الأندية الكبرى في تونس تستوحي من التجارب الأوروبية

خاض الترجي الرياضي منذ أيام قليلة مباراته الأخيرة ضمن دور المجموعات لدوري الأبطال بالاعتماد على فريقه الرديف، ورغم ذلك حقق الفوز وأكد “تزعّمه” لمجموعته، والجمعة خاض النجم الساحلي مباراة كأس تونس بتشكيلة شهدت غياب لاعبيه الأساسيين، أما النادي الصفاقسي فإنه سيكون بدوره مجبرا على توخي السياسة ذاتها، والسبب الرئيسي هو كثرة الالتزامات وضغط المباريات في المرحلة القادمة.
تونس - يبدو هذا الموسم استثنائيا لبعض الأندية في تونس، فمباشرة بعد انتهاء الالتزامات المحلية والقارية سيكون الموعد مع منافسات أمم أفريقيا التي ستقام لأول مرة خلال فترة الصيف وستحتضنها مصر خلال شهر يونيو المقبل.
وفضلا عن ذلك فإن هذه الأندية ستخوض سباقا ضد الساعة من أجل تحقيق أهدافها المرسومة في عدد من المسابقات المحلية والخارجية ومنها بالخصوص فرق الترجي الرياضي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي.
أنهى الترجي الرياضي السنة الماضية كأبهى ما يكون بما أنه توج بكأس دوري أبطال أفريقيا لتنطلق بعد ذلك مراسم الاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس النادي الذي رأى النور سنة 2019، أي أن السنة الحالية هي الأهم كي يكون الاحتفال مناسبا لهذه الذكرى.
وهذا الأمر دفع القائمين على الترجي إلى انتهاج خطة جديدة قوامها الأول اللعب من أجل حصد كل البطولات وأساسها تعزيز صفوف الفريق بعدد كبير من اللاعبين القادرين على تقديم الإضافة.
وفي هذا السياق تم دعم الفريق الأول بعدة لاعبين خلال “الميركاتو” الشتوي سواء من تونس أو من خارجها على غرار الليبي حمدو الهوني والجزائري الطيب المزياني والنيجيري لوكوزا، لينطلق الفريق بعد ذلك في تنفيذ مخططاته والسعي إلى تحقيق نتائج جيدة في كل المسابقات.
ما عاشه الترجي والنجم ينطبق أيضا على الصفاقسي حيث سيكون مقبلا على جدول مزدحم بما أنه ينافس محليا وقاريا
وبما أن بداية العام الحالي عرفت نسقا ماراثونيا في مباريات الفريق سواء ضمن المسابقات المحلية أو في البطولة القارية، فقد ارتأى مدرب الفريق معين الشعباني التعويل بعدة مباريات على تشكيلة ضمت “التشكيلة الثانية” مقابل منح قسط من الراحة للاعبين الأساسيين، لتنجح المعادلة ويحقق الفريق النتائج المرجوة.
وهذا الخيار المستوحى من تجارب الفرق الأوروبية، التي تخوض عددا كبيرا من المباريات في الموسم الواحد بحكم ارتباطاتها المحلية والقارية العديدة، ساعد الترجي الرياضي كثيرا خاصة وأن هؤلاء البدلاء نجحوا في كل الاختبارات القوية وأكدوا بما لا يدع مجالا للشك أن هذه المقاربة ساعدت كثيرا الترجي على التعامل مع التزاماته بشكل مثالي وجيد، في انتظار التأكيد خلال الموعدين المرتقبين ضمن كأسي السوبر المحلي والقاري في نهاية هذا الشهر.
وفي هذا السياق أوضح مجدي تراوي، المدرب الثاني في الترجي والذي كان المدرب الأول في الرحلة الأفريقية الأخيرة للترجي إلى الزيمبابوي، أن الجميع مقتنع بتطور أداء الفريق ما يجعله يوفق بين مختلف المسابقات والبطولات.
وأضاف في تصريح لـ“العرب”، “لقد أعددنا فريقا قويا ومتكاملا يضم في صفوفه لاعبين يملكون مستوى متقاربا ولديهم القدرة على التألق وتقديم الإضافة، وهو ما برز بشكل جلي خلال مواجهة بلاتينيوم من الزيمبابوي حيث حققنا الفوز بتشكيلة لم تضم العناصر الأساسية”.
بالتوازي مع الترجي الرياضي الراغب في إنهاء هذا الموسم بالحصول على ثنائي الدوري والكأس المحليين وكذلك المحافظة على لقبه القاري، فإن فريقا آخر في تونس سار على الطريق ذاته، ونعني بذلك النجم الساحلي الذي يعيش بدوره على وقع موسم مليء بالتحديات والرهانات.
على أربع واجهات
النجم هو الفريق التونسي الذي ينافس على أربع واجهات، ففضلا عن المنافسة في مسابقتي الكأس والدوري محليا، فقد تمكن فريق الساحل من التأهل إلى ربع نهائي كأس الاتحاد الأفريقي كما بلغ نصف نهائي كأس زايد للأندية العربية واقترب بشدة من بلوغ المباراة النهائية، ولهذا السبب كان لا بد من توسيع قاعدة الاختيارات وتكوين فريق يضم أكبر عدد ممكن من اللاعبين. ولئن بدت سياسة الفرنسي روجيه لومار مختلفة نسبيا عن سياسة مدرب الترجي الرياضي معين الشعباني في مسألة إدخال تغييرات جوهرية على التشكيلة الأساسية بما أنه يعتمد سياسة المداورة، إلا أن القاسم المشترك بينهما يكمن في أنه تم منحُ الفرصة لأغلب اللاعبين الموجودين على ذمته (لومار) في الظرف الراهن.
والأهم من ذلك أن لومار لم يقتصر على اللاعبين الأساسيين في الفريق الأول بل بحث في فريق الشباب ووجه الدعوة إلى عدد من اللاعبين صغار السن الذين شاركوا في عدد من المباريات وآخرها مباراة الجمعة ضمن منافسات كأس تونس.
وتحدث المدرب المساعد للنجم رفيق المحمدي لـ”العرب” عن هذه المقاربة، مشددا على أن الفريق جاهز تماما لكسب كل التحديات المرتقبة خلال الموسم الحالي.
وأضاف بالقول “منذ بداية العام كان الفريق مجبرا على خوض مباريات عديدة للغاية في حيز زمني قصير، وفي بعض الأحيان لم يتجاوز الفارق الزمني بين مباراة وأخرى ثلاثة أيام فقط، لذلك آمنا بقدرة كل اللاعبين على تقديم الإضافة ومنحناهم الفرصة، لقد شهدت بعض المباريات غيابات عديدة للاعبين مؤثرين لكن رغم ذلك تبدو نتائجنا إلى حد الآن مرضية”.
نسق ماراثوني
ما عاشه الترجي والنجم ينطبق أيضا على النادي الصفاقسي حيث سيكون مقبلا على جدول مباريات مزدحم للغاية بما أنه ينافس محليا على لقبي الكأس والدوري ويراهن أيضا على حصد كأس الاتحاد الأفريقي، لذلك قرر مدربه الهولندي رود كرول خوض بعض المباريات المقبلة بتشكيلة تضم لاعبين من الصف الثاني، غير أنه صرح بكل ثقة قائلا إن المجموعة الحالية التي يتكون منها الفريق قادرة على تحقيق نتائج مميزة حتى وإن تم تغيير الفريق الأول بالكامل.
ويتوقع أن يخوض فريق عاصمة الجنوب مباراته القادمة ضمن كأس تونس ضد الملعب التونسي بتشكيلة من الفريق الرديف بناء على قرار من المدرب كرول الذي أكد أن قائمة فريقه تضم 26 لاعبا وهم قادرون على اللعب باستمرار ضمن التركيبة الأساسية.