الأطفال ضحايا مواقع التواصل الاجتماعي.. ماذا عن الكبار

لندن - لم يتوقف استخدام منصات التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال عن إثارة الجدل بين من يرى ضرورة منع من هم دون سن السادسة عشرة من الولوج إليها بالمطلق، وبين من يرى أن الرقابة الحكومية، ورقابة الأهل، والتوعية، كافية لحماية الأطفال والمراهقين.
قائمة الدول التي تبحث عن حل لهذه المشكل تتزايد، وآخر المنضمين إليها أستراليا حيث قررت حكومتها منع الأطفال من استخدام منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك إكس وتيك توك وفيسبوك وإنستغرام، حتى بلوغهم سن السادسة عشرة.
ويحظى قرار الحكومة في أستراليا بشعبية سياسية حتى بين أحزاب المعارضة التي تقول إنها كانت ستفعل الشيء نفسه حال فوزها في الانتخابات المقرر إجراؤها في غضون أشهر لو لم تتحرك الحكومة أولا.
ومع انتشار وسائط التواصل الاجتماعي دأب الخبراء على التحذير من مخاطر عديدة يمكن أن تنجم عن ولوج الأطفال لهذه الوسائط، منها ما هو نفسي، حيث يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط إلى زيادة مستويات القلق والاكتئاب لدى الأطفال وفقدان مهارات التواصل الاجتماعي.
◙ الاستخدام المفرط يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات القلق والاكتئاب لدى الأطفال وفقدان مهارات التواصل الاجتماعي
وقد يتسبب الاستخدام المستمر للأجهزة الإلكترونية في اضطرابات النوم، مما يؤثر سلبًا على الصحة. ويحمل الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات مشاكل صحية إضافية مثل السمنة وضعف النظر.
وهناك مخاوف أيضا من تعرض الأطفال للتنمر الإلكتروني، مما يؤثر على ثقتهم بأنفسهم وصحتهم النفسية. وقد يصل الأمر أحيانا إلى الأطفال للابتزاز أو التحرش من قبل أشخاص غير معروفين. من الناحية السياسية تبدو المهمة بسيطة، إصدار قرار وطرحه للتصويت مع ضمان الموافقة عليه. لكن من الناحية العملية قد يكون الحل أصعب بكثير.
لا يحتاج المرء ليكون خبيرا لملاحظة الآثار السلبية لما بات يعرف اليوم بإدمان الإنترنت، وبالتحديد إدمان تصفح وسائل الاتصال الجماعي. وأكبر خطأ يرتكبه البالغون، الذين يعتقدون أنهم يعرفون مصلحة أطفالهم، هو تجاهل أنهم هم أيضا عرضة لمخاطر الولوج لمواقع التواصل الاجتماعي، ويحتاجون إلى من يساعدهم من الهبوط من فوق الشجرة، قبل أن يساعدوا أطفالهم على الهبوط من فوقها.
هناك مجموعة من الحلول وضعها خبراء في هذا المجال، منها وضع قواعد واضحة وتحديد أوقات محددة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ووضع قيود على المحتوى الذي يمكن للأطفال الوصول إليه. وتعليم الأطفال حول مخاطر الإنترنت وكيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل آمن. ومتابعة نشاطهم والتحدث معهم بانتظام حول تجاربهم ومشاكلهم. وتشجيعهم على المشاركة في أنشطة أخرى مثل الرياضة أو الهوايات لتقليل الوقت الذي يقضونه على الإنترنت وتصفح المواقع الاجتماعية.
وهناك أيضا تطبيقات يمكن أن تساعد الأسر على مراقبة نشاط أطفالهم على الإنترنت وحمايتهم من المخاطر وذلك بتقييد وصولهم إلى المحتوى غير المناسب. الحلول والتطبيقات المقترحة ستصطدم بعقبة أساسية وهي أن الكبار سبقوا أطفالهم في تسلق الشجرة، ويحتاجون لمن يساعدهم على الهبوط من فوقها قبل أن يقدموا الوعظ والإرشاد لصغارهم.