بداية جديدة

في كل صباح ثمّة بداية جديدة وشروع في عمل ما يلبث أن يتراوح ما بين عمل روتيني معتاد كجزء من دورة الحياة ومتطلباتها وما بين إضافة نوعية مهمة لما هو معتاد ومألوف ومتكرّر.

عندما يبدع الإنسان ويخرج عن النمطية يكون قد أسس بشكل أو بآخر لتوجّه جماعي نحو الهدف ذاته، وبذلك لن ينحصر ذلك التميز على فرد بل على مجموعة أو قل جماعات كثيرة ويؤسس لتقاليد عمل ويشجّع على المنافسة، وتلك هي المشاريع الرصينة المستدامة.

هنا سوف تتأسس قصص النجاح التي يبحث عنها كل مجتمع وكل مشروع ومؤسسة ومجموعة، فقصة النجاح هي أقصى ما يمكن أن يحققه العقل البشري من عمل دؤوب واستثنائي يتجاوز المصاعب والعراقيل ويخرج عن النمطية ويفتح أفقا جديدا ومساحة حرة لمزيد من الإبداع.

تراهن الأمم الحية على قصص النجاح تلك فلا تسمح بانطفاء شمعتها تحت أي ظرف من الظروف، فإن كانت بحاجة إلى دعم معنوي فتمنح صانعي قصة النجاح ما يستحقونه من تشجيع وإشادة، وأما إذا كان ثمن استمرار قصص النجاح ماديا، فما قيمة المال المخزون أمام حياة متجددة تتنفس ووجود إنساني خلاق يتفوق وينافس.

هنا في بريطانيا هنالك ما لا يحصى من قصص التأسيس والنجاح لمؤسسات معمّرة مرّت على تأسيسها عقود، بل أن من المعتاد أن تشاهد عبارة تأسس قبل قرن أو قرون من الآن، ومنها صحف ومشاريع صحافية ومشاريع تعليمية وعلمية ومالية وصناعية وغيرها.

◙ واقعيا نحن في أمسّ الحاجة إلى قصص النجاح بعدما شبعنا من رثائيات الفشل، فلا معنى لاستمرارية النواح على الأطلال

هذه المحافظة الدؤوبة على قصص النجاح تقابلها صورة أخرى مأساوية تتعلق بنظرتنا في العالم العربي إلى قصص النجاح التي تجد شعورا سلبيا في وسط بعض الرأي العام الذي في بعض الأحيان ينحو منحى سلبيا باتجاه وأد قصص النجاح أو خنقها أو وضع العراقيل أمامها.

والسؤال هنا، لماذا تضيق بعض الصدور من قصص النجاح؟ أترانا قصيري النفس فلا نتعاطى مع مشاريع معمرة تسير في طريقها بهدوء للوصول إلى قصة النجاح؟

أترانا ننهج نهجا صحيحا عندما في كل مرة نؤسس مشروعا ثم نملّ منه ونأتي بغيره؟

تلغى مشاريع وحتى مؤسسات أحيانا مع تغيّر المسؤول أو المدير وتلك هي ثغرة غياب التقاليد المستدامة التي هي ثغرة كارثية.

بالطبع، إن فرضيات فنتازية كهذه لا يمكن أن تؤسس لمناهج عمل ولا مشاريع مستدامة وطويلة الأمد ونحن في هذا لسنا نعيش في جزيرة معزولة، فالأمم الناهضة والمتطورة تعتز بانتماء قصص النجاح إليها حتى ولو كان من بينها ما هو مشروع شخصي وليس حكومي ولا جماعي بالضرورة، فالقوم يبحثون عن أي بصيص لقصص نجاح يغذونها ويستثمرون فيها ويسهمون في تطويرها ماديا ومعنويا، المهم هو أن تبقى وتتطور وتنمو وتكبر مثل أية شجرة معمرة لا تضعفها عوامل الزمن ولا تشيخ ولا تترهل.

واقعيا نحن في أمسّ الحاجة إلى قصص النجاح بعدما شبعنا من رثائيات الفشل، فلا معنى لاستمرارية النواح على الأطلال وعلى ما تبعثر من بين أيدينا لزهدنا أحيانا بما عندنا وانبهارنا بما عند الآخر.

الآخر ببساطة شديدة يشعل ألف شمعة لكل قصة نجاح، فيما هنالك من بيننا من يرى قصة النجاح مثل شمعة واحدة وحيدة تصارع ريح الزمن وبدل أن يحميها من العاصفة ينفخ هو فيزيد الطين بلة.

صباح جديد وجميل نقول فيه مرحى للنجاح والناجحين ولقصص النجاح التي تنمو بصبر وإصرار وتواصل العمل والإنجاز رغم كل الصعاب والعواصف والعقبات.

20