الاحتفاظ بلقب رالي دكار أكبر تحديات القطري ناصر العطية

النسخة الحالية من منافسات رالي دكار جذبت 778 مشاركا في جميع الفئات (سيارات ودراجات نارية وكوادز وشاحنات).
الجمعة 2024/01/05
المنافسة على أشدها

العلا (السعودية) - ينطلق رالي دكار في نسخته السادسة والأربعين اليوم الجمعة من منطقة العلا، شمال غرب المملكة العربية السعودية على وقع مسعى القطري ناصر صالح العطية للاحتفاظ بلقبه للعام الثالث تواليا ورفع عدد انتصاراته في المجمل إلى ستة.

ويدرك العطية، البطل الأولمبي في مسابقة الرماية، التحديات التي تنتظره هذا العام حيث إلى جانب قرار مغادرته لفريق “تويوتا غازو” الذي أحرز معه اللقب ثلاث مرات للانضمام إلى برودرايف، سيتوجب عليه مواجهة زميله الجديد الفرنسي سيباستيان لوب وثنائي أودي مواطن الأخير ستيفان بيترهانسيل، حامل الرقم القياسي بعدد الانتصارات، والإسباني كارلوس ساينس الفائز ثلاث مرات.

وأبصر رالي دكار النور في 26 ديسمبر 1978 عندما منح مؤسسه الراحل الفرنسي تييري سابين شارة الانطلاقة الأولى في ساحة تروكاديرو في باريس لـ182 آلية، أنهت مغامرتها في العاصمة السنغالية دكار. وبعد 29 عاما من المغامرات في القارة الأفريقية، و11 عاما من الترحال في قارة أميركا الجنوبية من أجل الهروب من التهديدات الأمنية، سيخوض المشاركون غمار المنافسات في الصحارى السعودية للنسخة الخامسة تواليا.

وجذبت النسخة الحالية من دكار 778 مشاركا في جميع الفئات (سيارات ودراجات نارية وكوادز وشاحنات)، من بينهم 135 مبتدئا يشاركون للمرة الأولى في أصعب راليات الرايد الصحراوية، إلى جانب 129 مخضرما خاضوا على الأقل رالي دكار 10 مرات.

وقال مدير سياق دكار وسائق راليات الرايد السابق الفرنسي دافيد كاستيرا “أردت أن يكون دكار صعبا. لقد تميّز بهذه الصفة العام الماضي ولكنني أردت المضي قدما”. ويجتاز رالي دكار الذي يشكّل الجولة الأولى من بطولة العالم للراليات الصحراوية الطويلة، المملكة من الغرب إلى الشرق في 14 يوما، حيث تبلغ مسافته الإجمالية 7861 كيلومترا، منها 4716 كيلومترا مراحل خاصة بالسرعة.

خخ

ويواصل المشاركون مسارهم نحو الجنوب والشرق لمدة ثلاثة أيام في صحراء الربع الخالي، حيث ستقام للمرة الأولى مرحلة لمدة يومين في شبيطة، أطلق عليها تسمية “48 ساعة”، وتبلغ مسافتها الإجمالية 781 كيلومترا ، منها 572 كيلومترا مرحلة خاصة. وبعد يوم الراحة في العاصمة الرياض (13 يناير)، يخوض المشاركون مرحلة بمسافة 873 كيلومترا، منها 483 كيلومترا مرحلة خاصة، وهي الأطول في رالي دكار وتتميّز بمسارات صعبة تمر بين الأخاديد الصخرية وأجزاء من الكثبان الرملية.

ويختتم الرالي في 19 يناير، مع المرحلة الثانية عشرة التي تقام في ينبع على شواطئ البحر الأحمر.

ويتنقل العطية (53 عاما) بين الكثبان الرملية وميادين الرماية حيث نال الميدالية البرونزية في أولمبياد لندن 2012، وفي سبتمبر أضاف ميداليتين في دورة الألعاب الآسيوية إلى سجله المرصع بالمعدن الأصفر الذي ظفر به عامي 2002 و2010. ووضع “سوبرمان” استعداداته لأولمبياده السابع في باريس في يوليو جانبا في مسعاه لأن يصبح السائق الثالث فقط الذي يفوز بلقب رالي دكار ثلاثة أعوام تواليا، وذلك بعد الفنلندي آري فاتانن (1989 و1990 و1991) والفرنسي بيار لارتيغ (1994 و1995 و1996).

وقال العطية للموقع الرسمي للرالي “كان رالي دكار الأخير صعبا على الجميع. من الصعب التصديق أنني تمكنت من الاحتفاظ بلقبي”. وفاز العطية بلقب رالي دكار لأول مرة عام 2011 مع فولكسفاكن، وكرّر السيناريو ذاته عام 2015 خلف مقود ميني قبل أن يحتل المركز الأول مع تويوتا أعوام 2019 و2022 و2023. والعام الماضي، قرر الرحيل عن الصانع الياباني للجلوس خلف مقود سيارة برودرايف هانتر بألوان فريقه الخاص “ناصر للسباقات”.

بدوره، يقود لوب سيارة برودرايف ولكن بألوان فريق “بي آر إكس”. وقال بطل العالم للراليات تسع مرات الأربعاء في مؤتمر صحفي في العلا “الفوز برالي داكار هو هاجسي”. وما زال لوب يلهث خلف لقبه الأول في رالي دكار، علما أنه احتل المركز الثاني في النسختين الأخيرتين خلف العطية وفاز في سبع مراحل خاصة في النسخة الأخيرة.

وأثنى العطية على زميله الجديد، مؤكدا أنه يكنّ “الكثير من الاحترام” للوب الذي يشارك برالي دكار للمرة الثامنة مع الكثير من التفاؤل.

من ناحيته، قال الفرنسي البالغ 49 عاما “ما أتذكره من رالي دكار الأخير هو أن المركز الثاني كان بمثابة حافز للمستقبل لأننا كان بإمكاننا دخول معترك المنافسة”. وتابع “علينا الآن أن نجمع كل شيء معا لتحقيق الفوز. بالطبع، ليس من السهل التغلب على ناصر العطية و(ملاحه الفرنسي) ماتيو بوميل. نادرا ما يرتكبان الأخطاء ولفعل ذلك يجب أن يتعرضا للمشاكل”.

حح

17