الأجهزة الإلكترونية القديمة تسد الفجوة الرقمية

العديد من الأسر الفقيرة لا تزال تكافح "الفجوة الرقمية" التي تهدد بتوسيع الفجوات التعليمية الحالية.
الاثنين 2021/02/01
بسبب كورونا أصبح المنزل فصلا دراسيا

لندن – عندما شعرت الأم البريطانية العزباء مارثا، أن هناك إغلاقا جديدا يلوح في الأفق بسبب جائحة كوفيد – 19، كان التعليم عبر الإنترنت أحد أكبر مخاوفها، فلها ثلاثة أبناء ولا يوجد في منزلها جهاز كمبيوتر.

وعانى أطفال مارثا، الذين كانوا جميعا في المدرسة الابتدائية في لندن، خلال الموجة الأولى من إغلاق المدارس العام الماضي، وكانوا غير قادرين على الوصول إلى الدروس الرقمية في مدرستهم وانقطع تواصلهم مع زملائهم في الفصل.

الفقر الرقمي

وقالت مارثا، التي طلبت عدم الكشف عن اسمها الكامل لحماية هوية الأسرة “لقد فاتهم التعرف على الأساسيات وفقدوا أشياء أساسية مثل الاتصال بأصدقائهم”. ونظرا لعدم قدرتها على شراء جهاز كمبيوتر، وجدت المساعدة من “كاتبايتس” في جنوب لندن، وهي واحدة من عدد متزايد من المبادرات المجتمعية التي توزع أجهزة الكمبيوتر الممنوحة للأطفال والمجموعات الأخرى المتضررة من “الفقر الرقمي” أثناء الوباء.

وتابعت مارثا، التي استطاعت استعارة كمبيوتر محمول من مكتبة كاتبايتس للتكنولوجيا وحصلت لاحقا على كمبيوتر آخر من المدرسة، إن أطفالها سعداء لأنهم يستطيعون مواصلة عملهم المدرسي. وقالت لمؤسسة تومسون رويترز عبر الهاتف من بيتها في جنوب لندن، إن “المنزل أصبح فصلهم الدراسي”.

ولم يكن لدى واحدة من كل 10 أسر بريطانية (بما في ذلك ما يصل إلى 1.8 مليون طفل) جهاز كمبيوتر أو جهاز لوحي في المنزل في بداية الوباء، وفقا لتقديرات هيئة تنظيم الاتصالات في بريطانيا “أوفكوم”.

ليست التكنولوجيا المتبرع بها في حالة ممتازة دائما، لكن الوصول إلى جهاز كمبيوتر أو جهاز لوحي يمكن أن يحدث فرقا كبيرا للطلاب وعائلاتهم

ووجدت أن ما يصل إلى 900 ألف طفل لديهم اتصال بالإنترنت في المنزل من خلال شبكة الهاتف المحمول فقط. وواجه الكثيرون صعوبة في مواكبة الفصول الدراسية منذ بدء الإغلاق الوطني الثالث في إنجلترا في 4 يناير، الذي أدى إلى إغلاق معظم المدارس. وتعهدت الحكومة بتوفير أكثر من مليون جهاز كمبيوتر محمول لمساعدة الأطفال على الاتصال بالإنترنت، وقالت إن أولئك الذين ليس لديهم أجهزة كمبيوتر في المنزل يمكنهم الذهاب إلى المدرسة إذا لزم الأمر.

لكن خبراء التعليم والجمعيات الخيرية حذروا من أن العديد من الأسر الفقيرة لا تزال تكافح “الفجوة الرقمية” التي تهدد بتوسيع الفجوات التعليمية الحالية.

وقالت كيت أنستي، وهي مديرة مشروع في منظمة “تشايلد بوفرتي أكشن غروب” الخيرية، “نعلم أنه لا يزال هناك العديد من الأطفال غير قادرين على اللحاق بالركب”، وحثت السلطات على العمل لحل مشكلة الدروس التي فوّتوها خلال أول إغلاق في العام الماضي.

وقالت “سمعنا عن تلاميذ المدارس الثانوية يحاولون كتابة واجباتهم على الهواتف، ويصطف الأطفال في طوابير لاستخدام جهاز واحد في المنزل، ويستيقظ الآباء مبكرا لنسخ الدروس لأطفالهم”.

نفايات التكنولوجيا

ظهرت العشرات من برامج التبرع بالكمبيوتر التي يقودها المجتمع والأعمال في جميع أنحاء البلاد للمساعدة في سد الفجوات، وهي فروع من مجموعات “المساعدة المتبادلة” المجتمعية التي أنشئت في العديد من الأحياء لمساعدة المحتاجين أثناء الوباء.

وقالت كات سميث، وهي متطوعة في”لامبيث تك إيد” ومقرها لندن والتي تأسست في أبريل 2020 “كان الطلب موجودا دائما ولكنه ارتفع في الأسابيع الأخيرة مع إغلاق المدارس”.

وقالت نينا بورتر، وهي من المنظّمين ضمن مخطط التبرع بالكمبيوتر المحمول في إيست ساري، إن عدد المكالمات “انفجر” في الأسابيع الأخيرة، مع تدفق عروض المعدات. وقال المنظمون إنهم فوجئوا بمستوى الحاجة، إذ طلبت بعض المدارس أكثر من مئة جهاز للطلاب المحتاجين لها. ومن خلال جمع أجهزة الكمبيوتر القديمة لتجديدها وإعادة استخدامها، تسلط المخططات الضوء على المشكلات المتعلقة بنفايات التكنولوجيا أيضا.

وقال يوغو فالوري، من مؤسسة “ذي ريستارت بروجكت” الخيرية لإصلاح التكنولوجيا وإعادة استخدامها، والتي تدير قائمة بمشاريع التبرع بالكمبيوتر في جميع أنحاء البلاد “يظهر أن هناك الكثير الذي يمكن القيام به بالموارد الموجودة في مجتمعنا بالفعل”.

وليست التكنولوجيا المتبرع بها في حالة ممتازة دائما، لكن الوصول إلى جهاز كمبيوتر أو جهاز لوحي يمكن أن يحدث فرقا كبيرا للطلاب وعائلاتهم.

وقال سيمون هواتسون، الرئيس التنفيذي لشركة إعادة استخدام التكنولوجيا “ريباير” التي تشارك في مخطط “دونايت ديجيتال” في شمال شرق البلاد “إنها حاجة كبيرة. وبعد أوّل تجربة لنا، اتصل بي مدير المدرسة وقال إن العائلات ممتنة للفارق الذي أحدثته هذه المبادرات”.

12