الأطباق الطائرة: حقيقة أم خيال غذته الثقافة الشعبية

السينما تجسد الكائنات الفضائية والعلماء يبحثون عن الأدلة.
الأحد 2023/08/20
العلم لم يحسم الجدل

استقرت حكاية الأطباق الطائرة والكائنات الفضائية في ذاكرة الناس، وساهمت في ترسيخها السينما التي تحدثت في أفلام عديدة عن هذه الكائنات التي ما زال العلماء يبحثون عن دليل علمي واضح لوجودها. في حين أن هذا الملف أصبح موجودا بين أيدي أعضاء الكونغرس الأميركي، كما أن ناسا شكلت لجنة مكونة من علماء من اختصاصات متعددة للبحث في حقيقة الكائنات الفضائية.

برلين - فيما يبحث الكونغرس الأميركي في خفايا وملابسات برامج الأبحاث الخاصة بـ"الأجسام الطائرة المجهولة" رصدت دويتشة فيللة في تقرير لها تأثير الأجسام الطائرة المجهولة والكائنات الفضائية على الثقافة الشعبية. ولأكثر من قرن، جاب العلماء الكون بحثا عن علامات تشير إلى وجود حياة أخرى خارج كوكب الأرض، وهو مسعى أثبت أنه غير مجد حتى الآن.. إلا لدى المقتنعين بنظرية مفادها أن الحكومة الأميركية تخفي كائنات فضائية في قاعدة نائية في نيفادا.

وشهد الأسبوع الماضي عقد الكونغرس جلسة استماع عامة تناولت قضية قد يراها البعض غريبة؛ إذ ناقش النواب الأميركيون قضية "الأجسام الطائرة المجهولة"، وذلك لأول مرة في التاريخ وسط تنامي المخاوف بشأن التهديدات التي تكون مصدرها هذه الأجسام على قطاع السفر وعلى الأمن القومي.

وتناولت الجلسة كذلك قضية تستر محتمل لبرامج تمولها الحكومة الأميركية بهدف التحقيق في الأجسام الطائرة غير البشرية. وشكّلت ناسا لجنة مكونة من علماء من اختصاصات متعددة ومتنوعة بدأت بحث القضية منذ العام الماضي وقد عقدت مؤخرا أول اجتماع علني مع الجمهور لمناقشة النتائج والمعطيات الحالية.

تزايد عدد المقتنعين بنظرية مفادها أن الحكومة الأميركية تخفي كائنات فضائية في قاعدة عسكرية نائية في نيفادا
◙ تزايد عدد المقتنعين بنظرية مفادها أن الحكومة الأميركية تخفي كائنات فضائية في قاعدة عسكرية نائية في نيفادا

وتحدث رئيس اللجنة ديفيد سبيرغل عن التحديات التي تواجه المنهج العلمي في هذه القضية قائلا “البيانات الحالية وإفادات شهود العيان لوحدها ليست كافية للتوصل إلى دليل استنتاجي حول طبيعة وأصل كل حالة تتعلق بظاهرة الأجسام الجوية".

وأضاف أنه من أجل فهم دقيق لظاهرة الأجسام الجوية فإنه يجب أن تكون هناك مقاربة تحرص على تطبيق معايير دقيقة في جمع البيانات وتحليلها. وتابع بالقول "ستؤدي هذه المقاربة إلى المساعدة في فهم المشاهدات غير المفسرة للأجسام الطائرة. لكن حتى مع تطبيق ذلك فليست هناك ضمانات أنه سيكون من الممكن تفسير كل المشاهدات".

وفي برلين قام المسؤولون عن معرض يحمل اسم “جسم طائر مجهول عام 1665” في مكتبة برلين للفنون بتنظيم زيارة مجانية قبل أيام لمناقشة قضية الكائنات الفضائية المثيرة للجدل.

ويعود اسم المعرض إلى مزاعم بوجود جسم طائر مجهول في ألمانيا قبل 350 عاماً، إذ قِيل في الثامن من أبريل من ذاك العام إن “ستة صيادين رصدوا ظاهرة سماوية غير مفهومة تمثلت بنشوب معركة جوية فوق بحر البلطيق بالقرب من مدينة شترالسوند الألمانية”، بحسب موقع “المتاحف الوطنية في برلين".

وعلى مر السنين، ظلت الأجسام الطائرة المجهولة وما تحمله من كائنات فضائية مزعومة تزور الأرض محور كتب ومقالات وأفلام حتى باتت جزءاً من الثقافة الشعبية رغم عدم إثبات ذلك علمياً. وقد ساعدت هوليوود في زيادة الزخم بشأن الأجسام الطائرة المجهولة حيث أنتجت أعمالا أبرزها المسلسل التلفزيوني "مورك وميندي" في السبعينات من القرن الماضي، وفيلم "إكس فايلز" (الملفات الغامضة) وفيلم "إي.تي" وفيلم "من إن بلاك" (رجال في ملابس سوداء).

ولم يتوقف الأمر على الأفلام بل ألهمت الأجسام الطائرة المجهولة بعض الفرق الموسيقية مثل فرقتي “الكاربنترز” و”راديوهيد” في بريطانيا. وأصبحت الأجسام الطائرة المجهولة والكائنات الفضائية التي يُزعم أنها تقصد الأرض وتتفاعل مع البشر جزءاً من ثقافتنا.

ويدور مسلسل "مورك وميندي" الذي أنتج في سبعينات القرن الماضي حول الكائن الفضائي "مورك" الذي لعب دوره الفنان الكوميدي الراحل روبين ويليامز. وجاء مورك من كوكب "أورك" إلى الأرض لدراسة سلوك البشر وهبط في مدينة بولدر بولاية كولورادو حيث التقى بميندي وهي صحافية شابة لعبت دورها الممثلة الأميركية باميلا دوبر.

أطباق

ويعد فيلم الخيال العلمي “إي.تي” والذي أنتج عام 1982 من أكثر الأفلام التي تدور حول الكائنات الفضائية رواجاً في العالم من بطولة هنري توماس ودرو باريمور وإخراج ستيفن سبيلبرغ وتأليف ميليسا ماثيسون. ويسرد الفيلم قصة الكائن الفضائي "إي.تي" الذي يهبط على الأرض ويرغب في العودة إلى وطنه بعدما تقطعت به السبل في إحدى ضواحي ولاية كاليفورنيا الأميركية حيث يلتقي بالطفل إليوت الذي يساعده في العودة مجددا إلى الفضاء.

ويعد الفيلم، وهو من بطولة ويل سميث وتومي لي جونز، من أشهر أفلام الخيال العلمي الكوميدية الأميركية. وتدور أحداثه حول كاي وجاي اللذين يعملان في وكالة تموّلها الحكومة بشكل سري لمراقبة نشاط الكائنات الفضائية على كوكب الأرض.

◙ الأجسام الطائرة المجهولة ظلت محور كتب ومقالات وأفلام، حتى باتت جزءا من الثقافة الشعبية رغم عدم إثبات ذلك علميا

وفي العمل يحقق البطلان في محاولة قاتل فضائي محترف حط رحاله على الأرض اغتيال اثنين من سفراء المجرات المعارضة يقيمان في مدينة نيويورك. وحققت النسخة الأولى من الفيلم في عام 1997 نجاحاً كبيراً بأرباح تجاوزت 600 مليون دولار في جميع أنحاء العالم فيما بلغت ميزانية الفيلم أكثر من 90 مليون دولار.

ويبدو أن عدد المقتنعين بنظرية مفادها أن الحكومة الأميركية تخفي كائنات فضائية في قاعدة نائية في نيفادا تزايد. وأكد على فيسبوك أكثر من 1.3 مليون شخص ذهابهم إلى حدث “اقتحام إيريا 51، لا يمكنهم إيقافنا جميعا”، المقرر إجراؤه في الساعات الأولى من يوم 20 سبتمبر، وقال مليون شخص آخر إنهم مهتمون بالذهاب.

وتعدّ المنطقة 51 قاعدة بالغة السرية تابعة للقوات الجوية الأميركية في صحراء نيفادا، ولم تعترف وكالة الاستخبارات المركزية بوجودها حتى العام 2013.

وأوضح منظمو الحدث على فيسبوك "سنلتقي جميعا في مركز المخلوقات الفضائية في المنطقة 51، وننسق دخولنا". وقد أنتج الحدث عددا لا يحصى من الرسوم التعبيرية، يركز الكثير منها على أفضل السبل لتشتيت انتباه الحراس في القاعدة؛ حتى يتمكن الآخرون من التسلل إلى المنطقة المحظورة.

طالبو الأطباق كما يشتهون

13