اكتشاف حمّام روماني يثير جدلا في الأردن

بقايا أقبية للحرق والتسخين تكشف عن علامات تدلل على وجود نظام متطور للتدفئة.
الخميس 2020/12/31
بين حماية المدينة والمحافظة علة الآثار

عمان - وضع اكتشاف بقايا حمامات رومانية قديمة أثناء بناء شبكة رئيسية لتصريف المياه في وسط العاصمة الأردنية عمّان المسؤولين أمام معضلة تتعلق بحماية المدينة من الفيضانات مع الحفاظ على الآثار تحت الشوارع في الآن ذاته.

وتم تشكيل لجنة حكومية للنظر في هذه المسألة والخروج بقرار بشأن ما إذا كان سيتم التوسع في أعمال التنقيب في الموقع أو المضي قدما في شق قناة تحت الأرض لتفادي مياه السيول التي تجتاح عمان من الجبال المحيطة.

وتكشف بقايا أقبية الحرق والتسخين عن علامات تدلل على وجود نظام متطور للتدفئة فيما يعتقد علماء الآثار أنه أول اكتشاف من نوعه بين أطلال مدينة فيلادلفيا القديمة التي بنيت عمان على أطلالها.

وقال يزيد عليان مدير دائرة الآثار العامة إنهم سيوازنون بين احتياجات حماية المدينة من الفيضانات والحفاظ على الآثار تحت الشوارع.

وأوضح “تعد عمان من المدن الكبرى الرومانية بمدرجها الذي يتسع لحوالي 6 آلاف مشاهد، لذلك فمن المتوقع أن يكون حمامها من أكبر الحمامات الرومانية، لكن للأسف اكتشفنا فقط الطابق السفلي وهو المخصص للحرق والتسخين، وقد اضطرت دائرة الآثار العامة لتوقيف عمل قناة تصريف المياه حتى نكتشف ونقيم الآثار الموجودة”.

 وأكد “نحن كأثريين لا يوجد اكتشاف غير مهم بالنسبة إلينا، لاسيما إذا كان متماسكا وله امتدادات ووظيفة واضحة، ويعبر عن فترة معينة، وهو ما يجتمع في هذا الاكتشاف حتى الآن، إذ توجد حاليا بعض البوابات للطابق الثاني، بالإضافة إلى أن غرف الحرق الموجودة شبه متكاملة في أجزاء منها”.

علماء الآثار يعتقدون أنه أول اكتشاف من نوعه بين أطلال مدينة فيلادلفيا القديمة التي بنيت عمان على أطلالها
علماء الآثار يعتقدون أنه أول اكتشاف من نوعه بين أطلال مدينة فيلادلفيا القديمة التي بنيت عمان على أطلالها

وتم تعليق العمل في شبكة تصريف المياه خلال عملية اتخاذ القرار. وأشار المتحدث باسم أمانة عمان الكبرى ناصر الرحامنة إلى أن “كل الجوانب تؤدي إلى بعضها في خدمة المدينة وفي خدمة المواطنين، ونحن مع أي قرار سيتم اتخاذه سواء كان سيكون في صالح الجانب التراثي أو في الجانب العملي والهندسي”.

وأضاف “سنكون جاهزين للتعاون وقبول أي حلول مقترحة، علما أن الاجتماعات والتنسيق على قدم وساق في هذه الفترة بين كل المؤسسات وخاصة مع دائرة الآثار العامة بهدف الخروج بحل مناسب”.

وعمان مدينة قديمة لا تزال ظاهرة فيها معالم كثيرة تعود للحضارة الرومانية، من المدرج الذي يسع 6000 متفرج إلى نافورة نيمفيوم ومعبد هرقل على أحد أعلى تلال عمان.

وتبرز مشاكل البنية التحتية المتدهورة وعشوائية التخطيط الحضري في المدينة التي يبلغ عدد سكانها أربعة ملايين نسمة والمبنية فوق حضارات متراكبة تمتد بين العمونيين والموآبيين والرومان واليونانيين والعصر الإسلامي.

وعبر مسؤولو البلدية بالفعل عن قلقهم من احتمال أن يؤدي تأخير مشروع تصريف المياه إلى ارتفاع منسوب المياه في وسط عمان وإغراقها بالمياه مرة أخرى خلال الشتاء.

24