الأسترالي كيريوس على المسار الصحيح في بطولة ويمبلدون

سيدني - بدا المشاغب والعبقري الأسترالي نيك كيريوس متصالحا مع نفسه بعد بلوغه الدور ربع النهائي من بطولة ويمبلدون لكرة المضرب، ثالثة البطولات الأربع الكبرى.
وصدم الأسترالي عالم الكرة الصفراء عام 2014 عندما تغلب بعمر التاسعة عشرة على الإسباني رافائيل نادال ليبلغ الدور ربع النهائي في ويمبلدون أيضا. لكن جنوحه نحو السلوك السيء ونوبات الغضب التي تنتابه على أرضية الملعب منذ سطوع نجمه، طغيا على موهبته وأثرا سلبا على تطوير مستواه.
وبعد انقضاء ثماني سنوات على إنجازه ضد نادال، ها هو يبلغ الدور ربع النهائي مجددا على العشب الإنجليزي. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يملك فرصة الوصول إلى مستوى الإمكانيات التي يملكها؟ ويقول نادال الذي قد يواجهه كيريوس في نصف النهائي في حال اجتازا ربع النهائي "هو لاعب يملك موهبة كبيرة ويستطيع إحراز البطولات الكبرى أو حتى المنافسة على المركز الأول في التصنيف العالمي".
وأضاف "إنه ليس شخصا سيئا لكنه يفتقد إلى الاحترام تجاه الجمهور وتجاه منافسه وتجاه نفسه أيضا”. في المقابل انتقد اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس، الذي خسر أمامه بأربع مجموعات في الدور الثالث، "الجانب الشرير" لكيريوس.

وأضاف في مؤتمر صحافي بعد المباراة "إنه يتنمر على المنافسين. ربما كان متنمرا في المدرسة. أنا لا أحب المتنمرين. أنا لا أحب الأشخاص الذين يحطون من قدر الآخرين. لديه بعض السمات الجيدة في شخصيته أيضا، ولكن.. لديه أيضا جانب شرير جدا والذي إذا تم الكشف عنه يمكنه أن يسبب للناس من حوله الكثير من الأذى والسوء".
ويتذكر المدرب أندرو بولي، الذي أشرف على كيريوس طفلا في الرابعة من عمره بالمركز الوطني للتدريب في أستراليا، أنه كان "قصيرا وبدينا وحيويا" وكان يتطلع إلى تلقي التدريبات بمعية شقيقه وشقيقته. ولطالما كان أفضل من زملائه لكنه "لم يكن يملك شيئا مميزا" حتى نما جسده في مطلع المراهقة ما جعل من كيرويس لاعبا طويل القامة يملك إرسالات صاروخية ويعتبر الأبرز في هذا المجال.
وإذا كان جميع الأطفال يتدربون بإشراف بولي كما يُطلب منهم "فإن نيك كان دائما يقوم بتجارب، وهو ما ترونه عندما يلعب الآن فهو يملك 4 أو 5 خيارات دائما". لكنه في المقابل كان يفقد الصبر أمام تحد سهل أو صعب جدا. في سن السابعة عشرة، كان كيريوس اللاعب رقم واحد في تصنيف اللاعبين الشبان من خلال تتويجه بلقب بطولة أستراليا المفتوحة لهذه الفئة العمرية.
وكان يحظى بدعم والده جورجيوس اليوناني الأصل وأمه الماليزية نور ليلى، وكلاهما حثه على الانضباط والمثابرة. وعاشت والدته في كنف عائلة ملكية في سيلانغور، لكنها تخلت عن لقبها عندما انتقلت إلى العيش في أستراليا.
ويصف جورجيوس ابنه بأنه "مثالي" وقاس جدا تجاه نفسه. ومنذ تألقه لم يملك كيريوس مدربا خاصا به ويبدو أنه لا يحبذ الفكرة، وقال في هذا الصدد "لا أعتقد أن أي مدرب جاهز لي وأريد أن أجنبه هذا الأمر لأن ذلك سيكون بمثابة الكابوس. فأنا صراحة لا أحبذ الاستماع إلى النصائح".