الأنظار شاخصة إلى النسخة الأصعب من رالي داكار

الرياض - عندما يتعلق الأمر بسباقات التحمل في رياضة السيارات، لا شيء يمكنه منافسة رالي داكار السنوي الذي تبدأ نسخته الـ45 على شواطئ البحر الأحمر السبت.
وستكون الأنظار شاخصة إلى التحدي المنتظر بين الحادي الثلاثين من ديسمبر والخامس عشر من يناير 2023، على أن تستمر المنافسات طوال 15 يوما، بما فيها أربعة أيام في صحراء الربع الخالي. وتبلغ المسافة الإجمالية لرالي داكار 8.549 كلم، منها 4.706 مراحل خاصة.
“كن خائفا” هو شعار مسار داكار لعام 2023، حسب ما أعلنه المنظمون عند الكشف عن النسخة الـ45. لا يبدو أن التحذير قد شكل رادعا: سينطلق أكثر من 800 متسابق من سائقين ومساعديهم، في مجموعة من الدراجات النارية والسيارات والكواد والشاحنات والمركبات الخفيفة عندما ينطلق السباق السبت.
من بينهم بعض الأسماء المعروفة، بمن فيهم بطل العالم للراليات تسع مرات الفرنسي سيباستيان لوب (البحرين ريد إكستريم) الذي يتطلع إلى المنافسة على اللقب في مشاركته السادسة في داكار. وقال لوب “إنها 14 مرحلة، إنها طويلة جدا، سباق تحمّل حقيقي”.
رفع مستواه
أضاف السائق الفرنسي الذي فاز قبل فترة وجيزة بتحدي الـ”اكستريم اي” وسيكون بحاجة لرفع مستواه إلى الحد الأقصى إذا أراد الفوز باللقب للمرة الأولى “نحن بحاجة إلى إيجاد السرعة المناسبة للوصول إلى النهاية بأقل عدد ممكن من الأخطاء”.
وسيكون على لوب الإطاحة بالقطري ناصر العطية (تويوتا) حامل اللقب والفائز أربع مرات، لكنه سيواجه أيضا أسطورة “دبليو أر سي” آخر هو الإسباني كارلوس ساينس (ميني) بالإضافة إلى نجم داكار العظيم الفرنسي ستيفان بيترهانسل (أودي) الذي فاز بالحدث 14 مرة، ثمانية في فئة السيارات وستة في الدراجات.
وعلى صعيد الدراجات النارية، سيواجه حامل اللقب البريطاني سام سندرلاند (غاس غاس) تحديا صعبا بمواجهة أمثال الأسترالي دانيال ساندرز (غاس غاس)، التشيلياني بابلو كوينتانيلا (هوندا)، النمساوي ماتياس فالكنر (كي.تي.إم) والفرنسي أدريان فان بيفرين (هوندا).
وتوقع الفرنسي يان لو موينر المدير العام لشركة أموري الرياضية منظّمة الحدث أثناء تقديم المسار “أن تقدّم هذه النسخة تحديا هائلا” تحت شعار “التحمل الشديد” ومع “المزيد من الكثبان الرملية في المراحل الخاصة”.
وبخلاف النسخ الثلاث السابقة، منها نسخة عام 2022، سيجتمع جميع المشاركين ضمن مخيم مبيت على بُعد 200 كلم من المدينة المنورة.
بعد ذلك، سيدخلون أجواء المنافسة مع مناطق مألوفة مثل العُلا، حائل والرياض، قبل التوجه لقضاء أربعة أيام في الصحراء المجهولة للربع الخالي، حيث سيواجه المتسابقون التحدي الصعب على الرمال والكثبان الرملية.
مخاوف كبيرة
تعرضت الاستعدادات العام الماضي لانفجار وقع قبل يومين من انطلاق السباق، مما أسفر عن إصابة السائق الفرنسي فيليب بوترون بجروح خطيرة. وأكد دافيد كاستيرا مدير الرالي الصحراوي الشهير “لتدارك ما حدث العام الماضي، حتى لو لم يكن لدينا وصول إلى الملف، قمنا بـ’تحديث’ الأمن بالتعاون مع القوات المحلية، والسعوديون يساعدوننا. لقد رفعنا مستوى الأمن بدرجة في ما يخص كل ما هو عبارة عن مخيمات المبيت (في الهواء الطلق)”.
وقالت شركة أموري إنها عززت الإجراءات الأمنية حول أماكن الإقامة التي ستستضيف حوالي 2700 شخص من قافلة داكار.
وكان مصدر مقرب من الملف أكد في نوفمبر الماضي أن المحققين “متأكدون من أن الانفجار كان إجراميا ولكن لم تتبنَّه أي جهة”.
لوب في مهمة الإطاحة بالقطري ناصر العطية حامل اللقب والفائز أربع مرات، لكنه سيواجه أيضا الإسباني ساينس
وحسب المصدر فإن “التحقيق الذي أجراه السعوديون لم يسفر عن نتيجة”. بيد أنها ليست المرة الأولى التي يواجه رالي داكار مخاطر أمنية. وكان السباق الأسطوري، المعروف سابقا باسم باريس - داكار، ينطلق من العاصمة الفرنسية باريس في طريقه إلى عاصمة السنغال كمحطة أخيرة.
لكن التهديدات الأمنية على طول المسار في شمال أفريقيا أدت إلى نقله لأميركا الجنوبية في 2009 قبل أن يحط الرحال في السعودية منذ 2020. والأمر لا يخلو من مخاطر في المملكة المحافظة.
وتخوض السعودية نزاعا داميا في اليمن دعما للحكومة المعترف بها دوليا، بمواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الغريم الإقليمي للمملكة. ويقول جون ألترمان من مركز الأبحاث الإستراتيجية والدولية إن “التهديد الإرهابي داخل المملكة تضاءل بشكل كبير مقارنة بما كان عليه قبل 15 - 20 عاما”.
وأضاف “بعض التهديدات الأكثر خطورة تأتي من اليمن”، مشيرا إلى أن التنظيمات مثل القاعدة أو “الدولة الإسلامية” “ليس لديها نفوذ كبير داخل المملكة في هذه المرحلة.
وتضخ المملكة الخليجية الثرية الملايين من الدولارات لتنظيم فعاليات رياضية عالمية لتغيير صورتها المحافظة في العالم. ويأتي هذا في إطار حملة غير مسبوقة لتحقيق انفتاح اجتماعي وتغيير صورة المملكة في العالم. وسيتم بث رالي داكار عبر 70 قناة تلفزيونية حول العالم. وينتهي السباق في الخامس عشر من يناير على الحدود البحرية الشرقية للمملكة.
