الألمان يرأفون بالمواشي بإطلاق النار عليها بدل ذبحها

المزارعون يخيرون الرصاص على رحلة الوصول الطويلة إلى مقصلة الجزار.
السبت 2020/08/08
الموت بالرصاص أفضل خيار للأبقار

شهد عدد المزارعين في ألمانيا المستخدمين لبنادقهم بدل ذبح مواشيهم بسكاكين الجزارين تزايدا في السنوات الأخيرة، حيث يسعى أغلب أصحاب المزارع إلى الحصول على تراخيص لإطلاق النار على حيواناتهم، معتبرين أن هذه العملية أكثر إنسانية لقتل الماشية، كما أنها تخفف عنهم ضغوط الإمساك بها ووضعها داخل شاحنات وإرسالها في رحلة طويلة إلى المسالخ.

برلين - تقضي الماشية التي تمتلكها عائلة غروميز كل حياتها في الحقول، فقد ولدت وسط المراعي التي هي أيضا المكان الذي فيه تموت.

وكريستيان غروميز هو أحد المزارعين القلائل في ألمانيا الذي يطلق الرصاص على أبقاره، أمام مزرعته الكائنة بالقرب من مدينة ترير التي تقع في الجنوب الغربي من ألمانيا ضمن مقاطعة راينلاند – بفالز، وذلك بدلا من إرسالها إلى المسلخ.

وقال غروميز إن “إطلاق الرصاص عليها يعفيها من جميع الضغوط التي تتعرض لها خلال عملية الذبح”.

ويعني غروميز بالضغوط عمليات الإمساك بالحيوان ووضعه داخل شاحنة، ثم الرحلة الطويلة التي يقطعها حتى يصل إلى المسلخ، مؤكدا “هذا هو أفضل خيار للأبقار، ولا أجد طريقة أخرى”.

وعندما يحين الوقت يأخذ غروميز بندقيته ويجلس فوق منصة عالية بالحقل، بينما تستدعي زوجته سارة القطيع عن طريق تقديم لفائف الخبز، وهي تصفر منادية “تعالوا”، ويتحرك القطيع الصغير باتجاه الغذاء الموضوع أمامه، وحين يشرع في تناول الطعام بسلام يصوب المزارع الألماني بندقيته ويطلق الرصاص على البقرة التي من المقرر أن تذبح في ذلك اليوم، وتستقر الرصاصة في رأسها لترديها في الحال أرضا.

ويستخدم غروميز كاتما للصوت حتى لا يسبب إزعاجا لباقي رؤوس القطيع التي تستمر في تناول الغذاء دون أن تبدو عليها أيّ علامة للخوف، وقالت سارة “إنها تنظر حولها لأن إحداها سقطت، ثم تواصل الأكل”.

ويتم حمل البقرة التي تم إعدادها وسلخها على شاحنة لنقلها إلى مجزرة مجاورة خاصة بالمزرعة.

ولفت غروميز الحاصل على رخصة للصيد وفقا لمتطلبات هذه الطريقة في ألمانيا، إلى أن نحو 100 مزرعة تستخدم هذه الطريقة بدلا من إرسال حيواناتها إلى المسلخ للذبح، ولا تتوفر إحصائيات عن عدد المزارع التي تستخدم هذه الطريقة في مختلف أنحاء ألمانيا.

وليس لدى لي ترامبناو الخبيرة الزراعية التي تقدم الإرشادات إلى المزارعين الألمان حول الطرق البديلة عن ذبح قطعان الماشية، أي أرقام في هذا الصدد ولكنها تقول إن أعداد المزارعين الذين يطلقون الرصاص على ماشيتهم تزايدت خلال الأعوام القليلة الماضية، على الرغم من أن هذه الأعداد تعد ضئيلة إذا ما قورنت بإجمالي عدد الماشية.

نواب البرلمان الألماني يدرسون الطرق التي يمكن بها مساعدة المزيد من المزارعين على استخدام الأسلحة بدل ذبح المواشي
نواب البرلمان الألماني يدرسون الطرق التي يمكن بها مساعدة المزيد من المزارعين على استخدام الأسلحة بدل ذبح المواشي

وترى ترامبناو أن استخدام الأسلحة النارية يعد وسيلة إنسانية لقتل الماشية، مضيفة أن ذلك “يعني أن الحيوانات تموت في المكان الذي عاشت فيه وسط القطيع”.

وأوضحت أن هذه العملية تخفف من الضغوط على المزارعين أيضا، قائلة “لا يوجد مزارع ينعم بالنوم ليلة ذبح أبقاره، حيث يعلم أنه يتعين عليه أن ينقلها فوق سيارة شحن إلى المسلخ”.

وأشارت إلى أن المزارعين الذين يخططون للتحول إلى طريقة إطلاق الرصاص يحتاجون إلى ترخيص بذلك.

بينما تقول سارة غروميز “استغرق الأمر خمس سنوات منذ أن قدمنا طلبا للحصول على الترخيص إلى أن أطلقنا بالفعل أول رصاصة”، وتتضمن عملية الترخيص الإجابة عن الكثير من الأسئلة، وعلى سبيل المثال؛ الاستفسار عن المكان الذي سيجلس فيه المزارع وهو يطلق الرصاص، وعن الحقول التي ستستخدم في هذه العملية، وعن اللوائح الخاصة بالنظافة الصحية التي ينبغي اتباعها.

وثابر غروميز وزوجته وتحملا كل هذه الإجراءات، وتابعت الزوجة “قررنا في النهاية أنه إذا لم نحصل على التصريح فسنقوم بإغلاق المزرعة”.

ولم يرغب الزوجان في مجرد التفكير بإرسال الماشية الخاصة بمزرعتهما إلى المسلخ، وتضيف “إننا حصلنا على شيء من الماشية ونريد أن نعطيها شيئا في المقابل”.

ويدرس نواب البرلمان الألماني حاليا الطرق التي يمكن بها مساعدة المزيد من المزارعين على استخدام الأسلحة النارية بدل ذبح ماشيتهم داخل حقولهم.

ويحتاج المزارعون حتى الآن الحصول على تصريح خاص بإطلاق الرصاص على الماشية، وهو يُمنح فقط للماشية التي تعيش في الحقل خارج الحظيرة على مدار العام، واقترح المشرعون بولاية بافاريا حاليا تغيير اللوائح لتشمل الأبقار والخنازير التي ترعى خارج الحظائر خلال فصل الصيف.

ويرى غروميز أن ذبح الأبقار في الحقول ليس خيارا متاحا لجميع المزارعين، ومع ذلك كان مناسبا له حيث إنه لا يمتلك حيوانات كثيرة كما أن لديه مجزرة خاصة به.

ويقول إنه وسط جائحة كورونا تركزت الأنظار على المزارع التي تستخدم وسائل مكثفة في تربية الحيوانات لزيادة الإنتاج، وأيضا على وحدات تصنيع اللحوم، غير أنه من المرجح أن يظل نشاطها جزءا من الحياة المعهودة في المستقبل القريب.

الذبح يثقل كاهل أصحاب المواشي
الذبح يثقل كاهل أصحاب المواشي

اقرأ أيضاً: الخرفان والأبقار تواجه الانقراض أكثر من الأسود

17