افتتاح كأس العالم 2022.. اليوم المرتقب للعرب

الدوحة - على ملعب البيت في مدينة الخور الشمالية الذي يبعد نحو خمسين كيلومترا شمال العاصمة الدوحة والمستوحى من الخيمة التقليدية التي سكنها أهل البادية، تفتتح قطر البطولة المقامة مرّة كل أربع سنوات بمواجهة الإكوادور، أمام ستين ألف متفرّج.
وخلافا للنسخ السابقة من المونديال الذي انطلق عام 1930 في الأوروغواي، انتقلت المنافسة من فصل الصيف إلى مشارف الشتاء، بسبب درجات الحرارة الملتهبة في الخليج صيفا، ما أثار حنق البطولات الأوروبية الكبرى المجبرة على تجميد منافساتها لمدة شهر على الأقل.
ستة ملاعب تتسع لنحو أربعين ألف متفرّج، هي خليفة الوحيد المعاد تجديده، 974 (راس بوعبود سابقا)، أحمد بن علي (الريان)، الجنوب (الوكرة سابقا)، الثمامة والمدينة التعليمية، مقابل ستين ألف متفرج لملعب البيت وأكثر من ثمانين ألفا لملعب لوسيل الذي يستضيف المباراة النهائية في الثامن عشر من ديسمبر في اليوم الوطني لقطر، ويتوقع أن يتابعها مليار متفرّج حول العالم.
بعد فترة العزل
فنيا، يسعى المنتخب القطري إلى تجنب تجربة جنوب أفريقيا التي أصبحت عام 2010 أول دولة مضيفة تودّع من الدور الأول. بهذا الهدف، حصل منتخب قطر على إمكانات هائلة في السنوات الماضية، من خلال رعاية اللاعبين في أكاديمية أسباير المترفة، وتخصيص جهاز فني بقيادة الإسباني فيليكس سانشيز الذي ترعرع في أكاديمية لا ماسيا التابعة لنادي برشلونة الإسباني، وقام بعزله خمسة أشهر في أوروبا بعيدا عن أعين "المتطفلين".
لكن المستوى المتدني للدوري القطري، حيث يلعب جميع أفراد "العنّابي"، مقارنة بالبطولات الأوروبية الكبرى، يطرح تساؤلات حيال إمكانية مواجهة منتخبات الصفوة في العالم، وبينها هولندا مثلا التي تواجه قطر الجمعة المقبل. وأكد سانشيز السبت أن لاعبيه قدموا "تضحيات" على مدى السنوات الـ12 الماضية، واعدا بأن ثمار تلك الجهود ستظهر على أرض الملعب "بالطبع لم يكن لدينا بداية الكثير لنعمل به، كان لدينا لاعبون في الدوري المحلي، ونحن قرّرنا أن إحدى إمكانيات تقوية المنتخب الوطني هو أن تكون هناك فترات أطول للعب كي يتأهلوا إلى كادر المنتخب".
وبعد ثلاثة أيام على انسحاب السنغالي ساديو مانيه، أفضل لاعب أفريقي ووصيف أفضل لاعب في العالم، لإصابة تعرّض لها مع فريقه بايرن ميونخ الألماني، تعرّضت فرنسا حاملة اللقب لضربة قوية، تمثلت بانسحاب مهاجمها المخضرم كريم بنزيمة. وعانى مهاجم ريال مدريد من إصابة في العضلة رباعية الرؤوس لفخذه الأيسر ستبعده عن الملاعب ثلاثة أسابيع، بعد موسم مميز قاد خلاله فريقه الإسباني إلى لقبي دوري أبطال أوروبا والليغا المحلية. وتوزّعت المنتخبات الـ32 المشاركة على ثماني مجموعات، قبل رفع العدد إلى 48 في مونديال 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وسيذكر حفل الافتتاح بدورات الألعاب الأولمبية، حيث "يمزج بين التقاليد القطرية والثقافة العالمية" ويتصدره أحد أعضاء فرقة البوب الكوري الشهيرة "بي.تي.أس". وستكون رسالة الحفل الذي يستغرق 30 دقيقة بمثابة دعوة إلى العالم أجمع كي يأتي إلى قطر، وتتمحور حول التقارب بين كل شعوب البشرية والتغلب على الاختلافات.
ويشمل الحفل برنامجا مكونا من سبع فقرات يحييها فنانون عالميون، وتمزج بين التقاليد القطرية والثقافة العالمية. ومن المنتظر أن يشارك عدد من رؤساء الدول والحكومات، بينهم ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، ورؤساء فلسطين محمود عباس والجزائر عبدالمجيد تبون ورواندا بول كاغامي. وسيحضر أيضا الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ. ومن المتوقع أن يصل وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن الاثنين في زيارة تستغرق يومين للإمارة.