الألماني ماتياس يايسله لا يزال بعيدا عن سقف طموحات أهلي جدة

غياب النجوم عقبة صعبة في مشوار المدرب الألماني بالدوري السعودي.
الأحد 2024/10/06
على حافة الوصول

أضحى الألماني ماتياس يايسله مدرب أهلي جدة السعودي في وضعية غير مستقرة على رأس القيادة الفنية للراقي، بعد تراجع نتائج الفريق في الدوري السعودي، مع توديع منافسات كأس خادم الحرمين الشريفين. يايسله، الذي أكمل أكثر من 400 يوم في قيادة الأهلي، لا يزال بعيدا عن سقف الطموحات الذي رسمته له الإدارة كمدرب يتولى الفريق في عمر 35 عاما، ويستطيع السيطرة على كتيبة من النجوم القادمين من دوريات أوروبية مختلفة ولعبوا لكبار القارة العجوز.

الرياض - أصبح رحيل الألماني ماتياس يايسله، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، عن الفريق مسألة وقت؛ وذلك بعدما طالب قطاع كبير من الجماهير بإنهاء رحلته في قلعة الراقي بسبب تذبذب النتائج.

يايسله الذي أعاد الأهلي إلى الحلم الآسيوي، بدأ الموسم بأسوأ سيناريو ممكن، حيث ودع مبكرا بطولة كأس الدرعية للسوبر السعودي من الدور نصف النهائي، بركلات الترجيح أمام الهلال، وجاء في المركز السابع ضمن جدول دوري روشن بـ7 نقاط بعد مرور خمس جولات، أي قبل لقاء الهلال يوم أمس السبت، فيما فجر المفاجأة الكبرى بالخروج من دور الـ32 بكأس خادم الحرمين الشريفين، للمرة الأولى في تاريخه، بعد الخسارة أمام الجندل الذي يلعب في دوري يلو.

ذكرت الصحف أن إدارة شركة النادي الأهلي اتخذت قرار ضم بديل عن الألماني يايسله، ويُرجح أن تكون اللقاءات المقبلة هي الأخيرة لماتياس على رأس الجهاز الفني للفريق، فيما أكدت مصادر أخرى أن المدرب الألماني مستمر في مهامه ولم يتم إبلاغه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بأمر الإقالة.

وأشارت التقارير مؤخرا إلى تلقي الأهلي موافقة من البرتغالي روي فيتوريا، المدير الفني الأسبق للنصر، على قيادة الراقي في المرحلة المُقبلة، فيما دخل النادي في مفاوضات مع أسطورة تشيلسي ومدربه الأسبق فرانك لامبارد.

ورغم تفاؤله في مؤتمر مباراة الوصل، وتأكيده بأن الفريق قادر على مواصلة انتصاراته في مشواره الآسيوي، بعد الفوز على برسبوليس في الجولة الأولى بهدف نظيف، إلا أن ذلك لم يمنع يايسله من إبداء استيائه مما وصفه بعدم حصول الأهلي على الدعم الكافي هذا الموسم، وخسر الفريق مهاجما أجنبيا وكان يجب تعويضه.

بالنظر إلى البداية القوية لمشوار يايسله التدريبي، فقد حقق نتائج مذهلة في قيادة ريد بول سالزبورغ، حينها سُئل عما إذا كان الألماني يسير على خطى مواطنه جوليان ناغلسمان مدرب منتخب ألمانيا الحالي، والذي نجح مع لايبزيج، ثم انتقل إلى بايرن ميونخ. ورد يايسله على هذا السؤال بشكل قاطع “أنا لست ناغلسمان جديد.. أنا اسمي ماتياس يايسله”، ليدشن لنفسه طريقا جديدا بعيدا عن المقارنات التي ظلت تلازمه، خاصة وأن المدربين في نفس المرحلة العمرية تقريبا.

الأهلي والتحديات

◙ وقفة حازمة
◙ وقفة حازمة

ولعل الإصابة التي أجبرت يايسله على الاعتزال مبكرا كلاعب كانت حافزا ليشق طريقه في عالم التدريب ويضع لنفسه تحديات أكبر من أجل النجاح، وهو ما رسم ملامح شخصيته التدريبية التي ظهر بها في تجاربه. وإذا كان يايسله قد اعترف بفضل المدرب رالف رانجينك في مسيرته كلاعب وكمدرب مساعد له، قبل أن يشق طريقه الخاص، فإن المدير الفني الشاب كان ولا يزال مطالبا بأن تكون بصمات النجاح أكثر وضوحا، لاسيما عندما تتوفر له مقومات ذلك.

مع الأهلي كان يايسله بمثابة المدرب الذي يتناسب مع المشروع الذي وضعته الإدارة بعد عودة الفريق إلى دوري المحترفين من جديد، وكانت صفقات الراقي في صيف 2023 مميزة للغاية ومتكاملة في كافة الخطوط. ولم ينقص يايسله سوى النجاح، وفي موسمه الأول مع الفريق أنهى الدوري السعودي في المركز الثالث خلف الهلال والنصر.

أما في منافسات الكأس فكان الوداع المبكر نقطة سلبية مع يايسله، رغم أنه لم يكن مطالبا بحصد البطولات في عامه الأول، وبالنظر إلى وضعية المنافسات المحلية وهيمنة الهلال، كان من الصعب افتكاك أي بطولة من بين أنياب المدرب جورجي جيسوس. ومع ضمان المشاركة الآسيوية والعودة إلى بداية موسم جديد زاد حجم التحدي والتطلعات بالنسبة إلى يايسله، لكن ميركاتو الراقي لم يكن متناسبا مع هذه الطموحات، واكتفى الفريق بإبرام صفقتين أجنبيتين، بالتعاقد مع الإنجليزي إيفان توني والبرازيلي ألكسندر غوميز.

◙ عقبة أخرى في مشوار يايسله، تتمثل في فقدان بعض النجوم تأثيرهم داخل الملعب، وفي مقدمتهم الجزائري رياض محرز
◙ عقبة أخرى في مشوار يايسله، تتمثل في فقدان بعض النجوم تأثيرهم داخل الملعب، وفي مقدمتهم الجزائري رياض محرز

وشهد صيف 2024 رحيل آلان سانت ماكسيمين، الذي سجل 4 أهداف وصنع 10 أهداف أخرى في موسمه الأول مع الفريق، رغم أن اللاعب الفرنسي كان من الحلول الهجومية للأهلي. وأيضا ظهرت علامات عدم الرضا على بعض عناصر الفريق، ومن بينهم الجزائري رياض محرز الذي تحدث بوضوح عن ضعف الدعم لفريقه.

وأمام هذه التحديات لم يتراجع يايسله، وقرر مواصلة التجربة، وهو ما ترتب عليه بعض السقطات المؤثرة مثل الخروج من منافسات الكأس وخسارة 8 نقاط في 5 جولات فقط بالدوري، الأمر الذي لا يعد مقبولا على الإطلاق بحسابات المنافسة على اللقب. وإذا كان ناغلسمان قد نجح في إعادة الهوية لمنتخب ألمانيا بعد فترة عدم استقرار فني في نهاية حقبة يواكيم لوف، ومن بعده هانز فليك، فإن يايسله خاض مع الأهلي تجربة محفوفة بالمخاطر؛ ذلك أن الفريق صاحب شعبية وجماهيرية كبيرة، ولن يقبل باستمرار ابتعاده عن الألقاب طويلا.

وبالرغم من أن مهمة إعادة الأهلي إلى منصات التتويج ليست سهلة وتحتاج إلى بعض الوقت، فإن الوقت لن يكون عاملا مساعدا للألماني الشاب في عمله، خاصة إذا استمرت نتائج الفريق على نفس المنوال. وبحسب تقارير سابقة، فإن رحيل يايسله بات مسألة وقت، وأن الإدارة مستقرة بالفعل على البدائل المتاحة، إذ لم تنس الإدارة سقطة الخروج من منافسات الكأس، على الرغم من أن ماتياس يسير بخطوات ثابتة في البطولة الآسيوية.

عقبة أخرى في مشوار يايسله، تتمثل في فقدان بعض النجوم تأثيرهم داخل الملعب، وفي مقدمتهم الجزائري رياض محرز الذي لم يصنع الفارق حتى الآن في الموسم الحالي، بجانب مشاكل الدفاع المستمرة رغم تألق إيبانيز في بعض الأوقات، واستمرار ديميرال الذي لم يقدم الكثير، وكان مرشحا للرحيل عن الراقي.

وتظل المعاناة قائمة في خط الوسط مع وجود فرانك كيسي وحيدا دون معاونة، فيما لا يزال توني يتحسس طريقه نحو التأقلم مع طريقة اللعب، في المقابل خرج فيرمينو من الحسابات نسبيا، ولم يخرج جابري فيجا أفضل ما لديه منذ الإصابة.

وبالمقارنة المستمرة مع ناغلسمان، فإن مدرب المانشافت، ومع الاعتراف بأن لديه قاعدة اختيار أوسع، تجنب السقوط في الفخ الذي وقع فيه يايسله بتراجع مستوى النجوم، وقام بعملية إحلال وتجديد في صفوف الماكينات، وقد قدمت العديد من الوجوه الجديدة بشكل أفضل.

والأمر الأكثر أهمية بالنسبة إلى يايسله هو أن المدرب الشاب الذي رحل مبكرا عن أوروبا صوب تجربة الدوري السعودي ربما سيكون من الصعب عليه العودة إلى القارة العجوز من الباب الكبير، أو طرق أبواب كبار البوندسليغا، خاصة إذا رحل بطريقة لا يتمناها الألماني الشاب عن الأهلي.

مستوى النجوم

◙ مساندة مستمرة
◙ مساندة مستمرة

وغازل مانشستر سيتي نجمه الجزائري السابق رياض محرز، المحترف في صفوف أهلي جدة قبل مواجهة السماوي ضد فولهام، التي أقيمت مساء أمس السبت، ضمن الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز. ويحتل مان سيتي المركز الثاني في جدول ترتيب البريميرليغ برصيد 14 نقطة من 6 جولات، حقق خلالها الفوز 4 مرات وتعادل في مناسبتين.

ونشر الحساب الرسمي للسيتي باللغة العربية فيديو لهدف سجله النجم الأرجنتيني جوليان ألفاريز في شباك فولهام خلال الموسم قبل الماضي 2022 – 2023. وجاء الهدف بعد تمريرة حاسمة من رياض محرز، لينجح من خلالها النجم الأرجنتيني في هز شباك فولهام بتسديدة صاروخية، وذلك قبل أن يرحل الأخير في الصيف الماضي صوب أتلتيكو مدريد.

وكتب حساب مان سيتي على الفيديو “تمريرة حاسمة من ساحر العرب رياض محرز وإنهاء ولا أروع من العنكبوت ألفاريز في مرمى فولهام”. وكان محرز قد رحل عن صفوف مان سيتي خلال صيف 2023، مقررا الانضمام إلى صفوف الراقي مقابل 35 مليون يورو. وكشفت تقارير صحفية أن هناك ناديا سعوديا مهتما بالتعاقد مع الأرجنتيني مارتين أنسيلمي المدير الفني لنادي كروز أزول المكسيكي، خلال الفترة المقبلة.

التقارير أكدت أنه لم يتم الكشف عن هوية النادي الذي يتفاوض مع المدرب الأرجنتيني خلال الفترة الحالية، مع وجود توقعات بأن النادي الأهلي هو الذي يرغب في التعاقد معه لخلافة الألماني ماتياس يايسله، القريب من الرحيل عن تدريب الراقي.

♦ حمد المنتشري أسطورة نادي الاتحاد السعودي طالب إدارة الأهلي بضرورة التدخل سريعا وإقالة الألماني ماتياس يايسله

وأوضحت أن الإدارة لم تبلغ يايسله بأي قرار بسبب التركيز على مباراة الوصل، ولكن هناك استقرارا تاماً على رحيل المدرب عقب لقاء الوصل وإسناد المهمة إلى مدير فني جديد. وتفاضل إدارة الأهلي بين الإنجليزي فرانك لامبارد مدرب تشيلسي الأسبق والبرتغالي روي فيتوريا المدرب المتوج مع النصر من قبل بلقب الدوري السعودي. ويواجه يايسله انتقادات واسعة بسبب تراجع نتائج فريقه في الفترة الماضية.

وذكرت التقارير الصحفية أن اسهم فيتوريا، مدرب النصر السابق، أرجح من لامبارد في قيادة القطب الجداوي، نظير خبرته وسيرته الذاتية التي تفوق تدريبيا نظيرتها لدى المدرب الإنجليزي الذي تولى تدريب تشيلسي عام 2019 وإيفرتون عام 2022 دون تحقيق ألقاب.

وفاز فيتوريا بأول ألقابه في بلاده، حينما حقق لقب كأس البرتغال مع فيتوريا جيماريش موسم 2012 – 2013، قبل أن يقود بنفيكا من 2015 إلى 2019، ويتوج معه بستة ألقاب متعددة. وحط فيتوريا صاحب 54 عاما رحاله في النصر خلال يناير 2019، وتحصل معه على دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين 2018 – 2019، وكأس السوبر السعودي 2019 أمام التعاون بركلات الترجيح، قبل أن يرحل في ديسمبر 2020، ويدرب سبارتاك موسكو حتى ديسمبر 2021، والمنتخب المصري من يوليو 2022 حتى فبراير 2024.

وطالب حمد المنتشري، أسطورة نادي الاتحاد السعودي، إدارة الأهلي بضرورة التدخل سريعا وإقالة الألماني ماتياس يايسله. وقال المنتشري في تصريحات صحفية “قلت رأيي سابقا، الحل الأمثل والأسلم للأهلاوية هو إقالة يايسله والبحث عن مدرب مميز يكون مطلعا على الدوري السعودي”.

وأضاف “الأهلي يضم لاعبين أجانب مميزين ومحليين جيدين يستطيعون أن ينافسوا داخل أرض الملعب، ولكن ما نراه عكس ما نتحدث عنه، ومن يتحمل كل هذا هو مدرب الفريق، حتى بدنيا لا تشعر أن اللاعبين جيدون، لا نشعر بالقيادة والرغبة داخل أرض الملعب”. وتابع “عندما تنظر للأهلي من بعيد وتقيم عمل المدرب لا نجد شيئا جديدا، والأخطاء الدفاعية متكررة من الموسم الماضي، وهذا العام نجد أخطاء قاتلة، الأهلي لن يتطور مع المدرب فنيا والثقة بينه وبين اللاعبين أصبحت مهزوزة”.

16