الأهلي السعودي يغازل باكورة ألقابه القارية

جدة - يخوض الأهلي السعودي إحدى أهم المباريات في تاريخه، عندما يواجه كاوازاكي فرونتال الياباني السبت على أرضه في جدة، في نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة في كرة القدم، بحثا عن باكورة ألقابه في المسابقة القارية الأولى.

الأهلي الذي تأسس عام 1937 حل مرتين وصيفا في البطولة، عام 1986 بنظامها القديم وراء جيف يونايتد تشيبا الياباني، وفي 2012 عندما خسر النهائي أمام أولسان هيونداي الكوري الجنوبي 0 – 3. وبعد حلوله بفارق الأهداف وراء مواطنه الهلال في المجموعة الموحدة لمنطقة الغرب، بسبعة انتصارات وتعادل، قدم الأهلي، بطل الدوري السعودي ثلاث مرات، مستويات مميزة في الأدوار الإقصائية، استهلها بالفوز مرتين على الريان القطري (3 – 1 و2 – 0).

وفي الأدوار النهائية المقامة بنظام التجمع على أرضه في جدة، تخطى بوريرام يونايتد التايلاندي 3 – 0 في ربع النهائي، قبل أن يحقق فوزا لافتا على الهلال، حامل الرقم القياسي بأربعة ألقاب، مسيطرا على المباراة وحاسما النتيجة 3 – 1. وقال مدربه الألماني ماتياس يايسله “أنا فخور بتدريب هذا الفريق. دعمتنا الجماهير في لحظات صعبة وهذا أحد أسباب تواجدنا في النهائي. كانت الأجواء رائعة، وستكون أفضل غدا، أنا متأكد من ذلك.”

وتابع المدرب الذي تعرض لضغوط سابقة بسبب تراجع نتائجه في الدوري المحلي حيث يحتل المركز الرابع بفارق عشر نقاط عن جاره وغريمه الاتحاد الذي يتجه لإحراز اللقب “إذا التزمنا بخطتنا فلدينا حظوظ مرتفعة لجلب اللقب. استفدنا من أفضلية الأرض، لكن في النهاية ستكون الحظوظ متساوية بين فريقين في أرض الملعب.”

قارة مختلفة

وفضلا عن الجوائز الاعتيادية للاعبين، وجّه وزير الرياضة السعودي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل بتقديم مكافأة مالية قدرها 200 ألف ريال سعودي (حوالي 55 ألف دولار) لكل لاعب من لاعبي الفرق السعودية، في حال التتويج باللقب، الأمر الذي سينطبق على الأهلي بحال فوزه.

أهلي جدة سيكون مدعوما بقائمة استثنائية من اللاعبين الأجانب، الذين سبق لهم التتويج بألقاب قارية مرموقة. وهؤلاء النجوم هم: روبرتو فيرمينو، إدوارد ميندي، رياض محرز، وألكسندر دا كوستا، وكلهم يطمحون لكتابة فصل جديد في مسيرتهم. يعد روبرتو فيرمينو أحد أعمدة الأهلي. وفي 2019، ساهم النجم البرازيلي في تتويج ليفربول بلقب أبطال أوروبا، تحت قيادة المدرب يورجن كلوب، حيث سجل 4 أهداف في 12 مباراة بالمسابقة. وشكّل فيرمينو ثلاثيا هجوميا مخيفا، مع محمد صلاح وساديو ماني (الذي يلعب حاليا للنصر).

وفي هذا الموسم مع الأهلي، سجل فيرمينو أهدافا حاسمة أيضا، بما في ذلك هدف في نصف نهائي دوري الأبطال أمام الهلال، مما يجعله مرشحا ليكون نجم النهائي. فوز فيرمينو باللقب الآسيوي، سيجعله (رفقة محرز وميندي) أول لاعب يجمع بين دوري أبطال أوروبا ودوري أبطال آسيا، عبر التاريخ.

كذلك في 2021، قاد الحارس الدولي السنغالي إدوارد ميندي تشيلسي للفوز بدوري أبطال أوروبا، بعد أداء بطولي في النهائي ضد مانشستر سيتي (1 – 0)، على ملعب “دراجاو” في بورتو. وحافظ ميندي على شباكه نظيفة في 9 من 12 مباراة، في تلك النسخة، كما أنه أول حارس أفريقي يخوض نهائي البطولة القارية الكبرى. وحصل ميندي على جائزتي أفضل حارس في أوروبا، وأفضل حارس في العالم لعام 2021.

ويعتبر رياض محرز هو القائد الروحي للأهلي، وأحد أبرز اللاعبين العرب في تاريخ كرة القدم. وفي 2023، توج النجم الجزائري مع مانشستر سيتي بلقب دوري أبطال أوروبا، بعد الفوز على إنتر ميلان بنتيجة 1 – 0 في إسطنبول. وسجل محارب الصحراء 3 أهداف وصنع 2 في 9 مباريات خلال تلك النسخة. ومع الأهلي، يُعد محرز صانع الألعاب الأول، كما سجل أهدافا مهمة في البطولة الآسيوية، بما في ذلك هدف في ربع النهائي ضد بوريرام يونايتد التايلاندي.

وقال محرز (34 عاما) “الأهم أن نقدم كل شيء ونستمتع. البعض يعتقد أن بلوغ النهائي ممكن كل سنة، لكن بعض اللاعبين يخوضون مباراة نهائية واحدة في كامل مسيرتهم.” وعن أهمية إحرازه بطولة جديدة في قارة مختلفة، بعد دوري أبطال أوروبا مع مانشستر سيتي الإنجليزي (2023) وكأس أمم أفريقيا مع منتخب الجزائر (2019)، أضاف الجناح الدولي “هذه كأس، لكن في قارة مختلفة، في آسيا. كنت أتطلع إلى اللعب مع فريق يحرز الألقاب. عندما تخوض أي بطولة تكون الأمور مشوقة، أتطلع إلى الفوز مع هذا الفريق.”

في 2023، توج دا كوستا بكوبا ليبرتادوريس مع فلومينينسي البرازيلي، بعد الفوز على بوكا جونيورز الأرجنتيني (2 – 1) في الوقت الإضافي، على ملعب ماراكانا. وشارك دا كوستا في 7 مباريات خلال تلك النسخة، وصنع هدفا، كما كشف عن موهبته كجناح واعد. في حال فوز البرازيلي بدوري أبطال آسيا، سينضم إلى قائمة نخبوية من اللاعبين، الذين جمعوا بين كوبا ليبرتادوريس وألقاب قارية أخرى (مثل دوري أبطال أوروبا).

أبرز النجوم

ومن أبرز هؤلاء  نيمار الذي توج مع سانتوس بلقب ليبرتادوريس 2011، وسجل هدفا في النهائي ضد بينارول. لاحقا، فاز بدوري أبطال أوروبا 2015 مع برشلونة، وأحرز في النهائي ضد يوفنتوس.. ويعد اللاعب الوحيد الذي سجل في نهائيي البطولتين.

كما قاد رونالدينيو برشلونة للفوز بدوري أبطال أوروبا 2006 ضد أرسنال، ثم عاد إلى البرازيل ليحقق لقب ليبرتادوريس 2013 مع أتلتيكو مينيرو. وهو أول لاعب يجمع بين كأس العالم، دوري الأبطال، ليبرتادوريس، وجائزة أفضل لاعب في العالم. وتوج مارسيلو الظهير الأسطوري بدوري أبطال أوروبا 5 مرات مع ريال مدريد (2014، 2016، 2017، 2018، 2022)، ثم عاد إلى فلومينينسي ليفوز بلقب ليبرتادوريس 2023 ضد بوكا جونيورز.

وعلى غرار الأهلي، يحلم كاوازاكي الذي تأسس عام 1955 بلقب أول، بعد فوزين لافتين على السد القطري 3 – 2 بعد التمديد في ربع النهائي وبالنتيجة عينها أمام النصر السعودي ونجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو.

وعانى لاعبو المدرب شيغيتوشي هاسيبي من الإرهاق، ما دفعه إلى الزج بالشابين سوما كاندا (19 عاما) ويوتو أوزيكي (20) صاحب الهدف الثاني في مرمى النصر. قال هاسيبي “نريد صنع مفاجأة أخرى في النهائي. أنا فخور بأننا خالفنا التوقعات.” بدوره، قال أوزيكي الذي نجح في مراقبة الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش لاعب النصر في نصف النهائي “الأهلي يملك نجوما مميزين، لكننا سنخوض النهائي بمعنويات مرتفعة ونركز لتحقيق الفوز.”