الإسباني رودري أمل جيل التسعينات في معركة الكرة الذهبية

الثنائي الملكي فينيسيوس جونيور وجود بيلينغهام على خط المنافسة.
الأحد 2024/09/15
التتويج بلقب يورو 2024 يفتح باب الأساطير أمام رودري

يرى رودري، نجم خط وسط منتخب إسبانيا ومانشستر سيتي، أنه “الفائز” بالصراع على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، هذا العام. وخاض رودري في الموسم الماضي 50 مباراة بمختلف المسابقات، رفقة مانشستر سيتي، وسجل 9 أهداف وصنع 14. وتوج متوسط الميدان مع السيتيزنز بكأس العالم للأندية، وكأس السوبر الأوروبي، والبريميرليغ. كما كان عنصرا أساسيا في تشكيلة الماتادور.

مدريد - يشهد سباق الكرة الذهبية لعام 2024 منافسة شديدة مع انتهاء البطولات القارية الكبرى، وتألق العديد من النجوم بأداء استثنائي على أرض الملعب، حيث تُعد جائزة الكرة الذهبية من أرفع الجوائز في عالم كرة القدم، وكان اللاعبون والجماهير ينتظرونها بفارغ الصبر لمعرفة قائمة المرشحين النهائيين لهذا العام، خاصة بعد انتهاء بطولتي كوبا أميركا وكأس الأمم الأوروبية 2024، اللتين أحدثتا تغييرات كبيرة في قائمة المرشحين للفوز بالكرة الذهبية 2024، مما زاد من حدة التشويق والإثارة، خصوصا بعد فوز ليونيل ميسي بجائزة الكرة الذهبية لعام 2023، الذي رفع من سقف التوقعات لهذا العام.

وقد كانت قائمة اللاعبين المرشحين لجائزة الكرة الذهبية لعام 2023 حافلة بالأسماء اللامعة، مما جعل موعد العرض المرتقب حدثا لا يُفوت لعشاق كرة القدم في كل أنحاء العالم. ويُعد الإسباني رودري لاعب خط وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، أحد أبرز المرشحين للظفر بالكرة الذهبية للعام الحالي. وقدم رودري موسما مميزا بقميص المان سيتي، كما ساهم في تتويج منتخب بلاده الإسباني بلقب كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024).

ولم يسبق لأي لاعب من مواليد التسعينات، أن توج بالكرة الذهبية من قبل، في ظل الصراع الشرس بين ميسي ورونالدو في آخر 15 عاما. واستطاع لاعبان فقط، خطف الجائزة من ميسي ورونالدو في السنوات الأخيرة، وهما لوكا مودريتش وكريم بنزيمة، والثنائي من مواليد الثمانينات.

بدأت إدارة نادي مانشستر سيتي الإنجليزي التحرك من أجل حماية لاعب خط الوسط الإسباني رودري (28 عاما) من أطماع فريق ريال مدريد، الذي يحاول إغراءه بالانضمام إلى صفوف النادي الملكي، وذلك من خلال الدخول في مفاوضات مع ممثلي اللاعب من أجل تجديد عقده، ومنحه راتبا سنويا ضخما، مكافأة له على الأداء الذي قدّمه رفقة تشكيلة المدرب الإسباني بيب غوارديولا طوال المواسم الماضية.

ووفقا للتفاصيل، التي نشرتها صحيفة ميرور البريطانية، فإن نادي مانشستر سيتي مستعد لجعل رودري اللاعب الأعلى أجرا في صفوفه والدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم خلال الفترة المقبلة، بالتساوي مع زميليه في الفريق: النرويجي إيرلينغ هالاند والبلجيكي كيفن دي بروين، وذلك من خلال رفع راتبه ليصل إلى 375 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع الواحد، بهدف إبقائه في قلعة الاتحاد لسنوات أخرى، خاصة أنهم يعتبرونه من أكثر اللاعبين تأثيرا داخل تشكيلة غوارديولا.

وأضافت الصحيفة أن إدارة فريق مانشستر سيتي ستدخل في مفاوضات لتمديد عقد هالاند، ورفع راتبه بعد دخوله في موسمه الثالث مع الفريق، ولكن يبقى مستقبل رودري، الذي توّج مع المنتخب الإسباني بلقب أمم أوروبا الأخيرة (يورو 2024)، وتم اختياره أفضل لاعب في البطولة، على رأس أولويات بطل “البريميرليغ” في المواسم الأربعة السابقة، وذلك على الرغم من أن عقده الحالي يمتد لثلاثة مواسم أخرى، إذ إن اللاعب البالغ من العمر 28 عاما، اعترف أخيرا بأن هناك العديد من لاعبي ريال مدريد حاولوا إقناعه بالعودة إلى “الليغا” هذا الصيف من بوابة النادي الملكي.

توقعات كبيرة

◙ ثنائي مهيمن
◙ ثنائي مهيمن

تذهب بعض التوقعات إلى أن الكرة الذهبية منحصرة بين الثنائي فينيسيوس جونيور وجود بيلينغهام، وإذا توج أحدهما بالجائزة، سيكون أول لاعب من جيل الألفينات يظفر بها، دون أن يلمسها أي لاعب من مواليد التسعينات. وشارك فينيسيوس جونيور في 39 مباراة بقميص ريال مدريد خلال الموسم الماضي، ونجح في تسجيل 24 هدفا وصنع 11 أخرى. وبرز النجم البرازيلي في النهائيات التي خاضها الميرنغي خلال الموسم، وكذلك المباريات الحاسمة.

ونجح فينيسيوس في تسجيل هاتريك أمام برشلونة بنهائي كأس السوبر الإسباني، ليقود الميرنغي لحصد اللقب، بالفوز بنتيجة 4 – 1. كما أنقذ فينيسيوس ريال مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ضد بايرن مونخ، بتسجيله هدفين في لقاء الذهاب بألمانيا، قبل أن يسجل هدفا حاسما في النهائي ضد بوروسيا دورتموند.

ولعل هذا المجهود المميز قاد النجم البرازيلي للتتويج بجائزة أفضل لاعب في دوري أبطال أوروبا للنسخة الماضية. أما بيلينغهام فكان الصفقة الاستثنائية لريال مدريد، إذ لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين بالنجم الإنجليزي أن يتألق بهذا الشكل خلال موسمه الأول مع الملكي. ونجح جود بيلينغهام في ترك بصمة قوية على المستوى الهجومي مع ريال مدريد، رغم كونه لاعب خط وسط.

وشارك بيلينغهام في 42 مباراة بمختلف المسابقات مع ريال مدريد، وسجل 23 هدفا وصنع 13 أخرى. ولعب الإنجليزي دورا مهما في تتويج الميرنغي بلقب الليغا وإخراج الغريم التقليدي برشلونة من المنافسة، فخلال مواجهتي الكلاسيكو كان صاحب أهداف الانتصار. وتوج بيلينغهام بجائزة أفضل لاعب شاب في دوري أبطال أوروبا، وأفضل لاعب في الليغا، وأفضل لاعب في الموسم من ريال مدريد.

◙ سيطرة ميسي على اللقب الأبرز عمرت طويلا
◙ سيطرة ميسي على الجائزة الأهم عمّرت طويلا

يبقى رودري الأمل الوحيد لجيل التسعينات، خاصة أن هناك بعض الأصوات التي تطالب بمنحه الجائزة، بسبب دوره الكبير مع مانشستر سيتي ومنتخب إسبانيا المتوج بلقب اليورو. وخاض رودري 50 مباراة بجميع المسابقات مع مانشستر سيتي خلال الموسم الماضي، وسجل 9 أهداف وصنع 14 أخرى. وتوج رودري مع المان سيتي بألقاب كأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي والدوري الإنجليزي الممتاز. كما كان عنصرا أساسيا في تشكيلة الماتادور التي توجت بلقب اليورو، بالفوز في النهائي على المنتخب الإنجليزي بنتيجة 2 – 1.

يرى زينهو أسطورة كرة القدم البرازيلية أن مواطنه فينيسيوس جونيور هو الأحق بجائزة الكرة الذهبية 2024، نظرا لأدائه في الموسم الماضي، لكنه يرى أن لاعبا واحدا فقط، هو من يشكل أكبر خطر على حظوظ جناح ريال مدريد في الفوز بالجائزة. وتُمنح جائزة الكرة الذهبية لأفضل أداء خلال موسم كرة القدم، ولا شك أن الجناح البرازيلي، ولكن مع خيبة الأمل في كوبا أميركا 2024، توجد شكوك حول إمكانية فوزه بالجائزة، رغم حقيقة أن  مستواه من الناحية الفردية كان رائعا وهو ما يجعله يملك حظوظا أكبر في نيل جائزة أفضل لاعب في العالم.

ولكن زينهو، أشار إلى أن متوسط ميدان مانشستر سيتي، رودري قد يشكل خطرا كبيرا على فينيسيوس في صراع الكرة الذهبية هذا العام، بعدما فاز بالدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي وتوج بكأس أمم أوروبا، يورو 2024 رفقة منتخب إسبانيا، وفي ظل أدائه الثابت مع الفريق. وقال في تصريحات صحفية “أنا من أشد المعجبين برودري، إنه ليس فقط توازن مانشستر سيتي، ولكن أيضا المنتخب الإسباني، إنه نجم كرة قدم”.

وأضاف البالغ من العمر 57 عاما “إنه مرشح جاد لجائزة الكرة الذهبية، وأعتقد أنه المنافس الأكبر لفينيسيوس جونيور”. وأنهى تصريحاته قائلا “فينيسيوس جونيور قدم موسما رائعا، وأعتقد أنه الأحق بالكرة الذهبية، بعدما ما قدمه مع ريال مدريد”.

شهد السباق مفاجأة كبرى تمثلت في ظهور اسم الموهبة الإسباني لامين يامال في الصراع، بعد المستوى المذهل الذي قدمه مع “لاروخا” وبرشلونة. ورغم عدم دخوله حتى الآن قائمة العشرة الأوائل، حيث حل في المركز الـ14، فإن تتويجه بلقب يورو 2024 مع منتخب إسبانيا، وإمكانية تتويجه بجائزة أفضل لاعب في البطولة المرشح لها بقوة، قد يرفعان أسهمه في اقتحام المراكز الأولى في الفترة المقبلة.

نهاية عصر

◙ سباق نحو التتويج الأبرز
◙ سباق نحو التتويج الأبرز 

تعد الكرة الذهبية الجائزة الأهم على المستوى الفردي، والتي يسعى كل لاعب لتحقيقها، استنادا إلى الإنجازات الفردية والجماعية التي قدمها. ويعتبر الأرجنتيني ليونيل ميسي، قائد إنتر ميامي الأميركي وأسطورة برشلونة الإسباني، هو الأكثر تتويجا بالجائزة بواقع 8 مرات. ويأتي خلفه غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد النصر السعودي وأسطورة ريال مدريد الإسباني، بواقع 5 كرات ذهبية.

أعلنت مجلة فرانس فوتبول عن المرشحين الثلاثين لجائزة الكرة الذهبية 2024 للعام الحالي، والتي خلت لأول مرة من اسم النجمين، البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، منذ 2004. طيلة عقدين من الزمن تبارى رونالدو (39 عاما) وميسي (37 عاما) في قوائم ترشيحات الكرة الذهبية، حيث فاز بها رونالدو 5 مرات مقابل 8 لميسي، لكن يبدو أن الحقبة التاريخية التنافسية بين صاروخ ماديرا والبرغوث قد ولت أيامها.

ضمّت القائمة أسماء شابة حققت إنجازات في 2024، على غرار نجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور الفائز بدوري أبطال أوروبا، وواعد برشلونة لامين يامال الفائز بكأس أوروبا مع إسبانيا، والنرويجي إيرلينغ هالاند بطل البريميرليغ مع مانشستر سيتي. المثير أن رونالدو لم يترشح للعام الثاني تواليا، ومع ذلك يظل نجم النصر السعودي، اللاعب الأكثر ترشيحا لجائزة الكرة الذهبية عبر كل تاريخها منذ نشأتها عام 1956، بواقع 18 مرة، يليه نجم إنتر ميامي الأميركي ليونيل ميسي بواقع 16 مرة.

◙ لم يسبق لأي لاعب من مواليد التسعينات أن توج بالكرة الذهبية من قبل في ظل الصراع بين ميسي ورونالدو في آخر 15 عاما

يمكن اعتبار رونالدو وميسي الخاسرين الأكبرين من ترشيحات الكرة الذهبية 2024 عطفا على مردود اللاعبين الجيد بالعام الحالي، فميسي قاد الأرجنتين إلى كأس كوبا أميركا، في حين أنهى رونالدو الدوري السعودي هدافا له برقم قياسي. من المعلوم أن رونالدو وميسي هما أنجح لاعبين في تاريخ جائزة الكرة الذهبية، وإقصاء أحدهما أو كلاهما من الترشيحات ولو لمرة واحدة، يعد خسارة كبيرة وحرمانا من تعزيز الأرقام القياسية لكليهما في لائحة شرف الجائزة.

من بين الخاسرين يبرز اسم المصري محمد صلاح، الذي خرج من القائمة المختصرة لمرشحي جائزة الكرة الذهبية لأول مرة في مسيرته مع ليفربول، حيث حرص اللاعب على الحضور ضمن الثلاثين المرشحين في الأعوام الستة الماضية. كما يعد البرازيلي رودريغو غوس من ريال مدريد، أحد الخاسرين من سباق جائز الكرة الذهبية 2024 بلا شك، فقد كان أحد العناصر الرئيسة التي أسهمت في تتويج الملكي بثلاثة ألقاب هذا العام، وقدم 26 إسهامة تهديفية في 2023 – 2024.

من بين الخاسرين في ترشيحات الكرة الذهبية 2024 هناك البلجيكي كيفين دي بروين من مانشستر سيتي، الذي صنع 18 هدفا الموسم الماضي وأسهم في احتفاظ الفريق السماوي بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الرابعة تواليا.. كما يظهر اسم الظهير الهولندي المميز جيريمي فريمبونغ، الذي قدّم 26 إسهامة مع باير ليفركوزن وساعده في حصد الثلاثية المحلية لأول مرة في تاريخه، وهي الدوري والكأس والسوبر في ألمانيا.

ورد الفرنسي كريم بنزيمة، لاعب نادي الاتحاد الحالي، على تصريحات زميله السابق في نادي ريال مدريد الإسباني الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو، بخصوص الكرة الذهبية. وقام بنزيمة بنشر “ستوري” عبر حسابه الرسمي على شبكة التواصل الاجتماعي إكس تحتوي على الكرة الذهبية التي حصل عليها في عام 2022، بعد المستوى التاريخي الذي قدمه رفقة ريال مدريد في ذلك الموسم. ويرى كريستيانو رونالدو أن كليان مبابي، لاعب ريال مدريد الحالي، وقائد منتخب فرنسا، أفضل من كريم بنزيمة، حسبما ذكر مع ريو فيرديناند، خلال بودكاست جمعهما منذ يومين.

16