الاتحاد الدولي لكرة القدم يحسم الجدل حول إضافة عقوبة البطاقة الزرقاء

نفى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) نيته إضافة عقوبة الورقة الزرقاء في رياضة كرة القدم، مؤكدا أنه لن يتم استخدامها مطلقا في مختلف التظاهرات، وذلك بعد انتقادات جماهيرية لاذعة حول التأثير السلبي للعقوبة الجديدة على الطابع الفرجوي للرياضة الشعبية الأولى في العام.
زيورخ - حسم السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الجدل الدائر حول استخدام البطاقة الزرقاء في مباريات كرة القدم خلال الفترة المقبلة. وقال إنفانتينو لشبكة “سكاي”، حول استخدام البطاقة الزرقاء، “هذا موضوع غير موجود بالنسبة إلينا، لن يتم استخدامها في المباريات الاحترافية على الإطلاق، لا يمكننا أن نفعل ذلك أبدا".
وأضاف "في كل الأحوال نحن منفتحون دائماً على كل الأفكار المقترحة، ولكن في ما يخص هذا الأمر يتعيّن علينا أن نحمي تقاليد وتراث كرة القدم، وبالتالي لن يكون هناك أيّ وجود للبطاقات الزرقاء". وكانت صحيفة "تليغراف" البريطانية قد أكدت أن مشرعي كرة القدم في مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم وافقوا على تطبيق قرار البطاقة الزرقاء خلال مباريات كرة القدم. وأشارت إلى أنه سيتم استخدام البطاقة الزرقاء لإجبار اللاعب على الخروج من الملعب لمدة 10 دقائق، إذا ارتكب خطأ يمنع هجمة تعتبر خطيرة أو إذا احتج بشدة على الحكم.
وأضافت الصحيفة، أنه في حال تلقى اللاعب نفسه بطاقتين زرقاوين فهذا يعني طرده نهائيا من المباراة، وأكدت الصحيفة أنه من المتوقع إجراء المرحلة الأولى من الاختبار، ربما في كأس الاتحاد الإنجليزي، حيث لن يتم استخدامه في البداية في المسابقات الكبرى.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم أصدر بيانا رسميا في وقت سابق، عبر منصة إكس بشأن البطاقة الزرقاء، قائلا “يرغب فيفا في توضيح أن التقارير حول ما يسمى بـ’البطاقة الزرقاء’ في مستويات النخبة لكرة القدم غير صحيحة وسابقة لأوانها”. وأضاف "أيّ تجارب من هذا القبيل، في حالة تنفيذها، يجب أن تقتصر على الاختبار بطريقة مسؤولة على المستويات الأدنى، وهو الموقف الذي يعتزم فيفا التأكيد عليه عند مناقشة هذا البند من جدول الأعمال في الجمعية العامة لمجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم".
وحدثت قبل أسابيع، ثورة بين مشجعي كرة القدم إثر إعلان اعتزام إدخال بطاقة جديدة إلى الملاعب، وهي البطاقة الزرقاء، إلى جانب البطاقتين الشهيرتين، الحمراء والصفراء، لكن تقارير موثوقة تفيد الآن بأن تلك الخطة معرضة للإلغاء قبل أن ترى النور، إثر رد الفعل العنيف من قبل المشجعين في كل مكان، مع عدم اقتناع المسؤولين أيضا بضرورة تغير القواعد في اللعبة كل فترة وجيزة. وكان منتظرًا أن يتم إصدار أول بطاقة جديدة في كرة القدم منذ أكثر من نصف قرن، حيث تم تقديم البطاقات الصفراء والحمراء في عام 1970 وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا.
والآن، تم تأجيل المقترحات الأولية المقدمة من مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم "إيفاب" بعد المعارضة المتزايدة لهذه الفكرة. وبحسب صحيفة "تليغراف" البريطانية، فإن مسؤولي "إيفاب" غير مقتنعين بأن البطاقة الزرقاء ستفرض أيّ جزء تأديبي ذي معنى في عالم كرة القدم. لكن هذا لم يبنَ عليه إلى الآن أيّ قرار رسمي، ولا تزال النية معقدة بين الكثير من أوساط الاتحادات الكروية لبدء تطبيق المشروع حال إقراره، بحلول الصيف المقبل.
وسبق أن أفادت تقارير بأن خطط إدخال تجربة البطاقات الزرقاء في كرة القدم أصبحت “موضع شك” بعد رد فعل عنيف ملحوظ ضد المقترحات، إذ شعر مشجعو كرة القدم والنقاد بالحيرة التي تفيد بأن البطاقة الجديدة ستُجرّب على اللاعبين الذين يرتكبون مخالفات بسيطة لمدة عشر دقائق، إذ يزعم المشجعون الغاضبون أن تغيير القاعدة الجديد من شأنه أن يدمّر اللعبة.
وعبر المشجعون لكرة القدم ومدراء الدوري الإنجليزي الممتاز واللاعبون السابقون عن غضبهم من قرار واضعي قواعد الرياضة بتقديم “البطاقة الزرقاء” للمحاكمة لمدة عشر دقائق، وقال البعض إن المباريات بشكلها الحماسي المعتاد قد انتهت.
وبينما انتقد أسطورة أرسنال بول ميرسون الفكرة ووصفها بأنها “مضيعة للوقت” قائلاً “إنها ستقتل اللعبة وتخلق “كرة القدم الأكثر مللاً على الإطلاق”، قال مدرب توتنهام أنجي بوستيكوجلو، وشون دايك مدرب إيفرتون، وروي هودجسون مدرب كريستال بالاس – وهم من بين مدراء الدوري الإنجليزي الممتاز الذين أعربوا سابقاً عن معارضتهم لـ”البطاقات الزرقاء”- إن هذا الإجراء من شأنه أن يضيف مزيداً من الانزعاج للجماهير وبعض المدراء الذين يشعرون بالانزعاج بالفعل من معاناة الاتحاد واستخدام تقنية الفيديو (var).
ولن يتم استخدام البطاقة الجديدة في بطولة أوروبا هذا الصيف أو دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل بعد أن قال رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ألكسندر تشيفيرين، لصحيفة “تليغراف سبورت” الشهر الماضي إنه يعارضها تماماً.
وفي عام 1970، خلال كأس العالم الذي أقيم في المكسيك، ظهر النظام لأول مرة. وجرى استخدام البطاقات الصفراء لتحذير اللاعبين من ارتكاب مخالفات بسيطة، بينما كانت البطاقات الحمراء تعني طرد اللاعب من المباراة بسبب سوء سلوك جسيم. وقد وفّرت هذه الطريقة البسيطة والفعالة الوضوح والشفافية في إدارة الأمور، ما سمح للاعبين بفهم خطورة أفعالهم وتشجيع اللعب النظيف.
وبعدما فشلت تمامًا فكرة تطبيق عقوبة الثواني الست على حراس المرمى، فكر مجلس قوانين كرة القدم العالمية في حل بديل، بعدما وجد أن الحكام يتجاهلون تمامًا معاقبة الحارس الذي يتجاوز الثواني الست والكرة في حوزته، باحتساب ركلة حرة غير مباشرة داخل حدود منطقة الجزاء، وهي العقوبة التي لو تم تطبيقها بحذافيرها لصار علينا مشاهدة ما يشبه ركلة الجزاء عدة مرات خلال كل مباراة.