اعتراف بايدن بالإبادة الجماعية للأرمن: وعد انتخابي حسمه الموقف من نظام أردوغان

حسابات الرئيس التركي ورطته في نزاع مع الجانب الأميركي ومنها محاولته اللعب على وتر الازدواجية في العلاقة مع واشنطن وموسكو من خلال صفقة أنظمة الصواريخ.
الجمعة 2021/04/30
بايدن قاس مع من لا ينتمون إلى صف الليبرالية

اعترف الرئيس الأميركي جو بايدن السبت الماضي بالإبادة الجماعية للأرمن ليصبح بذلك أول رئيس للولايات المتحدة يصف مقتل 1.5 مليون أرمني على أيدي السلطنة العثمانية عام 1915 بالإبادة. ويأتي اعتراف بايدن استجابة لقناعته الشخصية المتضامنة مع نضالات الأرمن منذ أن كان سيناتورا شابا داخل مجلس الشيوخ، وأيضا لانحيازه إلى الصف الليبرالي الذي يدين الجرائم التركية. ولن يكون لإعلان بايدن أيّ تأثير قانوني لكنه سيؤدي إلى تفاقم التوتر مع أنقرة التي وصفها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بـ"الشريكة الاستراتيجية المفترضة” التي "لا تتصرف كحليف في العديد من الجوانب".

لم يكن اعتراف الرئيس جو بايدن بالإبادة الجماعية للأرمن من قبل الأتراك العثمانيين في بدايات القرن العشرين مفاجئا لمن يتابع خط سيره السياسي، فقد كان داعما دائما لنضالات اللوبي الأرمني منذ أن كان عضوا في مجلس الشيوخ، وخلال حملته وعد بأن يتخذ الموقف المناسب الذي يتلاءم مع حجم المأساة، كذلك الأمر بالنسبة إلى نائبته كامالا هاريس.

وتنتمي هاريس إلى ولاية كاليفورنيا التي تسمى بأرمينيا الأميركية نظرا للتأثير البالغ للأرمن في حياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية، والتي كانت راعية أساسية لقرار الاعتراف الصادر عن مجلس الشيوخ في ديسمبر 2019، ثم هناك أيضا وزير الخارجية، أنتوني بلينكن الفرنكوفوني بامتياز، والمتشبع بثقافة الأرمن.

يرافق الوفاء بالوعد الانتخابي، دافع ثان للقرار، وهو طبيعة العلاقات بين بايدن والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهي علاقات متوترة حتى قبل وصول الأول إلى منصب الرئاسة.

قبل ذلك كان أصحاب القرار في البيت الأبيض يتحاشون غضب أنقرة، وسيكون من المثير أن أردوغان المدافع الأكبر عن الإرث العثماني منذ قيام الدولة التركية الحديثة قبل 98 عاما، هو الذي تعترف أكبر قوة في العالم بدور أسلافه في الإمبراطورية المنحلة بجريمة القرن.

لم يجر بايدن منذ انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة محادثة هاتفية مع أردوغان، وهو أمر يبدو الأمر لافتا، وعندما اتصل به في 23 من أبريل الجاري، كان يدعوه إلى تقبل قرار الاعتراف بالإبادة، بهدوء لا يؤثر على العلاقات بين البلدين.

وعندما سئل في مارس الماضي عن سبب عدم إجراء بايدن محادثة هاتفية مع نظيره التركي، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جين بساكي “بالطبع، هناك العديد من قادة العالم الذين لا يزال يتعين على الرئيس الاتصال بهم، وسوف يفعل ذلك في الأسابيع أو الأشهر المقبلة.. أنا متأكد من أنه سيتحدث في وقت ما مع أردوغان”. وبالعودة إلى شهر نوفمبر، عندما كان واضحًا بالفعل أن بايدن قريب من الفوز بالانتخابات، حاول أردوغان إجراء محادثة هاتفية معه، لكن تم رفضه.

ورطة أردوغان

جو بايدن أعلن في بيان قتل تركيا للأرمن في أوائل القرن العشرين
جو بايدن أعلن في بيان قتل تركيا للأرمن في أوائل القرن العشرين

هناك من يعيد الأسباب إلى مسائل أيديولوجية حيث لا ينوي الرئيس الأميركي اللعب مع فريق الليبرالليين، ففي أغسطس الماضي، وخلال حملته الانتخابية، تحدث بايدن في لقاء مصور مع صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، عن رؤيته للعلاقات الأميركية مع أردوغان، فوصفه بالمستبد، وقال إنه سيشجع المعارضة على هزمه في الانتخابات، كما أبدى قلقه أكثر من مرة إزاء التطورات في تركيا، حيث طالب أردوغان باتباع “نهج مختلف للغاية” في التعامل مع مكونات المعارضة التركية، كما فعل عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما. وأوضح أن مستوى ارتياحه إزاء استمرار امتلاك الولايات المتحدة لأسلحة نووية في تركيا قد “تضاءل إلى حد كبير”.

يبدو بادين قاسيا مع من لا ينتمون إلى صف الليبرالية التي يراها، لنأخذ مثالا على ذلك الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتن، وطبعا الرئيس التركي الذي يواجه انتقادات واسعة في الداخل الأميركي، حيث دعا قبل أسابيع أكثر من 180 عضوًا في الكونغرس إدارة بايدن إلى محاربة انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا.

ويرى المراقبون أن الكثير من حسابات أردوغان ورطته في نزاع حقيقي مع الجانب الأميركي، ومنها محاولته اللعب على وتر الازدواجية في العلاقة مع واشنطن وموسكو، من خلال صفقة أنظمة صواريخ أس – 400 المضادة للطائرات مع روسيا، والتي قال عنها بلينكن في مجلس الشيوخ “فكرة أن ما يسمى بشريكنا الإستراتيجي يمكن أن يكون أقرب إلى روسيا، التي تعد أحد خصومنا الإستراتيجيين الرئيسيين، أمر غير مقبول بالنسبة لنا”.

وأصبح من الواضح أن الولايات المتحدة أزالت تركيا أخيرًا من برنامجها لإنتاج طائرات مقاتلة من الجيل الخامس من طراز أف-35 مع إعلان ممثلة البنتاغون جيسيكا ماكسويل مؤخرا عن ذلك. وأشارت إلى أن القرار مرهون بشراء أنقرة أنظمة صواريخ روسية من طراز أس-400 المضادة للطائرات.

هناك كذلك الخلاف حول الوضع في سوريا، حيث تتهم أنقرة الولايات المتحدة بدعم الميليشيات الكردية في الشمال السوري والتي يعتبرها الأتراك فرعًا من حزب العمال الكردستاني. وكان وزير الدفاع التركي خلوصي آكار دعا الأميركيين إلى فك الارتباط مع تلك الميليشيات لكن واشنطن رفضت.

ويرى أغلب المحللين، أن إدارة بايدن تسعى لمحاولة التعوّد على التهوين من دور تركيا كقوة استراتيجية للحلف الأطلسي وبوابة له نحو الشرق الأوسط، وهو ما يجعل أنقرة تتجه لمزيد توطيد علاقاتها مع موسكو، لكن حتى هذه العلاقات لا تسير على أفضل وجه، وخاصة من خلال النظر إلى الموقف التركي إزاء الأزمة الأوكرانية عندما اختارت الاصطفاف إلى جانب كييف، ورفضها الاعتراف بضم موسكو لجزيرة القرم.

يعتبر اللوبي الأرمني إحدى جماعات الضغط العرقية الثلاث الأبرز في الداخل الأميركي إلى جانب اليهود واليونانيين، ويؤكد الأرمن أنهم الجماعة الأقوى

وتبدو إدارة بايدن مدركة أن الخلافات التكتيكية بين أنقرة وموسكو لا تغطي على التوافقات الإستراتيجية بينهما على تقاسم النفوذ في شرق أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأعربت واشنطن عن قلقها حتى من التحالف التركي الإسرائيلي، والموقف الأميركي من تركيا يصل إلى شمال أفريقيا والأزمة الليبية مع إصرار واشنطن الواضح والمعلن على ضرورة مغادرة القوات التركية ومرتزقتها للبلاد في أقرب وقت، وإبلاغها ذلك رسميا لسلطات أنقرة وطرابلس. ويتجه موقف حكومة الوحدة الوطنية الليبية في ذات السياق، حيث لا مجال للوقوف في وجه إرادة الولايات المتحدة التي عادت بقوة إلى الساحة الليبية.

إلى ذلك، يريد بايدن (78 عاما) الذي كان أصغر سيناتور عندما دخل مجلس الشيوخ وهو في الثلاثين من عمره، أن ينهي تجربته السياسية بتحقيق ما يراه منصفا لقناعاته. ويقول فاغن هيسبانيان رئيس مجلس عموم أرمينيا لأميركا الغربية، إن بايدن “كان يدعم الأرمن الأميركيين الذين يقاتلون من أجل الاعتراف بالإبادة الجماعية منذ أن كان عضوا في مجلس الشيوخ. الرؤساء السابقون لأوباما قطعوا وعوداً بالاعتراف خلال الحملة الانتخابية، ثم هربوا من وعدهم تحت ألف ذريعة”.

ووصف بايدن السبت الماضي أحداث 1915 بـ”الإبادة” ضد الأرمن. وقال “اليوم نتذكر المذابح التي واجهها الشعب الأرمني خلال الإبادة الجماعية الكبرى عندما تم ترحيل نحو مليوني أرمني بشكل جماعي وقتل 1.5 مليون رجل وامرأة وطفل”.

وأضاف “إذا لم نعترف بشكل كامل، ولا نتذكر، ولا نعلم أطفالنا الإبادة الجماعية، فإن الكلمات لن تتكرر مرة أخرى وستفقد معناها.. يجب أن تكون الحقائق واضحة وقوية للأجيال القادمة مثل أولئك الذين أحرقت المأساة ذكرياتهم”. وأردف “برفضنا تذكر حقيقة الإبادة الجماعية أو الاعتراف بها، فإننا نفتح طريقا جديدا لمذابح مستقبلية”.

وذكّر بايدن بأنه كان يقود أثناء عضويته مجلس الشيوخ، وباستمرار، الجهود المبذولة للاعتراف بالإبادة الجماعية المرتكبة ضد الأرمن، حيث قال في مناسبات عدة “إذا تم انتخابي، أتعهد بدعمي للقرار الذي يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن. سأجعل القيم الإنسانية العالمية الأولوية الأولى لإدارتي”. وقال بايدن في تصريحات ختامية “اليوم أنضم إلى جميع الأرمن والجالية الأرمنية الأميركية في جلب فوائد كبيرة لأمتنا، وتذكر واحترام ضحايا الإبادة الجماعية للأرمن”.

وقبل أيام من إعلانه الاعتراف، تلقى بايدن رسالة مشتركة موقعة من 100 عضو مؤثر في الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري يحثونه فيها على الوفاء بوعده بقول الحقيقة.

وورد في الرسالة “سيادة الرئيس، كما ذكرت في بيانك في 24 أبريل من العام الماضي، الصمت جريمة”، وأن “الصمت المخزي لحكومة الولايات المتحدة بشأن الحقيقة التاريخية للإبادة الجماعية للأرمن مستمر منذ فترة طويلة جدًا، ويجب أن ينتهي”.

ضغط اللوبي الأرمني

إحياء ذكرى الإبادة الجماعية عام 1915
إحياء ذكرى الإبادة الجماعية عام 1915

يعتبر اللوبي الأرمني إحدى جماعات الضغط العرقية الثلاث الأبرز في الداخل الأميركي إلى جانب اليهود واليونانيين، ويؤكد الأرمن أنهم الجماعة الأقوى، رغم أن عددهم لا يتجاوز مليونا و500 ألف نسمة، وفق إحصائيات 2011، وهم يتوزعون في مختلف الولايات، لكن 900 ألف منهم يقيمون في كاليفورنيا، حتى أنها تسمى أحيانا بأرمينيا الأميركية، وشعارهم على امتداد العقود الماضية، كان العمل من أجل انتزاع اعتراف رسمي بقضية شعبهم.

ولدى الأرمن في الولايات المتحدة العشرات من الصحف والمجلات والقنوات الإذاعية والتلفزيونية والمؤسسات التعليمية والثقافية وغيرها، وأكثر من 50 منظمة أرمينية خيرية وعلمية ودينية ورياضية وثقافية وسياسية تنظم هناك حياة الأرمن الأميركيين ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع الأميركي.

ومن أبرز منظماتهم اللجنة الأرمينية الوطنية الأميركية والجمعية الأرمينية، وهما اللتان تختلفان في بعض المسائل، لكنهما تتفقان حول الهدف الأكبر المتعلق بقضية الإبادة. كذلك، لعبت أحزاب الشتات الأرمنية (الاتحاد الثوري الأرمني، رامكافار أزاتكان، الديمقراطي الاجتماعي هنشاكيان) والكنيسة الأرمينية الرسولية دورا رئيسيًا في تشكيل المجتمع الأرمني الأميركي كأرمن نجوا من الإبادة الجماعية ووقع دمجهم في المجتمع الأميركي.

ويشارك الأرمن في مختلف مستويات القرار الأميركي، فقد شكلوا في العام 1995 مجموعة ضغط داخل الكونغرس نجحت في استقطاب العشرات من الأعضاء، ولديهم رموز في كل مناحي الحياة من علوم وفنون ورياضة واقتصاد وسياسة، ومن الصعب على كل طامح إلى لعب دور سياسي في الولايات المتحدة أن يتجاهل تأثيرهم الانتخابي، ودفع هذا التأثير المهم إلى إعلان 49 من أصل 50 ولاية أميركية اعترافها في قوانينها المحلية بجريمة الإبادة، والولاية الوحيدة التي لا تزال خارج دائرة الاعتراف هي ميسيسيبي.

وبقيت قضية شتات الأرمن تتمثل بشكل شبه كامل من قبل أحفاد ضحايا الإبادة الجماعية ممن يمتلكون موارد مالية كافية لمقاومة الضغط التركي وفقا للباحث الأميركي هيذر غريغ، الذي أكد أن الهدف الرئيسي لجماعات الضغط الأرمنية في الولايات المتحدة هو الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن من قبل تركيا، لافتا إلى أن جماعات الضغط الأرمنية الأميركية تجتذب مجموعة متنوعة من السياسيين، وتضغط على حكومات البلدان المختلفة، وتتابع تغطية واسعة النطاق لقضية الإبادة الجماعية للأرمن، وتنشئ هيئات تتعامل مع قضية الإبادة الجماعية.

إدارة بايدن تسعى لمحاولة التعوّد على التهوين من دور تركيا كقوة استراتيجية للحلف الأطلسي وبوابة له نحو الشرق الأوسط، وهو ما يجعل أنقرة تتجه لمزيد توطيد علاقاتها مع موسكو

وكان الموقف الأميركي من جريمة الإبادة ضد الأرمن أقرب إلى الإنكار منذ عام 1919، عندما أصبحت تركيا جزءا لا يتجزأ من المصالح الإستراتيجية الأميركية، وسوق مبيعات رئيسية ثم مخفرا أمام الاتحاد السوفييتي، وقد اتخذت واشنطن ومعها لندن مواقف التجاهل كلما أثيرت مسألة التركيبة الإثنية في تركيا، الأمر الذي ساهم في تشجيع تركيا على الاستمرار في إنكار الجريمة المروعة.

 لكن في 22 أبريل سنة 1981، وفي ذكرى المحرقة، كان رونالد ريغان أول رئيس أميركي يصف أحداث 1915 بأنها “إبادة جماعية”، وفي عامي 1985 و1987، اعتمد مجلس الشيوخ الخطوات الأولى في الولايات المتحدة لإقرار وثيقة تدين الإبادة الجماعية للأرمن، وفي عام 1989، اقترح إعلان يوم 24 أبريل يوما للإبادة الجماعية للأرمن، على غرار إعلان الهولوكوست.

وعارضت إدارة جورج بوش الأب سنة 1990 جهود زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ بوب دول لاعتراف مجلس الشيوخ الأميركي بقرار الإبادة الجماعية للأرمن، وفي العام 2000 منعت إدارة بيل كلينتون إقرار قرار الإبادة الجماعية للأرمن قبل لحظات من تصويت مجلس النواب عليه، وتكرر الأمر ذاته مع إدارة بوش الابن سنة 2007، وباراك أوباما في 2010.

وفي أكتوبر 2019، أقر مجلس النواب بالكامل القرار أخيرا بأغلبية 405 أصوات مقابل 11 صوتا، ولحق به مجلس الشيوخ في 12 ديسمبر من العام ذاته، داعيا إلى “إحياء ذكرى الإبادة الأرمنية” و”رفض محاولات دفع الحكومة الأميركية إلى نفي حصولها”. وقال آدم شيف الرئيس المشارك للجنة القضايا الأرمنية “هذا تصويت ينتظره عشرات الآلاف من الأرمن الأميركيين منذ عقود”.

وأعلن أحد أعضاء الكونغرس “أعتقد أن على الولايات المتحدة أيضا جانب من الالتزام الأخلاقي المهم للغاية وذلك بالتحدث بوضوح وبصراحة عن الإبادة المتعمدة لمليون ونصف المليون أرمني في 1915-1923، وهو نشر المعلومات حول الإبادة الجماعية للأرمن في جميع المدارس الحكومية في الولايات المتحدة ضمن البرامج التعليمية”، فيما قال عضو مجلس النواب الجمهوري كريس سميث “لقد اتبعت الحكومة التركية سياسة الإنكار وقد فعلت ذلك منذ عقود، باستخدام وسائل مختلفة لتخويف ومعاقبة المواطنين الأتراك الذين يتجرأون على الاعتراف بالإبادة الجماعية التي ارتكبتها الحكومة العثمانية منذ عام 1915”.

وأردف أن أنقرة تسعى إلى ترهيب الأمم، لكن العشرات من الدول اعترفت بالفعل بالإبادة الجماعية للأرمن، وتابع قائلا “علينا أن نفعل الشيء نفسه اليوم”. وخلص سميث إلى القول إنه “بعد الأكاذيب التركية، حان الوقت لتأكيد حقيقة الإبادة الجماعية للأرمن واحترام ذكرى الضحايا والناجين وعائلاتهم”.

ورفضت إدارة الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالإبادة، وردت على قرار الكونغرس في ديسمبر 2019 بالقول إنها لا تعتبر عمليات القتل الجماعية للأرمن في عام 1915 “عملية إبادة”.

وأفادت الخارجية الأميركية، بأن الرئيس ترامب، لا يؤيد قرار مجلس الشيوخ. ووصف ترامب إبادة الأرمن بـ”إحدى أعظم جرائم القتل الجماعي في القرن العشرين”. وقال في ذكرى الإبادة العام الماضي “نتذكر اليوم الأرمن وجميع الذين عانوا في الكارثة الكبرى ونعد بأن نأخذ العبرة من دروس الماضي حتى لا تتكرر تلك الأحداث”.

توسع الاعتراف الدولي

إدارة بايدن تسعى لمحاولة التعوّد على التهوين من دور تركيا كقوة  استراتيجية للحلف الأطلسي
إدارة بايدن تسعى لمحاولة التعوّد على التهوين من دور تركيا كقوة  استراتيجية للحلف الأطلسي 

قبل القرار الأميركي كانت دول عدة قد اعترفت بجريمة الإبادة ضد الأرمن، منها جمهورية الأوروغواي والبرلمان القبرصي الذي اعترف بالإبادة الجماعية سنة 1982.

وتبنى مجلس الدوما الروسي سنة 1995 بيانًا يدين الإبادة الجماعية للأرمن، وفي 1996 اعترفت كندا بالجريمة، وفي 1997 اعتمد المجلس الوطني اللبناني قرارا يعترف وينتقد الإبادة الجماعية للأرمن، ثم وفي 1998 صدر قرار مماثل من مجلس الشيوخ البلجيكي يدعو الحكومة التركية إلى الاعتراف بالجريمة، وفي 1998 كان الاعتراف الفرنسي، تلاه الاعتراف اليوناني في العام 1999 ثم اعتراف البرلمان الإيطالي في العام 2000 وهو عام اعتراف الفاتيكان، في شخص البابا يوحنا بولس الثاني.

كما توالت مواقف الاعتراف التي أعلنتها سويسرا في 2003، ومجلس الشيوخ الأرجنتيني والبرلمان السلوفاكي، ومجلس النواب الهولندي في 2004، وبرلمانات بولندا وفنزويلا وجمهورية ليتوانيا في 2005.

واعتمد مجلس الشيوخ التشيلي سنة 2007 مرسومًا يدين الإبادة الجماعية، ثم كان موقف السويد في 2010 وبرلمان بوليفيا في 2014، بينما شهد العام 2015 مواقف مماثلة صادرة عن البرلمان النمساوي وبرلمان لوكسمبورغ وجمهورية البرازيل، ومجلس الشيوخ في باراغواي ومجلس النواب في مملكة بلجيكا.

بايدن لم يجر منذ انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة محادثة هاتفية مع أردوغان، وعندما اتصل به في 23 من أبريل الجاري، كان يدعوه إلى تقبل قرار الاعتراف بالإبادة

واعتمد البوندستاغ الألماني سنة 2016 قرارًا يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن بينما وافق مجلس الشيوخ الفرنسي على مشروع قانون يجرم إنكار الإبادة الجماعية للأرمن، وفي 2017 اعتمد البرلمان الدنماركي ومجلس النواب التشيكي قرارين بشأن الجريمة.

وصوت برلمان هولندا سنة 2018 بأغلبية ساحقة لصالح الاعتراف بأن عمليات القتل الجماعي للأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية “إبادة”. مؤكدا أنه سوف يواصل مناقشة “قضية الإبادة الأرمينية”.

ووقّع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مرسوما ينص على اعتبار 24 أبريل يومًا وطنيًا لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن. كما تم الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن وانتقادها من قبل بعض المنظمات الدولية المؤثرة مثل البرلمان الأوروبي ومجلس أوروبا والعديد من لجان الأمم المتحدة والمجلس العالمي للكنائس وما إلى ذلك.

6