الأفريقي التونسي يبدأ التعافي من بوابة أفريقيا

تونس – منذ أشهر قليلة فقط لم يكن أحد من أنصار الأفريقي يتوقع أن يتمكن فريقهم من التقدم في المسابقة الأفريقية وبلوغ مرحلة المجموعات لدوري الأبطال، خاصة بعد أن أوقعت القرعة الخاصة بالأدوار التمهيدية في مواجهة فريقين قويين هما الجيش الرواندي والهلال السوداني الذي يملك خبرة كبيرة في المسابقات القارية.
فبعد بداية “كارثية” ضمن منافسات الدوري المحلي بسبب المشاكل المالية وضعف مستوى المنتدبين الجدد كانت حظوظ الأفريقي شبه منعدمة في اللحاق بـ”الكبار” في مسابقة دوري الأبطال، فضلا عن ذلك عاش الفريق على وقع تغييرات عديدة شملت الجهاز الفني وكذلك اللاعبين، إذ لم يشهد الأفريقي الاستقرار المطلوب في أغلب مبارياته خلال بداية الموسم ليتلقى سلسلة من الهزائم جعلته يحتل في بعض الفترات المركز قبل الأخير.
لكن خلال الفترة الأخيرة بدأ الفريق يستعيد تدريجيا توازنه ونجح في تحسين نتائجه محليا ليحقق الفوز في آخر مباراتين له ضمن منافسات الدوري. بالتوازي مع ذلك تركزت كل الجهود من أجل التألق ضمن المسابقة القارية، فاستطاع أن يتخطى عقبة منافسه الجيش الرواندي إذ تعادل سلبا معه في رواندا قبل أن ينتصر عليه بملعب رادس بثلاثية. هذا النجاح الأولي فتح كل الأبواب من أجل التأكيد في الدور الثاني ضد الهلال السوداني، وفي هذا السياق أشار صانع ألعاب الفريق أسامة الدراجي في حديثه لـ”العرب” إلى أن اللاعبين اتحدوا من أجل تحقيق بعض المكاسب للفريق والسعي لتجاوز مرحلة الشك التي اعترت مسيرة الأفريقي في بداية الموسم.
ثمرة العمل
أسامة الدراجي عاد في بداية الموسم إلى الأفريقي بعد فشل صفقة تحوله إلى الوداد البيضاوي المغربي، نجح سريعا في ترك بصمته حيث بات من أفضل العناصر وساهم بشكل كبير في تحقيق الانتصارات الأخيرة للفريق، وخاصة في المسابقة القارية وهو ما جعله يتوج بجائزة أفضل لاعب تونسي خلال شهر نوفمبر. الدراجي أوضح قائلا في هذا السياق “عند عودتي إلى الأفريقي لم أخسر الكثير من الوقت حيث استفدت كثيرا من معرفتي الجيدة للفريق وعملت جاهدا على تحسين قدراتي وأساهم من موقعي في الخروج من هذه الأزمة”، مضيفا أن الأفريقي لم تخدمه الظروف منذ بداية الموسم، حيث تعرض عدد كبير من اللاعبين للإصابة، كما أثرت المشاكل المالية والعقوبات المسلطة ضد النادي بشكل سلبي وساهمت في تدهور النتائج خلال الجولات الأولى من الدوري المحلي.
نجاح الأفريقي ضمن المسابقة القارية ووصوله إلى دور المجموعات الذي لم يتأهل له منذ سنة 1997، جعل جميع العناصر في الفريق يتنفسون الصعداء ويتكهنون بقدرة الأفريقي على تحقيق أهدافه في هذا الموسم، ومن بينهم أسامة الدراجي الذي عبّر عن سعادته البالغة بعد تخطي عقبة الهلال السوداني، قائلا في هذا المجال “كما ندرك جيدا صعوبة المهمة ضد منافس متمرس وقوي، لكننا تحدينا كل الظروف القاسية والصعوبات وحققنا فوزا ثمينا للغاية بثلاثة أهداف مقابل هدف في مباراة الذهاب على ملعبنا، هذه النتيجة عبّدت أمامنا طريق العبور لنقدم تبعا لذلك مباراة بطولية في مباراة العودة ونجحنا في الامتحان”.
إعادة السيناريو
وشدد النجم الأول في الفريق على ضرورة الاستفادة من هذا التأهل القاري من أجل مواصلة العمل والتخلص من تبعات النتائج السلبية في بداية الموسم، حيث أكد أن الأفريقي قادر على إعادة سيناريو الموسم الماضي بعد أن ظهر بشكل متواضع في البداية قبل أن ينهيه بالحصول على كأس تونس والحصول على المركز الثاني في الدوري، ليضيف قائلا “يجب علينا الاستفادة من هذا التأهل القاري، فمرحلة البناء تبدأ الآن، ندرك جيدا حجم الصعوبات التي يمر بها النادي بسبب العقوبات والمشاكل المالية، لكن بمقدورنا بهذه التركيبة من اللاعبين أن نحقق نتائج أفضل بكثير محليا وكذلك قاريا حيث نتطلع إلى المنافسة بقوة على التأهل للمربع الذهبي لدوري الأبطال”.