الآن يمكنك أن تسأل غوغل كما يحلو لك

طور العملاق الأميركي غوغل أدوات محرك بحثه على الإنترنت، بحيث صار قادرا على فهم طلبات مستخدميه اليومية بدلا من تحليل كل كلمة بمفردها أو إضافة مفردات أكثر.
كاليفورنيا (الولايات المتحدة)- كشفت شركة خدمات الإنترنت غوغل عن تطوير أدوات محرك البحث على الإنترنت لكي يتمكن من تحليل اللغة العادية للمستخدمين بصورة أفضل لتسهيل الوصول إلى المعلومات التي يبحث عنها المستخدم بدقة أكبر.
وأوضح العملاق الأميركي أن الهدف من التحديث، هو السماح بأن تعكس عبارات البحث التي يكتبها المستخدمون طريقتهم في الحديث في الحياة اليومية، بدلا من اضطرارهم إلى إدخال سلسلة من الكلمات الدليلية أو الرئيسية التي يعتقدون أن محرك البحث يفهمها بصورة أفضل. كما يهدف هذا التعديل إلى تفسير الاستفسارات بشكل أفضل عند كتابتها على شكل جملة كاملة.
وبحسب مصادر إعلامية، فإن غوغل تسعى للتأثير على نحو 10 بالمئة من طلبات البحث المقدمة باللغة الإنكليزية في الولايات المتحدة، على أن تعمل على معالجة بقية اللغات والبلدان الأخرى في وقت لاحق.
وتلجأ المجموعة العملاقة في مجال التكنولوجيا إلى التقنية المعروفة بـ”التعلّم التلقائي” (ماشين ليرنينغ) لتحسين فهم الطلبات المقدّمة بالإنكليزية الدارجة.
وتستند هذه الأداة إلى تقنية تعرف بـ”بيرت” (بايدايركشونال إنكودر ريبريزنتايشنز فروم ترانسفورمرز) وهي قادرة على فهم المعنى الكامل لجملة ما بدلا من تحليل كل كلمة على حدة.
وكما الحال مع البشر، تستوعب هذه البرمجية معنى الطلبات حتى عندما لا تكون صياغة هذه الأخيرة واضحة أو مكتملة.
ونقل موقع “سي نت دوت كوم” المتخصص في موضوعات التكنولوجيا عن باندو ناياك أحد نواب رئيس غوغل، أن التحسينات الجديدة التي تم إدخالها على محرك البحث تمثل “أكبر قفزة إلى الأمام خلال السنوات الخمس الماضية وإحدى أكبر القفزات في تاريخ البحث على الإنترنت”.
وأشار الموقع إلى أن هذه التحسينات أصبحت ممكنة بفضل التكنولوجيا الجديدة التي طورتها شركة غوغل في العام الماضي والمعروفة اختصارا بالحروف “بي.إي.آر.تي” والتي تتيح لمحرك البحث فهما أفضل لسياق أي جملة يتم استخدامها في البحث.
الهدف من التحديث، هو السماح بأن تعكس عبارات البحث التي يكتبها المستخدمون طريقتهم في الحديث في الحياة اليومية، بدلا من اضطرارهم إلى إدخال سلسلة من الكلمات الدليلية أو الرئيسية
إذا كان المستخدم يبحث عن معلومات خاصة بالسفر إلى بلد آخر، على سبيل المثال، فإن محرك البحث سيدرك أهمية كلمة “إلى” وهي عكس كلمة “من”، أو أنه لن يعطي الكلمة وزنا كافيا للتأثير على نتائج البحث.
ويذكر أن هذه التحسينات تستهدف إعطاء محرك البحث غوغل الذي تم إطلاقه لأول مرة منذ نحو 20 عاما، روحا جديدة تواكب متطلبات العصر.
وكانت شركة غوغل قد أعلنت في الشهر الماضي خاصية جديدة تتيح للمستخدمين التحرك يمينا أو يسارا على تقييمات البرامج التلفزيونية أو الأفلام من أجل تحسين قدرة لوغاريتمات بحث غوغل على فهم تفضيلات المستخدم.
ويأتي ذلك في حين ما زال محرك البحث هو الدجاجة التي تبيض ذهبا لشركة غوغل حتى الآن، حيث تقدر قيمة إيرادات غوغل بحوالي 115 مليار دولار سنويا، تأتي أكثر من 85 بالمئة منها من الإعلانات التي يتم بث أغلبها على خدمة محرك البحث.
وتجدر الإشارة إلى أن غوغل قالت، الأربعاء الماضي، إنها حققت فتحا جديدا في أبحاث الكمبيوتر باستخدام كمبيوتر كمومي الذي استطاع أن يحل في دقائق مسألة معقدة كان أقوى كمبيوتر خارق متوافر حاليا سيستغرق الآلاف من السنين لحلها.
وتخوض الشركة سباقا مع منافسين مثل آي.بي.أم ومايكروسوفت على الاستغلال التجاري للتكنولوجيا وبيعها من خلال وحدات للحوسبة السحابية.