اقتحام السفارة السويدية في بغداد.. رسائل عقائدية أم سياسية؟

لازالت فئات ليست بالقليلة من جماهير مدينة الصدر في بغداد معقل القواعد الشعبية للزعيم مقتدى الصدر، تتكلم باليقين القاطع عن عودة مرتقبة لزعيمهم إلى الساحة السياسية، وهم بانتظار ساعة الصفر لإعلان تلك العودة.
تحركات القيادات الصدرية لترتيب الأوضاع وإعادة التموضع الجماهيري والتي أشعلتها مناسبة الانتفاضة ضدّ الفعل المُسيء بحرق نسخة من القرآن من قبل مواطن عراقي لاجئ، أدى إلى اقتحام مبنى السفارة السويدية من قبل متظاهري التيار الصدري، ذكّر البعض من حكومة الإطار التنسيقي باقتحام مبنى البرلمان من قبل المتظاهرين أنفسهم.
التغريدات والتصريحات التي توزّعت هنا وهناك من قبل قيادات صدرية، واتهام حكومة الإطار التنسيقي بالوقوف عاجزة عن الرد أمام فعل حرق نسخة من القرآن بسبب التخوّف من ردود أفعال السفيرة الأميركية ألينا رومانوسكي، يكشف حجم التظاهرة التي أخذت أبعاداً سياسية في باطنها وعقائدية في ظاهرها.
ما تسرب من قيام السفارة الأميركية بإعطاء إجازة إجبارية لموظفيها حتى الثامن من محرّم، وهي المهلة التي أعطاها الصدر للقيام بفعاليات استنكارية للفعل الذي قام به مواطن في مملكة السويد، يوحي أن ما يلوح في المستقبل القريب قد يكون أكبر من عودة التيار الصدري إلى المشهد السياسي.
◙ انتفاضة القواعد الشعبية لمقتدى الصدر بتلويحة منه تعني جاهزيتها للفعل القادم في الغد، قد يكون حاضراً لعودة مقتدى الصدر القريبة مستغلاً ضعف حكومة الإطار التنسيقي في ردود أفعالها
رسائل سياسية متوازية مع عقائدية تلك التي أراد مقتدى الصدر إيصالها إلى الطرف الآخر، ويبدو أن الإطار التنسيقي قد استوعب هذه الرسالة بدليل أن ردود أفعاله لم تكن بحجم انتفاضة مقتدى الصدر، ربما لقناعتهم أن الصدر عائد إلى المشهد السياسي من خلال الثأر العقائدي.
عودة مقتدى الصدر قبل موعد الانتخابات المحلية المزمع إجرائها في نهاية العام الحالي، تعني قلب الطاولة على القوائم الانتخابية التي بدأت بوادر تشكيلها وبلورتها من خلال تحالفات بدأت تتآلف.
لازالت ذكريات اقتحام البرلمان العراقي من قبل أنصار التيار الصدري عالقة في الأذهان، حين أعلن زعيمهم تشكيل حكومة الأغلبية السياسية التي كانت من نتائجها فشل تلك المحاولة وانسحاب الصدر من الساحة السياسية، وفسح المجال لغرمائه التقليديين في أخذ مكانه بحكومة توافقية جعلته يترك العمل السياسي ولو مؤقتاً.
انتفاضة القواعد الشعبية لمقتدى الصدر بتلويحة منه تعني جاهزيتها للفعل القادم في الغد، وهو الحديث الذي كان يطفو في مناسبة دخول سفارة السويد في بغداد، قد يكون حاضراً لعودة مقتدى الصدر القريبة مستغلاً ضعف حكومة الإطار التنسيقي في ردود أفعالها واستسلام إرادتها أمام تحركات السفيرة رومانوسكي.
صيف ساخن بانتظار الأحداث السياسية التي يحملها قادم الأيام، وهو ما يدعونا إلى الترقّب ولا نملك غيره في أيام حُبلى بالمفاجآت.